إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يلعقُ المطرُ |
جسدكِ.. |
ياه.. |
كيف لا يغارُ العاشق |
بغداد |
أمامَ المرآةِ |
كان المطرُ |
يتساقطُ على النافذةِ |
وأنا كنتُ ألملمُ نهاياتِ الضفيرةِ |
.. عن دموعِ المشط |
بغداد |
الفتياتُ |
يحملنَ المظلات |
خشيةَ البلل |
لذا |
يزعلُ المطرُ.. |
ويرحل |
بغداد |
قطراتُ المطرُ |
تتسلّلُ تحتَ قميصكِ |
تلحسُ عسلَ حلمتيك |
وأنا أمام زجاجِ النافذةِ |
ألحسُ دموعَ المطر |
بغداد |
مَنْ يغسلُ للمطرِ ثيابَهُ اللازورديةَ؟ |
إذا اتسختْ بغبارِ المدينةِ |
وأين ينامُ إذا رحلتِ السحبُ؟ |
وتركتهُ وحيداً، ملتصقاً |
على زجاجِ النوافذ المغلقة |
وحين يفكّرُ بمصاحبةِ امرأةٍ |
مَنْ ستتسكّعُ معه في الشوارعِ؟ |
وتتحملُ بروقَهُ ورعودَهُ؟ |
واضعاً يدَهُ على خدهِ |
ويفكّرُ في غربةِ المطر |
عمان |
أيها المطرُ.. |
إبقَ في الشوارعِ نزقاً |
كالقططِ والأطفالِ |
ابقَ على الزجاجِ لامعاً |
منساباً كقطراتِ الضوءِ |
ولا تدخلْ في معاطفِ الأثرياء |
إلى المحلاتِ |
خشيةَ أن تتلوّثَ يداكَ البيضاوان |
بالنقود |
بغداد |
المطرُ أبيض |
وكذلك أحلامي. |
ترى هل تفرّقُ الشوارعُ بينهما؟ |
المطرُ حزين |
وكذلك قلبي |
ترى أيهما أكثر ألماً..؟ |
حين تسحقهما أقدام العابرين |
بغداد |
أيها المطرُ |
يا رسائلَ السماءِ إلى المروجِ |
علمني كيف تتفتقُ زهرةُ القصيدةِ |
من حجرِ الكلام |
بغداد |
حين يموتُ المطرُ |
ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ |
وحدها شجيرةُ الصبير |
ستضحكُ في البراري |
شامتةً من بكاءِ الأشجار |
بغداد |
المطرُ يعبرُ الجسر |
المواشي تعبرُ الجسر |
الغيومُ تعبرُ الجسر |
الحافلاتُ تعبرُ الجسر |
أيها الجسرُ يا قلبي |
إلى مَ تبقى منشطراً على النهر |
ولا تعبر الضفةَ الثانية |
بغداد |
أيها المطرُ |
يا صديقي المغفّل |
حذارِ من التسكّعِ على أرصفةِ المدنِ المعلّبةِ |
ستتبدّدُ مثلي لا محالةً |
قطرةً، قطرةً |
وتجفُّ على الإسفلتِ |
لا أحد يتذكركَ هنا |
وحدها الحقولُ البعيدةُ |
ستبكي عليك |