![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
في الفَجرِ |
يَحملُ نبضَهُ |
وَ يَفيضُ مَاءْ |
يفنَى بذاكَ الظلِّ |
منْ بعدِ اسْتواءْ |
كالنَّهرِ ممْتَدّاً |
إلَى أُفُقِ المَدَى |
في ضِفَّتيهِ |
سَنَابلٌ وَ رُؤى ثَرَاءْ |
لبسَ النَّدى عَرَقًا |
تَطرَّزَ وَجْهُهُ |
غَرَسَ النُّجُومَ بأرضهِ |
وَ بَنى السَّمَاءْ |
يرتَاحُ تحتَ خميلَةٍ |
وَ يَهُزُّهَا بالنَّايِ |
لمَّا جاءَ عصفورُ الضِّيَاء |
زَوَّادَةُ الأرواحِ يَا زيتُونَةً |
غَنَّتْ على غُصنٍ |
وَ أرغِفَةَ العَطاءْ |
الطِّينُ يحفرُ |
معصميهِ بمِعولٍ |
حتَّى تَنامَ الأرضُ |
منْ بعدِ ارْتِواءْ |
لمَّا تسَاوَى |
الظِلُّ في جَنَبَاتِهِ |
نفَضَ الغُبارَ بِبَسمةٍ |
ذُهِلَ الهَواءْ |
أهْوَى بخفقِ القلبِ |
فارْتَجَفَ الصَّدَى |
لمَّا تنَاوَلَ فأسَهُ |
حانَ الغَدَاءْ |
عينَاهُ طيرَا باشقٍ |
عَبَرَ السَّنَا |
وَخُطَاهُ تَسبِقُ ظِلَّهُ |
إنْ قِيلَ جَاءْ |
يخشَى |
على شَتْلاتهِ منْ ظِلِّهِ |
فَيطِيرُ مثلَ الضَّوءِ |
يحملُهُ الرَّجاءْ |
كالسّنْدِيانِ يطوفُ |
بينَ غراسِهِ |
وَ يُرافقُ الشَّمسَ |
الشَّفيفَةَ وَ البَهَاءْ |
كتبَ الرِّياحَ قصيدَةً، |
منْ صَدرِهِ نَزَفَ المَواويلَ |
القديمةَ وَ البُكاءْ |
وعلى ضِفافِ البيتِ |
أخرجَ قلبَهُ فَتحَ الشَّغافَ |
رَهَافَةً كالأنبياءْ |
حضنَ الجدارَ |
بكَفِّهِ ثُمَّ اتَّكَا |
فتَجَمَّعَ الأكبادُ |
منْ دونِ النِّدَاء |
وَ الأمُّ بينَهُمُ تَطوفُ |
وَ صَوتُهَا نَغَمٌ |
وَ وَجهٌ مُترَفٌ، |
قَمَرٌ أضَاءْ |
يا فرحةَ المُشتاقِ |
لمَّا يَرتويْ |
منْ لُثْغَةِ الأطفَالِ |
يسبقُهَا البكاءْ |
هيَ دورةُ الأيامِ |
تنسجُ عمرَهَا |
وَ الطِفلُ يحلمُ أنْ |
يَرُدَّ لَهُ العَطَاءْ |
الأرضُ ذكرَى |
منْ يعيشُ بطينِهَا |
تتَفَتَّحُ الأزهارُ |
منْ ذكرَى اللِّقاءْ |
منهَا تَوالُدُ منْ يفيءُ |
بقَمحِهَا وَ يَموتُ فيهَا |
فجرُهُ عندَ المَسَاءْ |