إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ينبئني شتاء هذا العام |
أنني أموت وحدي |
ذاتَ شتاء مثله ذات شتاء |
يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي |
ذات مساء مثله ذات مساء |
وأن أعوامي التي مضت كانت هباء |
وأنني أقيم في العراء |
ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي |
مرتجف بردا |
وأن قلبي ميت منذ الخريف |
قد ذوى حين ذوت |
أولُ أوراق الشجر |
ثم هوى حين هوت |
أول قطرة من المطر |
وأن كل ليلة باردة تزيده بُعدا |
في باطن الحجر |
وأن دفء الصيف إن أتى ليوقظه |
فلن يمد من خلال الثلج أذرعه |
حاملة وردا |
ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض |
وأن أنفاسيَ شوك |
وأن كل خطوة في وسطها مغامرة |
وقد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا |
في زحمة المدينة المنهمرة |
أموت لا يعرفني أحد |
أموت لا يبكي أحد |
وقد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة |
مجلسه كان هنا و قد عبر |
فيمن عبر |
يرحمُهُ الله |
ينبئني شتاء هذا العام |
أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي |
وأن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني |
ولستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت |
لكنني من يومها ينزف رأسي |
الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت |
من أجلها خرجت |
من أجلها صُلبت |
وحينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ |
ترجُّني خوفا |
وحينما ناديته لم يستجب |
عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت |
ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء |
لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ |
دفئا |
لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف |
كل غلالي |
كل حنطتي و حَبِّي |
كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني |
ذات شتاء مثله |
أموت وحدي |
ذات شتاء مثله أموتُ وحدي |