يا ظبيةً رَحَلَتْ فاسْتَمْطَرَتْ حَدَقي | |
|
| تالله ما اجتمعتْ من بعدِها مِزَقي |
|
تبكي النّوافِذُ شمسَ الأمس لم تَرَها | |
|
| وَضيَّعَتْ خَطْوَها مَجْهولةُ الطُّرُقِ |
|
مُنْذُ استبدَّ بها التِرحالُ فانكسَفَتْ | |
|
| والرُّوحُ في حَزَنٍ والقَلْبُ لم يُفِقِ |
|
تمْتَدُّ من هدأة الذّكرى لتعرُجَ بي | |
|
| إلى عوالمها في صَحْوَةِ الألَقِ |
|
ما زِلْتُ أذكُرُها تحكي بنفسجةً | |
|
| تمحو برقّتها ما فيَّ من نَزَقِ |
|
فالنّجمةُ اقْتَبَسَتْ مِنْ حُسْنِ طَلْعَتِها | |
|
| والزّهرَةُ ارتَشَفَتْ مِنْ نَشْرِها العَبِقِ |
|
كم ليلةٍ حَضَنَتْ عَينايَ صورتَها | |
|
| طيفاً يطارحني عشقاً إلى الفلقِ |
|
ما حِرْتُ إذ نَظَرَتْ للبدْرِ تَرْمُقُهُ | |
|
| إلا بِمُتَّسِقٍ يَرْنو لِمُتَّسِقِ |
|
يا أنتِ يا لُغةً فجري تنفَّسَها | |
|
| فاستَنْبَتَتْ شجني بَوحاً على الورقِ |
|
شوقاً نَزَفْتُ، وبعضُ الشّعرِ يرْسُمُني | |
|
| فالحُزْنُ قافيتي والوَزْنُ مِنْ أرَقي |
|
ما عَسْعَسَتْ ظُلَمي إلا أنِسْتُ بها | |
|
| وطارَ بي طَبَقٌ منها إلى طَبَقِ |
|
إمَّا بَكَوْا وَلَهاً في إثْرِ مَنْ عَشِقوا | |
|
| إنِّي نَزَفْتُ لها روحي من الحدَقِ |
|
يا ويْحَها صَدَعَتْ قلباً تعشَّقها | |
|
| أسْتَعْذَبَتْ كَمَدي!، أم غرَّها خُلُقي! |
|
لو أنّها رَفَقَتْ ما فارَقَتْ وَلِهاً | |
|
| قد بات ناظِرُهُ المحزونُ في حَرَقِ |
|
عُذراً إذا انْكَسَفَتْ في ظِلِّها سُرُجي | |
|
| فالحرْفُ في لُغَتي قد مالَ للشَّفَقِ |
|
لو كُنتُ مُقْتَدِراً قايَضْتُ غُربَتَها | |
|
| ما اسْطَعْتُ من ذَهَبٍ أو حُزْتُ من وَرِقِ |
|
لكنّهُ قدرٌ قهراً يسيرُ بنا | |
|
| والشّمْسَ يُسْلِمُها قَسْراً إلى الغَسَقِ |
|