قَدْ يَخْشُنُ الدَّربُ والأميالُ جامدةٌ | |
|
| تحتَ القوافلِ والسَّاعاتُ تَنتقلُ |
|
دَربٌ قديمٌ يُنادِي سيرَها، ولَهَا | |
|
| يُسرُّ سِرَّاً لهُ الأخْفَافُ تَحتفلُ |
|
وردٌ وشوكٌ وحادٍ ثُمَّ مُنعطفٌ | |
|
| وغايةُ السَّيرِ لَمْ يَحفلْ بها الكَسَلُ |
|
فَفِي النَّهارِ لرِيحِ البِيْدِ هَمْهَمَةٌ | |
|
| قامَ السَّرابُ وخُفُّ الرَّكْبِ يَشتعلُ |
|
عندَ الغُروبِ سَمَا ظِلٌّ لراحِلةٍ | |
|
| و برزخُ الوقْتِ مِنْ أَعرافهِ الخَجَلُ |
|
تحتَ النُّجومِ ترى رَقْصَاً لقافلةٍ | |
|
| قدْ هزَّها التَّلُّ والوديانُ والسُّبُلُ |
|
وينطوي البُعْدُ في أحْدَاقِ قَافِلةٍ | |
|
| إذا ثَنَى رُكْبَةً أوْ مَدَّها جَمَلُ |
|
إلى الأمامِ مَسِيْرٌ كلُّهُ خَطَرٌ | |
|
| أمَّا الوراءُ فلمْ تَعجزْ بِهِ الحِيَلُ |
|
ذاكَ الطَّريقُ بدا في النَّفْسِ مُفْرَدَة: | |
|
| ما أعذبَ السَّيرَ لولا التِّيْهُ والوَجَلُ |
|
طالَ الطَّريقُ وثوبُ الليلِ سَربَلَهُ | |
|
| نامَ الكلامُ ولمْ تَنعسْ لَهُمْ مُقَلُ |
|
على الشِّفاهِ وفي الأحداقِ أغنيةٌ: | |
|
| متَى المسيرُ إلى آمالِنا يَصِلُ؟ |
|
وفي السَّديمِ قُبيلَ الفَجرِ أمنيةُ | |
|
| تقودُ ركْبَاً وحِيْنَاً يكذبُ الحَبَلُ |
|
تَستأذنُ الدَّربَ آمالٌ لقافلةٍ | |
|
| فيأذنُ السَّهلُ لكنْ يَرفضُ الجَبَلُ! |
|
لمْ يُقنعِ النَّفسَ مِنْ أسْفارِها سَفَرٌ | |
|
| مَا مَلَّ رَكْبٌ ولكنْ مَلَّتِ الِإبِلُ |
|