إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وراء السداد التي ضمّدوا جرحها بالحصير |
وخلف صفوف الصرائف حيث يعيش الهجير |
يسير طريق تدثّر بالطين نحو المدينه |
وأطلاها حيث بات يعيش اصفرار السكينه |
*** |
وكانت تجيش وتزخر ساحاتاتها بالحياة |
*** |
وكانت تهشّ وتضحك للشمس كلّ صباح |
*** |
وكانت منازلها المرحات تلاقي القمر |
بضحك نوافذها فاستكانت وصاح القدر |
وجاء الخراب ومدّد رجليه في أرضها |
وأبصر كيف تنوح البيوت على بعضها |
*** |
لسقف هوى وتداعى وشرفة حبّ صغيره |
*** |
وأرسل عينيه في نشوة يرمق الأبنيه |
*** |
وجاء الخراب وسار بهيكله الأسود |
ذراعاه تطوي وتمسح حتى وعود الغد |
واسنانه الصفر تقضم بابا وتمضغ شرفه |
وأقدامه تطأ الورد والعشب من دون رأفه |
*** |
وسار يرشّ الردى والتأكّل ملء المدينه |
يخرّب حيث يحلّ وينشر فيها العفونه |
*** |
يهبّ الخراب ويضحك نشوان بين الحفر |
*** |
ويرسل ضحكته العصبّية ملء الفضاء |
*** |
وتنمو الخشونة حيث يلامس وجه التراب |
وتنبت أقدامه طحلبا لزجا وذباب |
ويأتي الصباح ويختبىء في مكمن |
وتخفيه مستنقعات فساح عن الأعين |
*** |
وماذا تبقّى سوى الموت والملح في كأسها؟ |
ويرسل ضحكته العصبّية ملء الفضاء |
فتنفر منه النجوم ويثقل مسّ الهواء |
*** |
وتنمو الخشونة حيث يلامس وجه التراب |
وتنبت أقدامه طحلبا لزجا وذباب |
*** |
ويأتي الصباح ويختبىء في مكمن |
وتخفيه مستنقعات فساح عن الأعين |
*** |
وتصحو المدينة ظمأى وتبحث عن أمسها |
وماذا تبقّى سوى الموت والملح في كأسها؟ |