إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سرْ بي إلى وطني المقاتل يارفيقَ الدرب سرْ بي
|
سرْ بي أقبِّلْ أرضَه السمراءَ ولْيَكُ بعدُ نحْبي
|
أشتاقُ للزيتون فوق تلالِهِ والزَّعتَر ِ!
|
وأحنُّ للكرْم المُخَضَّل ِبالندى والبيْدَر ِ!
|
وإلى كنوز ِالبرتقال ترَعْرَعَت بدماءِ شعبي
|
***
|
سرْ بي لأرض الصابرين على المرارة والضَّنى
|
صمدوا صمودَ جبالها ليُشيِّدوا لِيَ موطنا
|
نذروا فداءً للثَّرى أرواحَهم ودماهُمُ
|
ومَضوْا يعززهم على درب النضال تَلاحُمُ
|
أملاً بتحرير المرابع ِوالوصول الى المنى!
|
***
|
آهٍ لقد طال الزمانُ على مفارق ِعودتي!
|
خذني إلى مهدِ الطفولةِ في سقيفةِ جدَّ تي!
|
كانت تقصُّ لِيَ البطولة َمن تُراثي الماجِدِ!
|
طوراً عن الجَدِّ الشهيدِ وتارة ًعن والدي!
|
وتطوفُ بي الأحلامُ والحضن الدفيءُ مِخَدَّتي!
|
***
|
كم كلَّلتْني من رُبى نيسان تاجاً فاتِنا!
|
وجَنَتْ لِيَ التفاحَ والرُّمانَ من بُستانِنا!
|
وسَقَتْنِيَ الشُّهدَ المصفّى في ظلال الدالِيَهْ!
|
ومواكبُ الزَّرزور تعبثُ بالقطوفِ الدانِيهْ!
|
والخبزُ في الطّابون ينْفحُنا شذاهُ الساخِنا!
|
***
|
كانت تُدثِّرُني بعيْنَيْها ودفْءِ رِئامِها!
|
تحنو عليَّ وليس يُثْنيها عذابُ سُقامِها!
|
فأ ُحِسُّ في ضوْءِ السِّراج ِوفي احتراق ِ فَتيلِهِ!
|
وبِجُودِ زهر ِالروض ِ بالأطيابِ قبلَ ذبولِهِ!
|
أنَّ التَّفاني توْأَمٌ للأ ُمِّ ... مِن أعْلامِها!
|
***
|
سرْ بي إلى حُوّارَة َ الشمّاءِ حيثُ دَرَجْتُ طفْلا!
|
ونشأ ْتُ في أحضانِها وعَشقْتُها جَبَلاً وسهلا!
|
كم طُفْتُ في حاراتها ألْهو وألعَبُ مَعْ صِحابي!
|
وشربْتُ من يُنْبوعها المحفوفِ بالخُود الكِعابِ!
|
وقطَفْتُ من جنّاتِها ورداً ونَسْريناً وفُُلاّ!
|
*** |
كم جُلْتُ في آكامِها الخضْراءِ بيْن فُتونِها!
|
وأكَلْتُ من عِنبِ السُّفوح ِعلى الصُّخور ِوتينِها!
|
وجَلَسْتُ في أرِج ِالخمائِل ِأستمِدُّ ظِلالَها!
|
وتطوفُ أسْرابُ البلابل ِوالهَزار ِحِيالَها!
|
تشدو فأُ ُصْغي للنشيدِ العَذ ْبِ فوق غُصونِها!
|
***
|
آهٍ على بحر ِالسَّنابِل ِمائِجاً بالعَسْجَدِ!
|
تطفو وتغْطُسُ بين لُجَّتِهِ جُموعُ الحُصَّدِ!
|
يتسابقون بمَوْجِهِ الطّامي بتجذيف المَناجلْ!
|
كي يقْنِصوا أغْلى اللآلىءِ من مَحارات السَّنابلْ!
|
مالمْ يَنَلْهُ الغائصون بعُمق ِ بحْر ٍسرْمَدي!
|
*** |
نشرت سلاسل شعرها المضْفور من فوق الرُّبى
|
ليَموجَ في الوادي الخصيب وفي المُروج مُذهَّبا
|
وحيالها تزهو الَّلَداتُ كأنَّها في يوم عيدِ
|
هي كَفْرُ قَلّيلَ الحظِيَّة ُبالشهيدِ أبي الوليدِ
|
بورينُ عَيْنابوسُ بَيْتا أ ُوصَرينُ وعَقْرَبا
|
***
|
كم زُرْتُ مَعْ أمّي بِشارَة َ كي نُضيءَ ضَريحَهُ!
|
وتَلَوْتُ فاتحَة َالكتابِ نَدىً يُكرِّمُ روحَهُ!
|
وأخَذْتُ من أطْراف كِسوتِهِ شريطاً أخْضَرا!
|
سَوَّرْتُ مِعْصَمِيَ الصَّغيرَ به يُقالُ لأِ َكْبُرا!
|
ومسحْتُ طيبًا منه يوماً مانَسيتُ نُفوحَهُ!
|
*** |
قد قيلَ طار بنعشه قَدَراً وحلَّقَ في السَّماءْ
|
ليكونَ مَوْعِظة ً لمنْ جَهلوا مقامَ الأ ولياءْ
|
كم حدَّثوني عن كراماتٍ له في عَيْشِهِ!
|
ولَعَلَّ خاتِمة َ الخَوارق ِأنْ يطيرَ بنعشِهِ!
|
فاللهُ فوقَ إرادةِ الإ نْسان ِ يفعَلُ مايَشاءْ!
|
***
|
لَهْفي إلى نابُلْسَ يسقط دونها الأعداءُ تَتْرى!
|
بُركانُ ثورتِها تَأجَّجَ لابُهُ غَضباً وثَأ را!
|
ما انْفَكَّ إبراهيمُ يُذكي نارَهُ ويَراعُ فدْوى!
|
في وادِيَ التُّفّاح ِ كمْ هتفا مع الأطيار ِشَدْوا!
|
وعلى ذ ُرا جِرْزيمَ كمْ قَرَآ مَعاً للأرض ِشِعْرا!
|
*** |
لَهْفي لِقلقيليَّة َ الخضراءِ والسَّرْح ِالرحيبِ!
|
تزْهوعروساً في المُروج ِ يزفُّها عَبَقُ الطيوبِ!
|
ترنو إلى البحر المُعانِق ِ برتُقالَ السّاحِل ِ
|
وعلى مشارفِ تَلَّةٍ شَهدتْ وداعَ الراحِل ِ
|
تستقبلُ الأ ُفُقَ المُحنَّأ َ بالخِضابِ لدى الغُروبِ
|
***
|
بين المروج ِالعابقاتِ تلوحُ زاهية ً جِنينُ!
|
تهفو الى فِرْدَوْسِها الأ َرِج ِالخواطِرُ والعُيونُ!
|
إذْ يرتدي مرْجُ ابن ِعامِرَ حُلَّة ًمن سُنْدُس ِ!
|
قد زُخْرفتْ بحَليِّ زهْر ٍللفُتون ِمُدَمْقَس ِ!
|
وتطوفُ تحتَ سمائِهِ الزَّرقاءِ أسْرابُ السُّنونو!
|
*** |
تخْتالُ رامُ اللهِ شامخة ًعلى متْن ِالرياح ِ
|
تخْتالُ في الحُلل ِالقشيبةِ والغلا ئِل ِوالوشاح ِ
|
تحدو خُطاها البيرَة ُ الفيْحاءُ في حُلل ِالدِّمَقْس ِ
|
كَمَليكَتَيْ حُسْن ٍتنافستا على تاج ٍوكُرسي
|
في حَفْل ِتتويج ِالمليكاتِ الجميلاتِ المِلاح ِ
|
***
|
وأخالُني وصديقَ عُمْري في حَواري بَيْتِ لِقْيا
|
وصغيرُهُ خَلْدونُ يقفزُ حوْ لنا طرِباً شَدِيّا
|
نَتذاكرُ الأصحابَ إذْ كُنّا معاً طلابَ عِلْم ِ
|
يتسابقونَ إلى الطَّليعةِ في خَضوري طولِكرْم ِ
|
كيْما يكونوا في غَدِ الأجيال ِمِرقاة َالثُّرَيّا
|
**** |
كنّا نزورُ ارْ تاحَ نجلسُ في ظلال ِالبرتقال ِ
|
ونزورُ حَبْلَة َ حيثُ تحضُنُنا أفانينُ الجمال ِ
|
ونجولُ فوق رُبى عَنَبْتا بين أفوافِ الربيع ِ
|
نشدو بأشعار ِ الشهيدِ النابعاتِ مِنَ النَّجيع ِ
|
إذْ خَطَّها عبدُ الرَّحيم ِ برُوحِهِ فوق التلال ِ
|
***
|
الغَوْرُ أخفضُ بقعةٍ في الارض ِدُرَّتُهُ أريحا
|
هي والعراقة ُ توْأمٌ مُذْ عهدِ كنْعان ِ بْن ِنوحا
|
شهِدَ العديدَ من المعاركِ والحروبِ الفاصلاتِ
|
نُقِشَتْ على صَفَحاتِ ماضينا حروفاً ناصعاتِ
|
لتكونَ نِبْراساً لشعْبٍ يصنعُ المجْدَ الصَّريحا
|
*** |
هُزمَ الصليبيّونَ في حِطّينَ وانكسَرَ الإسا رُ
|
وعلى يَدَيْ بيبَرْسَ في بَيْسانَ قد هُزمَ التتارُ
|
فغَداً سيُطرَدُ من أراضينا الصهايِنة ُاللئامُ
|
ويعودُ للأوطان مَنْ في الهجر موطنُهُ الخيامُ
|
كيْما يُلمَّ الشمْلُ ثانية ً ويبتسمُ الذ ِّمارُ
|
***
|
تَبني الشعوبُ على كواهلها الحضارة َبالعُلوم ِ
|
وتصونُ ما وصَلَتْ إليهِ على الذرا فوق النجوم ِ
|
فعلى ثَرايَ الجامعاتُ تُضيءُ داخلَ كل بَيْتِ
|
صرحُ النجاح وبيتِ لحم ٍ والخليل وبير ِزَيْتِ
|
تجلو الجهالة َ في النفوس لرفعةِ العقل ِالسليم ِ
|
*** |
القدسُ للوطن الفؤادُ ومُقلتاهُ النّاصرهْ
|
ورُبوعُ غزةِ هاشم ٍ سيفٌ يُزينُ الخاصرهْ
|
حيفا الجميلة ُ ثغْرُهُ البسامُ لؤلؤة ُالمرافي
|
تاجُ الَّلداتِ عرائس ِالشطآن ِفي يوم الزّفاف
|
أيّانَ يرجع للديار مهاجرٌ ومهاجرَهْ!
|
***
|
أرنو إلى الأقصى الأسير وراء ألغام الحدودِ
|
أرنو وفي عيْنيَّ حزنُ الارض في المنفى البعيدِ
|
دوني مسافاتٌ مُعَوْسَجَة ٌمُكهْربة ٌسحيقهْ!
|
لم تعترفْ لا بالجواز الأردنيِّ ولا الوثيقهْ!
|
إلا بتصْريح ٍعلى الجِسْرَيْن ِ عبْريِّ الوصيدِ!
|
***
|
المسجدُ الأقصى حزينٌ مَنْ يكفكفُ أدمُعَهْ؟!
|
مَنْ ذا يردُّ له كرامتَهُ ويكسرُ مَقْمَعَهْ؟!
|
ويزيلُ رجْسَ الغاصب ِالمحتلِّ عن إسرائِهِ!
|
فتعودُ للإسلام ِهيْبتُهُ لدى أعدائِهِ!
|
ويَردُّ سيفَ الكيْد في نحْر ِالغشوم ومَنْ مَعَهْ!
|
***
|
كم حاول المحتلُّ طمْسَ هويَّتي ليمُدَّ ظلَّهْ |
ويزيِّفُ التاريخ َفي زمن الحقوق المضمحلَّهْ!
|
لكنَّني سأظلُّ عن حقي السليب مُناضِلا!
|
إذ لا أكِلُّ ولا أملُّ وعنه لن أتنازَلا!
|
فغَداً سترجع لي فلسطينيَّتي في ظلِّ دولَهْ!
|
*** |
قمَمٌ تُعلمُنا الشموخَ وبالعراقةِ تنْطِقُ!
|
اللهُ أكبرُ لايكُفُّ لها المكبِّرُ يُطْلِقُ!
|
فيُجيبُهُ عيبالُ يشعُلُ ثورة ً والكرْمِلُ!
|
وإذا بأفئدة الغُزاةِ الغاصبين تُزلْزَ لُ!
|
ويخرُّ رابينُ الجرائم مِن صداهُ ويُصْعَقُ!
|
***
|
آهٍ فلسطينُ الأبيَّة ُطعْمُ ثأركِ علْقَمُ!
|
في مُقْلتيْكَ نوائبُ الأيام بالدم تُرْسَمُ!
|
وعلى روابيكَ الخِضابِ سيشرقُ المستقبلُ!
|
فالإ نتفاضة ُفي جراحِكَ ماردٌ يَتَمَلْمَلُ!
|
قد أطْلَقتْهُ قرية ٌومدينة ٌومُخيَّمُ!
|
***
|
قد آنَ للغضب المُحاصَر ِفي الجَوانح ِ والدِّما
|
أن يُطلقَ البركانَ من عُمْق ِالجراح تَضَرُّما
|
وبلَيْلةٍ غَزلتْ زغاريدَ الشهيدِ جَبالِيا
|
غضباً تُفجِّرُهُ الأيامى والثَّكالى عاتِيا
|
فانْثالَ كانونُ الثلوج ِعلى العُداةِ جهنَّما
|
***
|
مِنْ جذوة الآلام في أعماق شعبي الرّافِض ِ!
|
مِنْ ظلمةِ السجن ِالمحاصِر ِللشبابِ النّاهِض ِ!
|
مِنْ قسوةِ الإرهابِ والقَمْع ِالمُوَجَّهِ والحِصار ِ!
|
ثارتْ براكينُ انتفاضتنا لتحرير ِالديار ِ!
|
ولكبْح ِمخْدوع ٍبأوْهام ِالسلام ِمُفاوِض ِ!
|
***
|
لو تجْمعون حمائمَ الدنْيا وزيتونَ البسيطَهْ!
|
لِتُمثِّلوا دوْرَ السلام بوهْم أمْريكا الوسيطَهْ!
|
وتُوثِّقوا موْتَ القضيَّةِ إذْ يُواريها التُّرا بُ!
|
لن تُقنعوا شعْبي بمؤتَمر ٍ نتيجتُهُ سرا بُ!
|
إنْ لمْ يقُمْ وطنُ الجدودِ على الترابِ وفي الخَريطَهْ!
|
***
|
كم طامِع ٍغَشِيَ الديارَ غَداً سَتَلْحقُهُ الهَجانَهْ!
|
كانتْ نهايتُهُ على أيْدي الأ ُلى أنِفوا المَهانَهْ!
|
لم يُثْنِهم جَبَروتُ هولاكو ولا تيْمورِلَنْكا!
|
أو زحفُ نابِليونَ تصْمُدُ دونَهُ أسْوارُ عكّا!
|
لم تُلْق ِمِنْ يدها الحُسامَ وما تَبقّى في الكِنانَهْ!
|
***
|
ولَكَمْ ذكَرْ تُكِ يابلادي يارُبوعَ ثرى الخليل ِ!
|
يامهْدَ عيسى حيثُ جذعُ النَّخْل ِدان ٍ لِلْبَتول ِ!
|
ياموطنَ القدس ِ الأسيرةِ حيثُ أولى القِبْلَتَيْن ِ!
|
ياجنَّة ً في الارض ِمثْلَ بَهاكِ لمْ تَرَ قَط ُّعَيْني!
|
مِنْ أيْلَةٍ بحراً إلى صَفَدٍ على قمم الجليل ِ!
|
***
|
تَقِفينَ راسخة ًبوجهِ العادياتِ وقد أمِنْتِ
|
لا تَبْرَحينَ تُقاومينَ الطامعينَ وما استَكَنْتِ!
|
تأبينَ أن يرثَ الغريبُ تُراثَنا زيْفاً وزورا!
|
إذْ سوفَ يلقى في لظى أبنائِكِ الصّيدَ الثُّبورا!
|
كم أمَّةٍ مرَّتْ عليكِ قد انْطوَتْ وبَقيتِ أنْتِ!
|