سِر يا صَليبَ الرِفقِ في ساحِ الوَغى | |
|
| وَاِنشُر عَلَيها رَحمَةً وَحَنانا |
|
وَاِدخِل عَلى المَوتِ الصُفوفَ مُواسِياً | |
|
| وَأَعِن عَلى آلامِهِ الإِنسانا |
|
وَاِلمُس جِراحاتِ البَرِيَّةِ شافِياً | |
|
| ما كُنتَ إِلّا لِلمَسيحِ بَنانا |
|
وَإِذا الوَطيسُ رَمى الشَبابَ بِنارِهِ | |
|
| خُض كَالخَليلِ إِلَيهُمُ النيرانا |
|
وَاِجعَل وَسيلَتَكَ المَسيحَ وَأُمَّهُ | |
|
| وَاِضرَع وَسَل في خَلقِهِ الرَحمانا |
|
اللَهُ جارُكَ في عَوانٍ لَم تَهَب | |
|
| لِلَّهِ لا بِيَعاً وَلا صُلبانا |
|
وَسَلِمتَ يا حَرَمَ المَعارِكِ مِن يَدٍ | |
|
| هَدَمَت لِسِلمِ العالَمينَ كَيانا |
|
يا أَهلَ مِصرَ رَمى القَضاءُ بِلُطفِهِ | |
|
| وَأَرادَ أَمراً بِالبِلادِ فَكانا |
|
إِنَّ الَّذي أَمرُ المَمالِكِ كُلِّها | |
|
| بِيَدَيهِ أَحدَثَ في الكِنانَةِ شانا |
|
أَبقى عَلَيها عَرشَها في بُرهَةٍ | |
|
| تَرمي العُروشَ وَتَنثُرُ التيجانا |
|
وَكَسا البِلادَ سَكينَةً مِن أَهلِها | |
|
| وَوَقى مِنَ الفِتَنِ العِبادَ وَصانا |
|
أَوَما تَرَونَ الأَرضَ خُرِّبَ نِصفُها | |
|
| وَدِيارُ مِصرٍ لا تَزالُ جِنانا |
|
يَرعى كَرامَتَها وَيَمنَعُ حَوضَها | |
|
| جَيشٌ يَعافُ البَغيَ وَالعُدوانا |
|
كَجُنودِ عَمروٍ أَينَما رَكَزوا القَنا | |
|
| عَفّوا يَداً وَمُهَنَّداً وَسِنانا |
|
إِنَّ الشُجاعَ هُوَ الجَبانُ عَنِ الأَذى | |
|
| وَأَرى الجَريءَ عَلى الشُرورِ جَبانا |
|
أُمَمُ الحَضارَةِ أَنتُمُ آباؤُنا | |
|
| مِنكُم أَخَذنا العِلمَ وَالعِرفانا |
|
رَقَّت لَكُم مِنّا القُلوبُ كَأَنَّما | |
|
| جَرحاكُمُ يَومَ الوَغى جَرحانا |
|
وَمِنَ المُروءَةِ وَهيَ حائِطُ دينِنا | |
|
| أَن نَذكُرَ الإِصلاحَ وَالإِحسانا |
|
وَلَئِن غَزاكُم مِن ذَوينا مَعشَرٌ | |
|
| فَلَرُبَّ إِخوانٍ عَزَوا إِخوانا |
|
حَتّى إِذا الشَحناءُ نامَت بَينَهُم | |
|
| لَم يَعرِفوا الأَحقادَ وَالأَضغانا |
|