أَرى بانْطوائي حولَ نفْسيَ أُجْبَرُ | |
|
| وهولي من الهجْرِ المشتِّتِ أَكْبَرُ |
|
رأَيتُ الهوى قد عِيبَ بالصِّدْقِ أَمْرُهُ | |
|
| وفي البذْلِ والإِخْلاصِ جُرْمٌ مُكَفِّرُ |
|
فللقُرْبِ إِقْصَاءٌ وللوصْلِ مُبْعِدٌ | |
|
| وللبُعْدِ أَحزابٌ وبالهجْرِ يُؤْجَرُ |
|
وفي الشَّرِّ والتَّفريقِ إِعْلاَءُ رايةٍ | |
|
| وفي الشَّمْلِ تَحذيرٌ ونَهْيٌ مُصَدَّرُ |
|
وللجودِ إِعْياءٌ وللخذْلِ أَجْرُهُ | |
|
| وللحُمْقِ إِظْهَارٌ وللحِلْمِ مُضْمِرُ |
|
فَلَمْ يَخْلُ من حَوْلِي عذولٌ بعذْلِهِ | |
|
| أَرى فِيْه أَخْلَاقاً بها الزَّيْفُ يظْهَرُ |
|
فإِمَّا نُفُوْرٌ حاصلٌ ذُقْتُ خَذْلَهُ | |
|
| وإِمَّا دُنُوُّ الخبْثِ والخبْثُ أَغْدَرُ |
|
وإِمَّا حقودٌ يَمْلأُ الحقْدُ قلبَهُ | |
|
| وإِمَّا حسودٌ فيه شَرٌّ مُسَطَّرُ |
|
وإِمَّا عدوٌّ أَو نصيرٌ لِحِزْبِهِ | |
|
| وإِمَّا لئيمٌ فيه لُؤْم ٌ مُقَرَّرُ |
|
وإِمَّا ظَلُومٌ فاجرٌ فيه ظُلْمُهُ | |
|
| وإِمَّا غَشومٌ راحَ بالزَّوْرِ يَقْهَرُ |
|
وإما قَرِيْبٌ مُسْتغلٌّ لخبْثِهِ | |
|
| بجهْدٍ ومن دونِ الحياءِ مُشَمِّرُ |
|
وإِمَّا نديمٌ قد تَنَاسى بكبْرِهِ | |
|
| يراني بعينِ الكبْرِ والطَّبْعُ يقْصُرُ |
|
وإِمَّا حبيبٌ خانَ ودِّي بغدْرِهِ | |
|
| يرى الصِّدْقَ إِشْراكاً وأَنْ ليْسَ يُغْفَرُ |
|
وإِمَّا رفيقٌ كم يراني كسقْمِهِ | |
|
| وحيناً طعاماً سائغاً ليسَ أُذْكَرُ |
|
فَكُلٌّ مُضرٌّ قد رأَيتُ أَضرَّ بي | |
|
| إِلى أَنْ ظَنَنْتُ النَّفْعَ شرَّاً يُقَدَّرُ |
|
وخِلْتُ بأَنِّي خَائِنٌ بينَ شرِّهمْ | |
|
| وخِلْتُ بأَنَّ الصِّدْقِ بَغْيٌ ويبْطِرُ |
|
وكُلُّ خليلٍ خانَ ودِّيَ خِفْتُهُ | |
|
| وإِن لم يَخُنْي فَهْوَ بِالشُّؤْمِ يُنْظَرُ |
|
أَرى مُوْجِباتِ العذْرِ مَوْءودَةً لنا | |
|
| وعَيْشٌ لآمالي من العسْرِ أَعْسَرُ |
|
فواللهِ لولا اللهُ أَرجو ثوابَهُ | |
|
| وأَخْشى عقابَ اللهِ، والذَّنْبُ يُسْتَرُ |
|
لَمَا كانَ منِّي للجُحُودِ سَمَاحَةٌ | |
|
| ولستُ وأَيْمُ اللهِ للظُّلْمِ أَغْفِرُ |
|
ولكنَّني أرجو نعيماً بزيفِهِ | |
|
| لأَهلِ النُّهى طاغٍ وباغٍ مُغَرِّرُ |
|
فأَيقنْتُ أَنَّ الفضْلَ للهِ كلَّهُ | |
|
| ويحْظى به من كانَ للهِ يَصْبَرُ |
|
فيعفو لوجْهِ اللهِ بالأَجْرِ طامعاً | |
|
| يَعِيْ أَنَّ فضْلَ اللهِ أَبْقَى وأَوْفَرُ |
|
بإِيمانِ صدْقٍ قد تغذَّى يقينُهُ | |
|
| وإِيقانِ حقٍّ أَنَّهُ الحَقُّ مُسْفِرُ |
|
وباللهِ ربَّاً يُحْسنُ الظَّنَّ ظنَّهُ | |
|
| وبالبذْلِ للأَسبابِ عزْمٌ مُظفَّرُ |
|
فيسْعى ويسْتَسْقي من اللهِ أَجْرَهُ | |
|
| فما خَابَ ظَنٌّ فيهِ أَو فيهِ يَخْسَرُ |
|
على المرءِ مجهودٌ وللهِ أَمْرُهُ | |
|
| فإِن نالَ حظّاً كانَ للهِ يَشْكرُ |
|
ولولا إِلهي ثمَّ أُمٌّ ضعيفةٌ | |
|
| مناها ترى عرْسي لَمَا كنْتُ أَصْبرُ |
|
وطفلٌ لكفِّ التِّيهِ يُرْمى ضحيَّةً | |
|
| سبيلاً لكيدي بالحياةِ.... فيُنْهَرُ |
|
لإِجبارِنا كرْهاً على الأَمْرِ راغماً | |
|
| فما ذنْبُ طفلٍ بالذُّنوبِ سيُزْجَرُ |
|