مُدافِعًا بالخَوفِ عَن أَمنِهِ | |
|
| ومُمسِكًا بالمَوتِ مِن ذِقنِهِ |
|
وغاسِلًا لِلحَربِ قُمصَانَها | |
|
| ورَأسُهُ الدَّامِي على حِضنِهِ |
|
وشَاكِيًا لِلرِّيحِ أَبناءَها | |
|
| وحاكِيًا لِلجِذرِ عَن غُصنِهِ |
|
وخائِفًا خُذلانَ أَقدَامِهِ | |
|
| كَمَا يَخافُ السَّقفُ مِن رُكنِهِ |
|
وشَاعِرًا مَعناهُ فِي وَجهِهِ | |
|
| لِأَنَّهُ لا شَيءَ في بَطنِهِ |
|
ومُعرِضًا عَمَّا يَقُولُونَهُ | |
|
| كَأَنَّ ما يَعنِيهِ لَم يَعنِهِ |
|
ولَم يَقُم لِلحَربِ لكنّها | |
|
| ذُبابةٌ حَطَّت على لَحنِهِ |
|
ذُبابةٌ تَحكِي وتَبكِي كما | |
|
| يُدافِعُ المَغلُوبُ عَن جُبنِهِ |
|
لَدَيهِ ما يَكفِي مِن المَوتِ كَي | |
|
| يَفِرَّ مَذعُورًا إِلى حُزنِهِ |
|
فَمَا على الأَحياءِ مِن مَدحِهِ | |
|
| وما على الأَمواتِ مِن لَعنِهِ! |
|
يَضِيقُ حتى الثَّورُ ذَرعًا إِذا | |
|
| بَعُوضَةٌ حَطَّت على قَرنِهِ |
|
سِوى اسمِهِ المَوصُولِ لَم يَتَّخِذ | |
|
| يَدًا ولَم يَجرَح سِوى جَفنِهِ |
|
يُريدُ أَن يَحيا إِلى أَن يَرَى | |
|
| أَبَاهُ مَرسُومًا بوَجهِ ابنِهِ |
|
يُريدُ أَن يَختارَ عُوَّادَهُ | |
|
| ودَاءَهُ المَسؤولَ عَن دَفنِهِ |
|
يُريدُ أَن يَهوَى ولَو مَرَّةً | |
|
| بحَجمِ عَينِ القلبِ أَو أُذنِهِ |
|
يُريدُ عَزفَ الحَربِ لكنما | |
|
| بُحورُها لَيسَت على وَزنِهِ |
|
|
كَثيرةٌ في اللَّيلِ أَسفارُهُ | |
|
| فَكَيفَ لَم تُسمِنهُ أَو تُغنِهِ! |
|
وعِندَهُ أَضعافُ ما عِندَهُ | |
|
| مِن الدَّمِ السَّاعِي إِلى طَعنِهِ |
|
يَقُولُ لِلأَرضِ ادخُلِي رَأسَ مَن | |
|
| وِسَادَةُ الجَوزاءِ مِن قُطنِهِ |
|
ويا غُبارَ الحَربِ إِن لَم تَقُم | |
|
| لِوَاقِفٍ فاهدِمْهُ أَو فَابْنِهِ |
|
قَصِيدةٌ أُخرَى سَتأتِي بهِ | |
|
| فَمَوتُهُ عَيشٌ بلا إِذنِهِ |
|
جَميعُ ما يُحييهِ لَم يُحيِهِ | |
|
| وكُلُّ ما يُفنِيهِ لَم يُفنِهِ |
|