هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ | |
|
| وَعَنَت لِقائِمِ سَيفِكَ الأَيّامُ |
|
وَاِنقادَتِ الدُنيا إِلَيكَ فَحَسبُها | |
|
| عُذراً قِيادٌ أَسلَسَت وَزِمامُ |
|
وَمَشى الزَمانُ إِلى سَريرِكَ تائِباً | |
|
| خَجِلاً عَلَيهِ الذُلُّ وَالإِرغامِ |
|
عَرشُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ جَنَباتُهُ | |
|
| نورٌ وَرَفرَفُهُ الطَهورُ غَمامُ |
|
لَمّا جَلَستَ سَما وَعَزَّ كَأَنَّما | |
|
| هارونُ وَاِبناهُ عَلَيهِ قِيامُ |
|
البَحرُ مَحشودُ البَوارِجِ دونَهُ | |
|
| وَالبَرُّ تَحتَ ظِلالِهِ آجامُ |
|
نَعَمَ الرَعِيَّةُ في ذَراكَ وَنَضَّرَت | |
|
| أَيّامَهُم في ظِلِّكَ الأَحكامُ |
|
في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ قَبيلَةٍ | |
|
| عَدلٌ وَأَمنٌ مورِفٌ وَوِئامُ |
|
حَمَلَ الصَليبُ إِلَيكَ مِن فِتيانِهِ | |
|
| جُنداً وَقاتَلَ دونَكَ الحاخامُ |
|
وَالدينُ لَيسَ بِرافِعٍ مُلكاً إِذا | |
|
| لَم يَبدُ لِلدُنيا عَلَيهِ نِظامُ |
|
بِاللَهِ قَد دانَ الجَميعُ وَشَأنُهُم | |
|
| بِاللَهِ ثُمَّ بِعَرشِكَ اِستِعصامُ |
|
يا اِبنَ الَّذينَ إِذا الحُروبُ تَتابَعَت | |
|
| صَلَّوا عَلى حَدِّ السُيوفِ وَصاموا |
|
المُظهِرينَ لِنورِ بَدرٍ بَعدَما | |
|
| خيفَ المَحاقُ عَلَيهِ وَالإِظلامُ |
|
عِشرونَ خاقاناً نَمَوكَ وَعَشرَةٌ | |
|
| غُرُّ الفُتوحِ خَلائِفٌ أَعلامُ |
|
نَسَبٌ إِذا ذُكِرَ المُلوكُ فَإِنَّهُ | |
|
| لِرَفيعِ أَنسابِ المُلوكِ سَنامُ |
|
لا تَحفَلَنَّ مِنَ الجِراحِ بَقِيَّةً | |
|
| إِنَّ البَقِيَّةَ في غَدٍ تَلتامُ |
|
جَرَتِ النُحوسُ لِغايَةٍ فَتَبَدَّلَت | |
|
| وَلِكُلِّ شَيءٍ غايَةٌ وَتَمامُ |
|
تَعِبَت بِأُمَّتِكَ الخُطوبُ فَأَقصَرَت | |
|
| وَالدَهرُ يُقصِرُ وَالخُطوبُ تَنامُ |
|
لَبِثَت تَنوشُهُمُ الحَوادِثُ حِقبَةً | |
|
| وَتَصُدُّها الأَخلاقُ وَالأَحلامُ |
|
وَلَقَد يُداسُ الذِئبُ في فَلَواتِهِ | |
|
| وَيُهابُ بَينَ قُيودِهِ الضِرغامُ |
|
زِدهُم أَميرَ المُؤمِنينَ مِنَ القُوى | |
|
| إِنَّ القُوى عِزٌّ لَهُم وَقَوامُ |
|
المُلكُ وَالدُوَلاتُ ما يَبني القَنا | |
|
| وَالعِلمُ لا ما تَرفَعُ الأَحلامُ |
|
وَالحَقُّ لَيسَ وَإِن عَلا بِمُؤَيَّدٍ | |
|
| حَتّى يُحَوِّطَ جانِبَيهِ حُسامُ |
|
خَطَّ النَبِيُّ بِراحَتَيهِ خَندَقاً | |
|
| وَمَشى يُحيطُ بِهِ قَناً وَسِهامُ |
|
يا بَربَروسُ عَلى ثَراكَ تَحِيَّةٌ | |
|
| وَعَلى سَمِيِّكَ في البِحارِ سَلامُ |
|
أَعَلِمتَ ما أَهدى إِلَيكَ عِصابَةٌ | |
|
| غُرُّ المَآثِرِ مِن بَنيكَ كِرامُ |
|
نَشَروا حَديثَكَ في البَرِيَّةِ بَعدَ ما | |
|
| هَمَّت بِطَيِّ حَديثِكَ الأَيّامُ |
|
خَصّوكَ مِن أُسطولِهِم بِدَعامَةٍ | |
|
| يُبنى عَلَيها رُكنُهُ وَيُقامُ |
|
شَمّاءُ في عَرضِ الخِضَمِّ كَأَنَّها | |
|
| بُرجٌ بِذاتِ الرَجعِ لَيسَ يُرامُ |
|
كانَت كَبَعضِ البارِجاتِ فَحَفَّها | |
|
| لَمّا تَحَلَّت بِاِسمِكَ الإِعظامُ |
|
ما ماتَ مِن نُبُلِ الرِجالِ وَفَضلِهِم | |
|
| يَحيا لَدى التاريخِ وَهوَ عِظامُ |
|
يَمضي وَيُنسى العالَمونَ وَإِنَّما | |
|
| تَبقى السُيوفُ وَتَخلُدُ الأَقلامُ |
|
وَتَلاكَ طُرغودُ كَما قَد كُنتُما | |
|
| جَنباً لِجَنبٍ وَالعُبابُ ضِرامُ |
|
أَرسى عَلى بابِ الإِمامِ كَأَنَّهُ | |
|
| لِلفُلكِ مِن فَرطِ الجَلالِ إِمامُ |
|
جَمَعَتكُما الأَيّامُ بَعدَ تَفَرُّقٍ | |
|
| ما لِلِقاءِ وَلِلفُراقِ دَوامُ |
|
سَيَشُدُّ أَزرَكَ وَالشَدائِدُ جُمَّةٌ | |
|
| وَيُعِزُّ نَصرَكَ وَالخُطوبُ جِسامُ |
|
ما السُفنُ في عَدَدِ الحَصى بِنَوافِعٍ | |
|
| حَتّى يَهُزَّ لِواءَها مِقدامُ |
|
لَمّا لَمَحتُكُما سَكَبتُ مَدامِعي | |
|
| فَرَحاً وَطالَ تَشَوُّفٌ وَقِيامُ |
|
وَسَأَلتُ هَل مِن لُؤلُؤٍ أَو طارِقٍ | |
|
| في البَحرِ تَخفُقُ فَوقَهُ الأَعلامُ |
|
يا مَعشَرَ الإِسلامِ في أُسطولِكُم | |
|
| عِزٌّ لَكُم وَوِقايَةٌ وَسَلامُ |
|
جودوا عَلَيهِ بِمالِكُم وَاِقضوا لَهُ | |
|
| ما توجِبُ الأَعلاقُ وَالأَرحامُ |
|
لا الهِندُ قَد كَرُمَت وَلا مِصرٌ سَخَت | |
|
| وَالغَربُ قَصَّرَ عَن نَدىً وَالشامُ |
|
سَيلُ المَمالِكِ جارِفٌ مِن شِدَّةٍ | |
|
| وَقُوىً وَأَنتُم في الطَريقِ نِيامُ |
|
حُبُّ السِيادَةِ في شَمائِلِ دينِكُم | |
|
| وَالجِدُّ روحٌ مِنهُ وَالإِقدامُ |
|
وَالعِلمُ مِن آياتِهِ الكُبرى إِذا | |
|
| رَجَعَت إِلى آياتِهِ الأَقوامُ |
|
لَو تُقرِؤونَ صِغارَكُم تاريخَهُ | |
|
| عَرَفَ البَنونُ المَجدَ كَيفَ يُرامُ |
|
كَم واثِقٍ بِالنَفسِ نَهّاضٍ بِها | |
|
| سادَ البَرِيَّةَ فيهِ وَهوَ عِصامُ |
|