|
|
![]() |
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
يا بحرْ...؟!! |
لا تُبعد الشطآنَ أكثر عن مسافات الجنوبِ!!؟ |
فلقد تَعبتُ من اليَباسِ الساحِليِّ، |
والالْتباس المرحليّ في الأهداف والتماس النصر في فوضى الجيوشِ، |
أو تفعيلِ الجملةِ الاسمية |
الخبر المقدَّم، والمضاف إليه |
آهِ يا.... ملحَ الشعوبِ!! |
*** |
ولقد تعبتُ من تراكيبِ العناصرِ في امتزاج الحامضِ القَلويِّ بالفِلَزّ، |
تحليل النتاجِ المخبريّ، |
نشرة الأخبار، تطبيل الصحافة، والمفاعل النووي |
إنَّ الكيمياءَ، عُهرٌ كالسياسةِ، |
مهزلةُ الطبيعةِ |
حيثُما تتنَفَّسُ الأرضُ الفقيرةُ، يولدُ الفقراء، |
تنسَدُّ الدروبُ على الدروبِ. |
*** |
اترك لنا الأمواج... أيُّها البحرُ العموميّ |
اختنقتُ من الحقيقةِ، والحكومةِ، والعفو الضريْبي |
لا تصدِّقِ التاريخْ!! |
إن الحقيقةَ كلّها كَذِبٌ، |
يا بحر صدِّقني فأنا الذي لولا انغماسي فيكَ، |
أشعلتُ الهواءَ المرّ من نارٍ تُؤجَجُ في لَهيبي. |
أنا لا أُريد سوى مترين تحت الماءِ قبراً، |
فاحتوِ أضلاع هذا العاشقِ الأبدي، لؤلؤاً، وزمرداً |
بأصابع المرجان كفِّني ولا تكثر على قلبي العتابْ، |
فلقد تعبتُ من السؤالِ بلا جوابْ، |
ومن البدايةِ قد تعبتُ من النهايةِ، بينهما العذابْ. |
*** |
لا تسَلْني عن قبورِ الأولياءِ الصالحين،!! |
في زمانِ الصُّلحِ يختلفُ الولاءْ، يا أيُّها البحرُ الجميلُ |
لكلِّ عصرٍ أنبياءْ، |
استمعْ لي جيداً يا أيُّها البحر المُبَجَّلُ والبَخيلْ، |
فقد التجأتُ إليك ساعد كاهلي... حملي ثقيلْ، |
رضيت فيك الموتَ طوعاً، |
فأعطني مترينِ تحت الماءِ، |
فسِّرْ لي هُروبيْ...؟! |
هل ستفهمني؟! |
كلامي واضحٌ يا بحرْ؟ |
لا تَبُحْ باسمي على رملِ الشواطئِ |
لا تَقُلْ شيئاً، رجَوْتُكَ |
خبئ صورتي في مائِكَ السرِّي |
عَلَّهُ ينسى مع الأيامِ قسوَتَه على قلبي حبيبي!! |
علَّها تنسى الحكوماتُ الضحايا |
والبناتُ رموشَهُنَّ المستعارةَ في المرايا |
والشهيدُ معاهداتِ الذّلِ |
والنحلُ الخلايا. |
*** |
لا بُدَّ من نسيانِ أنَّ الأرضَ قاسيةٌ، |
والحقيقةَ مرةٌ، وأنَّ عمرَ الحبّ أطولُ من سنواتِنا، |
كنّا ساذجين لا تعلمنا التجاربُ، |
نستردُّ النُّسْغَ في أرواحِنا، |
أيائلَ في برِّيةٍ مجهولةِ الأبعاد تبتعد الجهاتُ بنا، |
في فلواتِنا تجري بنا خُطواتنا بحثاً عن الصياد |
المستفيدِ، المستبدّ، المستعدّ على الدوام. |
كنّا عاشقين، وساذجين نستبق المنايا..!! |
*** |
يا بحرُ طَهِّرنا... لنغسلَ ما في وُسْعِنا منا!؟ |
كلَّ ما في وُسْعِنا، منّا: |
انكساراتِ الفراغ العاطفيّ، |
سعالَنا الديكيّ، |
أدرانَ الشذوذ المسلكيّ، |
آثارَ الجراحِ، مخلّفاتِ الكوكاكولا، |
صرخةَ الرئتينِ، نيكوتينَ العصرِ، |
حُسنَ الطالعِ الرسميّ |
طهّرْنا... لنغسلَ ما تبقَّى، طعنةً في الصدرِ تعتملُ الحنايا!! |
*** |
لكنّا نعود... كما ابتدأنا رحلةَ الأمواجِ، |
إذ تركناها على الشطآنِ هناكَ تنتظرُ الخطايا |
رُبَّما سهواً... نسينا...، صدفةً |
أو رُبَّما |
وهذا ما تؤكدهُ المصادرُ |
إن بعضَ الظَّنِ... إثمٌ |
إلاّ في سوءِ النوايا |
*** |
واسعٌ يا بحر أنت، رحْبٌ، ويحسدُكَ الفراغُ على الرحابةِ والسِّعَة |
خالدٌ... كالعاشِقِ المسكونِ في وجعِ الحبيبِ المستحيلْ، |
والنارُ تُدمي أضْلُعَهْ |
قال جدِّي: |
مرةً لما رجعنا من حقولِ القمح |
أسرَج البحرُ الخيولَ في الأمواج ماءْ، |
مُتَيَّماً.. متيَمِّماً بالرمل جاءْ |
مَدَّ بساطَهُ صلَّى الوِترَ بنا أمَّ العِشاء، |
وتناولَ السُّحبَ القريبةَ من قرونِها... وقدَّمَها لنا على.. طبقِ العَشاءْ، |
قال جدِّي: كم كريماً كانَ ذاك البحر... وجارحاً كالكبرياء. |
ثم ودّعناه منفعلين، أسرعنا الخطى... غصَّت به الأمواجُ، |
سالَ الغيمُ دمعَ البحرِ بلَّلْنا بكاءْ. |
*** |
واسعٌ يا بحرُ... أنتَ، |
وضَيِّقٌ شريانُ قلبي |
غادرٌ هذا الزمان |
إني أشْتَمُّ الخديعةَ في الجرائدِ، والقصائدِ، والمواقدِ، والهواءْ. |
رائحةُ الخيانةِ، في الشوارع، في المزارعِ، في تحيات الأصابعِ |
في خطوط الكهرباءْ. |
آهِ |
يا بحر |
لو حللت ما بي من عناصر دهشتي، |
تستقيني أنتَ إني قد زرعت الفُلَّ في وجع السطور، |
وحرضت الملائكةَ الصغار الطيبين، |
في تباريح النساء. |
قل ما تشاءْ... ولا أشاءْ!!؟ |
... كلّ شيءٍ قد تبدَّدْ، |
أقسى من السكِّين في الشريان، جرحُ الانحناءْ |
لا تشي يا بحر بالأسرارِ... عَلَّهُ ينسى حبيبي!! |
أنت أدرى |
صفعةُ المحبوبِ أقوى من سيوف الغُرباءْ!!! |
*** |
حَدِّق جيداً يا بحر بي |
إني للتوِّ انتهيتُ من الوصيةِ، حصرِ الإرثِ... سجِّل ما امتلكتْ |
بطانيةً.. ودفترين مهلهلين... شبّاكاً يُطلُّ على الندى وسرّ الزَنزَلختْ، |
كتاب درويش الأخير. |
لا تعتذر.. عمّا فعلت، |
وزجاجةَ العِطرِ التي وصَلَتْ بصندوقِ البريدِ.. وما وصَلْتْ!! |
فاتورة المحمول سَدِّدْها |
إذا سمَحْتْ؟!! |
أنا لا أريد، وأنت لا ترضى أموت وهاتفي مفصولْ!!، |
فلربما تتذكَّر امرأةٌ زُفَّت لقردٍ صورَتي!!، |
فترسلُ قردَها للسوق، |
تطلب نُمرتي ويختلط السَّفرجلُ في شراييني بوقعِ الخيلِ مع صهيلِ الروح |
فتسْتَردّ حرارةَ الحبِّ الدماءْ!!. |
آهِ لو تشْتَمَّ مثلي الآنَ رائحةَ البخورِ |
في ذكرى حريرِ النّستناء. |
*** |
لا تؤجل صرختي يا بحر |
لقد انتهيتُ من الوصية، حجةِ الميراث، فاعطني مترين تحت الماءْ؟ |
آهِ من زمنِ المرارةِ في شفةِ الحبيب وفي بذورِ الكَسْتناء، |
يخشى به العشاقُ بَوحَ صدورهِم خجلاً وخوفاً... أو حياءْ، |
ويُناقَشُ الفنّ الرفيع، معضلات الجنسْ، وفوائد الحبِّ السريعِ |
في دورِ البغاءْ |
مطاردٌ فينا الكنار، |
وسيدٌ للطيرِ صارَ الببَّغاءْ. |
*** |
ها أُغسطسُ أيضاً يا بحر يودّعنا |
من لا يعرف أُغسطس، فهو الاسم المتداول في هذا العصرِ.. لآبْ |
وحَلَّ بنا أيلولُ بباقةِ وردٍ ضَمَّتها بحنينِ السنواتِ الصعبةِ عاشقةٌ من |
بيروت، |
... فَتَّشَ كُلَّ الأمتعةِ المختصونَ بأمنِ الرحلةِ قبلَ الطيران فلم يجدوا |
غير الوردْ، |
لِمن الوردْ؟؟ |
قالت لحبيبي!! |
وهل يعنيكِ القردُ المتمترسُ بين ضلوعك في ذاتِ المقعد؟ |
* هذا قردي، لا يعنيني جداً... أحياناً يكتب عنِّي في الكُرَّاس الدرسْ. |
أين حبيبكِ، وكيفَ رضيتِ بهذا القرد؟! |
* تَذكَّرْ أرجوك، أنت تجاوزتَ الممكن، واللاممكن، هذا شأني، وبكل مطارات |
الدنيا، |
أسئلتكَ أكبر ممَّا يتطلبه الأمنْ؟ |
أين حبيبك؟ |
* في البحر... هناكْ وأشارتْ للدّنيا عبر الشّباكْ. |
وأينَ البحر؟... هل تزعجَكِ الأسئلةُ الصَّعبهْ؟؟ |
* حقاً أنت خفيف الظل بما تروي أسئلة الذكرى في جنبات الروح من الصحراءْ، |
وأيضاً أنت سخيفٌ، وتثير الاشمئزاز |
كل الأرض بحار.. فاتركني، |
ليس لدي حبيبٌ، |
لا يعنيني البحر بشيءٍ، |
تلك حقائب سفري فاحتجزوها، وخذوا الورد |
خذوا ما شئتم وانصرفوا |
وخذوا معكم .. حتى هذا القرد!!؟ |
*** |
في لندن أيضاً سألوها عنِّي، وسرّ علاقتِها بالبحر |
وفنّ الطبخ، |
وماجستيرْ الطِّبْ؟؟ |
ولكن هذي المرَّةَ درءاً للإرهاب، |
وليسَ فضولاً لتماهي صُورَ الحبِّ، |
أو ثمة حاجز أعرَبَ عنه القردُ الحسَّاسْ، |
تبدّى بين الجسدِ المستسلمِ للرغباتِ بلا إحساسْ، |
وبين الروحِ ونبضِ القلبْ. |
*** |
آهٍ يا بحر |
اقرأ دفتر أمواجك بالمقلوب، ستفهمني!! |
اقرأني من أولِ جرحٍ، حتى آخرِ آه، |
وتذكَّر أني في البدء، وبين سطور الموج، وفي خاتمةِ القهرِ مياهْ! |
وبأني رغمَ مرارةِ طعمِ الدُّنيا، والحسَراتْ |
كتابُ ترانيمٍ أجمل ما فيه تسابيح الأمواتْ. |
افتح شطآنك يا بحر...! |
مزِّق أمواجَ الملحِ كجيبِ عباءةِ أُمِّ وحيدٍ واسْتُشْهِدْ. |
ارفع كَفَّيكَ بما فيها من أمواهْ |
وتعال نُردِّدُ... شكراً لله |
وتجلَّى في الحمد |
فليسَ يَليقُ بحمدٍ في المكروهِ سواهْ. |
... ... ... |
تتنويه: |
فقد مات البحر، ولمّا تكتمل القصيدة بعد |