في الفَجرِ يَحملُ نبضَهُ وَ يَفيضُ مَاءْ | |
|
| يفنَى بذاكَ الظلِّ منْ بعدِ اسْتواءْ |
|
كالنَّهرِ ممْتَدّاً إلَى أُفُقِ المَدَى | |
|
| في ضِفَّتيهِ سَنَابلٌ وَ رُؤى ثَرَاءْ |
|
لبسَ النَّدى عَرَقًا تَطرَّزَ وَجْهُهُ | |
|
| غَرَسَ النُّجُومَ بأرضهِ وَ بَنى السَّمَاءْ |
|
يرتَاحُ تحتَ خميلَةٍ وَ يَهُزُّهَا | |
|
| بالنَّايِ لمَّا جاءَ عصفورُ الضِّيَاء |
|
زَوَّادَةُ الأرواحِ يَا زيتُونَةً | |
|
| غَنَّتْ على غُصنٍ وَ أرغِفَةَ العَطاءْ |
|
الطِّينُ يحفرُ معصميهِ بمِعولٍ | |
|
| حتَّى تَنامَ الأرضُ منْ بعدِ ارْتِواءْ |
|
لمَّا تسَاوَى الظِلُّ في جَنَبَاتِهِ | |
|
| نفَضَ الغُبارَ بِبَسمةٍ ذُهِلَ الهَواءْ |
|
أهْوَى بخفقِ القلبِ فارْتَجَفَ الصَّدَى | |
|
| لمَّا تنَاوَلَ فأسَهُ حانَ الغَدَاءْ |
|
عينَاهُ طيرَا باشقٍ عَبَرَ السَّنَا | |
|
| وَخُطَاهُ تَسبِقُ ظِلَّهُ إنْ قِيلَ جَاءْ |
|
يخشَى على شَتْلاتهِ منْ ظِلِّهِ | |
|
| فَيطِيرُ مثلَ الضَّوءِ يحملُهُ الرَّجاءْ |
|
كالسّنْدِيانِ يطوفُ بينَ غراسِهِ | |
|
| وَ يُرافقُ الشَّمسَ الشَّفيفَةَ وَ البَهَاءْ |
|
كتبَ الرِّياحَ قصيدَةً، منْ صَدرِهِ | |
|
| نَزَفَ المَواويلَ القديمةَ وَ البُكاءْ |
|
وعلى ضِفافِ البيتِ أخرجَ قلبَهُ | |
|
| فَتحَ الشَّغافَ رَهَافَةً كالأنبياءْ |
|
حضنَ الجدارَ بكَفِّهِ ثُمَّ اتَّكَا | |
|
| فتَجَمَّعَ الأكبادُ منْ دونِ النِّدَاء |
|
وَ الأمُّ بينَهُمُ تَطوفُ وَ صَوتُهَا نَغَمٌ | |
|
| وَ وَجهٌ مُترَفٌ، قَمَرٌ أضَاءْ |
|
يا فرحةَ المُشتاقِ لمَّا يَرتويْ | |
|
| منْ لُثْغَةِ الأطفَالِ يسبقُهَا البكاءْ |
|
هيَ دورةُ الأيامِ تنسجُ عمرَهَا | |
|
| وَ الطِفلُ يحلمُ أنْ يَرُدَّ لَهُ العَطَاءْ |
|
الأرضُ ذكرَى منْ يعيشُ بطينِهَا | |
|
| تتَفَتَّحُ الأزهارُ منْ ذكرَى اللِّقاءْ |
|
منهَا تَوالُدُ منْ يفيءُ بقَمحِهَا | |
|
| وَ يَموتُ فيهَا فجرُهُ عندَ المَسَاءْ |
|