![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
ألقى بِلْفورُ نُطَيْفَتَهُ |
في جَوْف الشَّرقِ الغارِقِ في دُنْيا الأوزارْ ... |
امْتدَّتْ نُطْفَتُهُ بُقْعَةْ |
البُقْعَةُ عاثَتْ في الأرضِ فَساداً ... ودَمَارْ |
البُقْعَةُ صارَتْ شَيْطاناً |
امْتدَّتْ أذْرُعُهُ |
في شتَّى الأقْطارْ |
والتفَّتْ بعْضُ الأذْرُعِ تَحْتَ عَباءاتِ الأعْرابْ |
ولِكُلِّ ذِراعٍ دَولَتُهُ |
مَنْ يَخرُجُ عن دُسْتورِ الأذْرُعِ |
تُهْمَتُهُ الإرْهابْ |
والذُّلُّ شِعارْ |
طأطِئْ تسْلَمْ |
طأطِئْ فَلَعَلَّ الرَّكْبَ يَسيرْ |
إيَّاكَ بأنْ تَقْرَأَ فاصْدَعْ |
اقرأ واغْضُضْ |
إيَّاكَ بأنْ تَقْرَأَ فانْفِرْ |
اقرأ واخْفِضْ |
واضْبِطْ نفْسَكْ |
لو لَطَموا الوَجْهَ من اليُمْنى |
أدِر اليُسْرى |
واضْبِطْ نفْسَكْ |
لو هَتَكوا الأعْراضَ أمامَكَ |
فأدِرْ تلفازَكْ لِقناةٍ أُخْرى |
واضْبِطْ نفْسَكْ |
لو صاحتْ كُلُّ بنات أبيكْ |
وااا ... إسْلامااااااهْ |
فكأنَّكَ لم تَسْمَعْ شيئاً |
واضْبِطْ نفْسَكْ |
لو أكَلوا أكْبادَ صِغارِكَ |
فَغَداً تلْقاهُمْ في الجَنَّةِ |
فاضْبِطْ نفْسَكْ |
قُلْ ما تَهْوى |
لكنْ لا تستَخْدِمْ لُغَةً يفْهَمُها النَّاسْ |
واكْتُبْ ما شِئْتَ بلا وَرَقٍ |
وبلا قَلَمٍ |
وبلا حِبْرٍ |
وبلا حَرْفٍ |
وبلا إحْساسْ |
لا بأسَ بأن تبكي لكنْ |
من غيرِ دُموعْ |
واجْهَرْ بالصَّمْتْ |
فَلَعَلَّ الصّمْتَ |
يُمهِّدُ للسِّلْمِ طَريقاً |
أو يجْمَعَ للشَّعب الجائِعِ بعْضَ لُقَيْماتٍ |
من قيء التجَّارْ |
اضْبِطْ نفْسَكْ |
فالحكْمةُ أن تضْبِطَ نفْسَكْ |
اضْبِطْ نفْسَكْ ... |
واضْبِطْ نفْسَكْ ... |
واضْبِطْ نفْسَكْ ... |
لا يا مِينِرْفا |
إنَّ الحِكْمَةَ قد باتتْ |
ذُلاً وشَنارْ |
قد أضْحى الشَّعبُ حِماراً تُثقِلُهُ الأسْفارْ |
لا يُتْقِنُ من لُغَة الضَّادِ سِوى حَرْفَينْ |
حَرْفُ الميمِ |
وحَرْفُ العَينْ |
لا يُحْسِنُ من لُغة الغَضْبى |
غيرَ الشَّجْبِ والاسْتنْكارْ |
لا يُمْكِنُهُ أنْ يتحرَّكَ |
في غيرِ مَدارْ |
يا حِيْرا |
قولي لأخِيلْ ... |
أن يقْطعَ رأسَ الأفعى في كَنْعانْ |
لِيموتَ الذّيلُ هنا .. وهنا .. وهناكْ ... |
وتَميدَ صُروحُ الطّغيانْ |
ويزولَ اللّيلُ |
الممتدُّ على طولِ كآبَتِنا |
ويُفيقَ الثوّارْ |
قولي لأخِيلْ ... |
أنْ يُبْقي في كفّيه الأحجارْ |
يا آخيل ... |
لا تجْزعْ |
حتَّى لو نَسَجَتْ أكفانَكَ ربَّاتُ الأقْدارْ |
فالمنْتَهَكون وراءَك |
فيهم أمُّكَ |
من قاع الحُلْمِ تُناديكْ |
قد خَبَزَتْ بعْضَ حِجارَتها |
عَجَنَتْها من دَمِ إخْوانِك |
ودُمُوعٍ حرَّى |
تجْري مِلءَ الجَفْنِ المُثْقَلِ بالأحْزانْ |
خَبَزَتْ أيّاماً ولياليَ |
وغداً يأتي |
فاصْقُلْ حَجَرَكْ |
وتأبَّطْ مِقْلاعَكْ |
واقْذِفْ باسم الله عَدوَّكْ |
فلعلَّ حُروفاً من صُوَّانٍ تمْحو العارْ |
يا آخيل ... |
لا تنْتَظر الفتحْ |
فالفتْحُ اسْتَمْرَأ دورَ البَيْدَقِ |
مُنْذُ سِنينْ |
ولأجْل الكُرْسيِّ |
استودَعَ في ظهْر أخيكَ السِّكينْ |
ولأجْل بغيٍّ |
أجْرى روحَكَ |
في أرْصِدَة النَّخاسينْ |
يا آخيلْ ... |
إنَّ أخاكَ أسيرْ |
طفْلاً ما زال هُناكْ |
تبكيهِ مغارتُهُ |
مُنْتظِراً إيَّاكْ |