يَا وَيحَ نَفسيْ لنْ تَموتَ ثَوانِي | |
|
| هدرًا بشَوقِ العَاشقِ الوَلهانِ |
|
مَا زلتَ تَحرِمُنيْ الرُّقَادَ أمَا ترَى | |
|
| فَالسُّهدُ جَمرٌ في دمِ السَّهرانِ |
|
وَ الفَجرُ يَنْأى في مَسيرَةِ أحرفٍ | |
|
| وَ يبيعُ وهمًا للنَّدى السَّكرانِ |
|
يَا كائناتِ اللّيلِ يا عبقَ الهُدَى | |
|
| حُطِّي رِحَالَكِ قدْ قَصدتِ مكَانيْ |
|
اللّيلُ جسرٌ أرتَقِيْهِ إلى الرُّؤَى | |
|
| ليَدُورَ في فلكِ المكانِ زَمَانيْ |
|
نمْ يَا رحيقَ الشَّمسِ في عينِ الدُّجى | |
|
| وَ اسْهَر معَ الأشعارِ وَ الألحَانِ |
|
وَ اكْتبْ روائعَ ما تجودُ يدُ السَّمَا | |
|
| وَحيًا يُسافرُ في مدَى الأَكوَانِ |
|
هذي عروسُ اللَّيلِ تَعزِفُ وجدَهَا | |
|
| وَ تميسُ بينَ المَنْعِ وَ الإمكَانِ |
|
وَ ارْسُمْ عيونَ الشَّامِ قَطْرَاتِ النَّدى | |
|
| عطرًا توطَّنَ خَافقيْ وَ لسَانيْ |
|
إنِّي بِأرصفَةِ الحَواريْ هَائمٌ، | |
|
| حُبًّا أَأَكتُمُ فيْ الهَوى أشْجاني |
|
وَ رَشَفْتُ منْ نَوَّارِهَا قُبَلَ اللّمى | |
|
| وَ صَدحتُ كَالطَّيرِ الجريحِ العَاني |
|
وَ طَربتُ منْ تَغريدِ طيرٍ زاهدٍ | |
|
| يَشدُو بشَجوِ الهائمِ النَّشوانِ |
|
في عَينكِ الذِّكرى زُقاقُ حِكَايتي | |
|
| ضِحْكي، بُكائي رِفقَتي، خِلَّانيْ |
|
ليلٌ يُراشقُ بالنَّدَى نافورةً | |
|
| لمَّا توضَّأَ فَجرُهُ أَحْيَانِي |
|
يَا عاشقَ اللَّيل الدمشقيِّ الّذي | |
|
| رَسمَ الشآمَ بنَغمَةِ الرَّيحانِ |
|
أنَّى ارْتحلتُ وَجَدتُ نَفْسي ظَامِئًا | |
|
| فيْ الشَّامِ يُورقُ خَافقِي وَ بَيَانِي |
|
فَالرُّوحُ تَجلسُ فوقَ شُرفاتِ العُلا | |
|
| وَ اليَاسَمينُ مُعَرِّشٌ بِكِيَاني |
|
يَا شامُ يَا ليليْ وَ فَجْري وَ الدُّنَا | |
|
| يَا دَالياتٌ خمرُهَا بدنَانيْ |
|
إنِّي شَمَمتُكِ في مَسَامَاتِ الشَذَا | |
|
| عطرًا، وَ ضَوءًا سَاطِعًا وَ أَغَانيْ |
|
للشَّامِ طعمُ النُّورِ وَحْيُ حَمامةٍ | |
|
| لأرَى الشَّآمَ كمَا الشَّآمُ تَرانيْ |
|
وَ أنا أراكِ بكلِّ طيفٍ زَارَني | |
|
| كيفَ اتَّجَهْتُ فأنتِ لِي عُنواني |
|