إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الفصلُ العاشرُ من حديثِ الماء |
مِنْ آدمٍ حتى جميعِ الأنبياء |
في كربلاءْ |
سرُّ البدايةِ والفناءْ |
منْ آدمٍ حتى جميعِ الأنبياءْ |
ماذا جرى حتى تَنَاسى آدَمُ الأسْماءْ؟! |
أسْماءُ منْ؟ لا آدمٌ يحكي ولا حوّاءْ |
منْ أجلِ أشْجارِ الخُلودِ عصاكَ يا اللهُ آدمُ |
كي يعيشَ بلا فناءْ؟! |
وعفوتَ عنهُ.. منحتهُ الكلماتُ من بعدِ الدّعاءْ |
أسماءُ منْ؟ |
ما تلْكمُ الكلماتُ كي يُمحى بها ذاك البلاء؟؟ |
ها إنّها أسْماءُ كلّ الأنبياءْ |
أسْماءُ كلّ الأوصياءْ |
ماذا.. أكانَ اسْمُ الحُسينِ |
على جبينِ العرشِ مكتوباً بحبرٍ من دماءْ؟ |
|
في كربلاءْ.. طوفانُ نوحٍ حينَ مرّ بقربهِ |
ظَمِئَتْ حناجرُهُ على المقتولِ فيها دونَ ماءْ |
|
في كربلاءْ.. والحزنُ فيها مثلُ وادٍ غير ذي زرعٍ |
وزمزمُ فجّرتْ أحشاءَها حتى تواسيَ من يراهُ أبوهُ مذبوحًا |
وشاءَ اللهُ أنْ يلقى الفداءْ مَنْ يا ترى كانَ الفداءْ |
حتى ينجّي اللهُ إسماعيلَ إذْ لبّى النداءْ؟ |
ها إنّ إسماعيلَ أُجّلَ ذبحهُ لأبي النبيّ محمدٍ |
وفداهُ ربي.. بابنِ خيرِ الأنبياءْ |
|
في كربلاءْ.. للحزنِ رائحةٌ ويعقوبٌ تحسّسها |
وأيقنَ أنّ يوسفَ عائدٌ وقميصَهُ |
لكنْ فمنْ يبكي لزينبَ |
والحسينُ دماؤه قد لوّنتْ رملَ الطفوفِ |
بخيطِ أحزانٍ وصاغتها رداءْ؟! |
|
في كربلاءْ |
عيسى ابنُ مريمَ لمْ يَعُدْ يُحيي بإذنِ الله أجسادًا |
لأنَّ حسينَ كانَ هناكَ يُحيي روحَ أمّتهِ |
ويفديهمْ ويُصلبُ رأسُهُ منْ أجلهم في يومِ عاشوراءْ |
|
في كربلاءْ.. كمْ هزّ جذعُ العينِ دمعتَهُ |
وزينبُ مريمٌ أخرى يجدُّدها شموخُ الكبرياءْ |
|
في كربلاءْ |
رأس نبيّ اللهِ يحيى هلْ سيحزنُكَ البقاءُ لدى دمشقَ؟ |
وليسَ رأسُ حسينَ جاءكَ زائرًا؟! |
يُهدي إليكَ عزاءَهُ أمْ أنتَ تُعطيهِ العزاءْ؟! |
|
في كربلاءْ.. ما كانَ أيّوبٌ ليصبرَ كلّ هذا الصّبرِ |
لولا أنْ رأى رأسَ الحسينِ يفوقُهُ صبرًا |
فأيّوبٌ له ماءٌ ومُغتسلٌ يُعيدُ له نضارتهُ |
ولكنّ الحسينَ هناكَ تغسلهُ رمالُ الطفّ من دَرَنِ الفناءْ! |
|
في كربلاءْ.. فرعونُ يغرقُ يومَ عاشوراءَ |
حينَ اللهُ قد أنجى الكليمَ نبيّه موسى |
وشقّ البحرَ.. لكنّ الرمالَ تشقُّ صدرَ حسينْ!! |
موسى نجى منْ ماءِ بحرٍ.. |
بيدَ أنّ السامريّ أتى بطوفانٍ ليغويَ قومَهُ |
بخوارِ عجلٍ.. فاعْجبوا لحسينَ في دمهِ |
سيغرقُ سامريّ يزيدْ |
يا ربّ عدلكَ في القضاءْ |
|
في كربلاءْ.. وكأنّما طه تحاصرُهُ قريشْ |
وجميعُ عصبةِ هاشمٍ من حولهم ضُربَ الحصارْ |
لا عمُّهُ أبدى لهم لينًا ولا هم غيّروا ذاك القرارْ |
عادتْ قريشٌ في يزيدَ.. وعادَ طه في الحسينْ |
واللهِ لا أشرًا ولا بطرًا خرجتُ وإنما أبغي الصلاحْ |
واللهِ لا أعطيهمُ إعطاءَ مذلولِ الجناحْ |
لا المُلك يغريني ولا من أجلهِ جاهدتْ |
واللهِ لو وضعوا جواري الشمسَ أو وضعوا القمرْ |
إما أموتُ مجاهدًا في اللهِ أو يأتِ الظفرْ |
نالَ اثنتينْ |
قتلًا ينالُ به الخلودْ |
ولكلّ مظلومٍ على الظلمِ انتصرْ |
من آدمٍ حتى جميعِ الأنبياءْ |
سرُ البدايةِ والفناءْ |
في كربلاءْ |