أَميرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً | |
|
| أَمُرُّ عَلى الصِراطِ وَلا عَلَيهِ |
|
لَهُ خَشَبٌ يَجوعُ السوسُ فيهِ | |
|
| وَتَمضي الفَأرُ لا تَأوي إِلَيهِ |
|
وَلا يَتَكَلَّفُ المِنشارُ فيهِ | |
|
| سِوى مَرِّ الفَطيمِ بِساعِدَيهِ |
|
وَكَم قَد جاهَدَ الحَيوانُ فيهِ | |
|
| وَخَلَّفَ في الهَزيمَةِ حافِرَيهِ |
|
وَأَسمَجُ مِنهُ في عَيني جُباةٌ | |
|
| تَراهُم وَسطَهُ وَبِجانِبَيهِ |
|
إِذا لاقَيتَ واحِدَهُم تَصَدّى | |
|
| كَعِفريتٍ يُشيرُ بِراحَتَيهِ |
|
وَيَمشي الصَدرُ فيهِ كُلَّ يَومٍ | |
|
| بِمَوكِبِهِ السَنِيِّ وَحارِسَيهِ |
|
وَلَكِن لا يَمُرُّ عَلَيهِ إِلّا | |
|
| كَما مَرَّت يَداهُ بِعارِضَيهِ |
|
وَمِن عَجَبٍ هُوَ الجِسرُ المُعَلّى | |
|
| عَلى البُسفورِ يَجمَعُ شاطِئَيهِ |
|
يُفيدُ حُكومَةَ السُلطانِ مالاً | |
|
| وَيُعطيها الغِنى مِن مَعدِنَيهِ |
|
يَجودُ العالَمونَ عَلَيهِ هَذا | |
|
| بِعَشرَتِهِ وَذاكَ بِعَشرَتَيهِ |
|
وَغايَةُ أَمرِهِ أَنّا سَمِعنا | |
|
| لِسانَ الحالِ يُنشِدُنا لَدَيهِ |
|
أَلَيسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثلي | |
|
| يَرى ما قَلَّ مُمتَنِعاً عَلَيهِ |
|
وَتُؤخَذُ بِاِسمِهِ الدُنيا جَميعاً | |
|
| وَما مِن ذاكَ شَيءٌ في يَدَيهِ |
|