عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > حول الأوزان والحداثة

سورية

مشاهدة
347

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حول الأوزان والحداثة

قرأتُ قصيداً في مراهقتي سقى
شعوري أساليباً بها بدَأ النَّما
تمكنتُ من بعض البحور ووزنِها
ولا سيَّما الرَّمَلُ الذي لي استسلما
تمكَّنتُ من وزن البحور كثيرها
وصيَّرْتُ نفسي بعد ذلك معْلَما
ولم أك محتاجاً بباقي معيشتي
برأيي سوى لِلَّفْظ كي أتقدما
جمعتُ القوافي في كتابٍ مُصَغَّرٍ
بها أُلبِس الأبياتَ ثوباً مُنَمْنَما
ومعظم أبياتي تُصاغ بسرعة
وعند القوافي قد أعاني التَّلعْثما
فأتركُها دون القوافي ليومِ أن
أقومَ بتنقيحٍ فأُلبِسها كما..
وكنتُ قديماً أعصر الفكر باحثاً
لألبِسَ شعري القافيات وأختما
وأصبحْتُ بعد النظم أكسو قصيدتي
من الدفتر الموجود عندي مقدَّما
ببعض ذكائي قد وجدتُ وسيلة
بها أحصِنُ التفكير من أن يُهَدَّما
لأنيَ جهّزتُ القوافي بدفتري
لأكسوَ منها آخرَ البيتِ كلَّما...
أما ذاك خيرٌ من عذابٍ مُجَدَّدٍ
بساعاتِ بحثٍ عن قوافٍ لألحَما؟
وإن لم تكن من روح شعريَ نفْسِهِ
سأرفض لو كانت تهِلُّ من السَّما
وصفتُ القوافي ذاتَ يوم بكونها
حذاءاً لأقدام القصيد مُصَمَّما
بجمع القوافي قد حصنتُ قريحتي
ووفَّرتُ مجهودا وكوّنتُ مُعْجَما
أقدِّم في الأشعار خيرَ طريقة
تخفّف عن غيري العَنا والتألُّما
ولا بد من شخص يُسيئ تفهماً
لأسلوب تجهيزي القوافي لِيَرْجُما
وما جُرأةٌ في الأرض فاقت جراءتي
بتصريحِ ما قد يجعل الظنَّ مجْرِما
تحدثتُ عن أشياءَ تصْبح مَعْلَما
ويا ربما الجُهّالُ تُذْكي التهجُّما
صريح ٌكلامي واضحٌ ليس مُبْهَما
ولو كالَ لي بعض الأنام تهكُّما
فكم كنتُ قدماً أعصرُ الفكر كلما
دعوتُ القوافي كي بها البيت أختما
فليس التزامي بالقوافي مُيَسَّراً
ولكنه عبءٌ يحاكي جهنّما
ولكنْ له وقْعٌ جميلٌ وقوَّة
لذلك صادقتُ القوافي مُعَظِّما
جعلتُ لكل الشعر قافيةً بها
يزيد جمال الشعر نوراً ومغْنما
رأيت القوافي كالرَّصيف لشارعٍ
أساورَ حول الرُّسْغ، أنفا مُخَطَّما
رأيت القوافي شاطئاً لبحيرة
وزُخْرُفَ حيطان ونقشاً مضخَّما
جمعتُ القوافي في كتاب مُصغَّر
لأهتم في شيئ يعين المترجِما
لهذا فإن الشعر يحتاج صنعة
ولو كان عفويّاً طريفاً وملهَما
فما العيب في تصنيع أية حاجة
ولو في القصيد الحُرِّ مهما تقدَّما
أرى أنّ ازدهاراتِ الصناعة مكْسَبا
لكل مجال في الحياة بنا سَما
برأييَ ما التصنيعُ إلا تجاوزاً
لوضع بدائيٍّ يسوقُ إلى النَّما
أما طوّرَ الفنانُ حتى أداءَهُ
من الناي للجيتار ثم تَقَدَّما؟
أ مَا أُدْخِلَتْ آلات شتَّى لفننا؟
فكيف نرى التصنيع في الشعر مجرما؟
أنا والقوافي والموازين أسرةٌ
تزيد المعاني والثقافة مغْنما
أقدِّم في الأشعار خيرَ طريقة
تخفّف عن غيري العنا والتألما
خالد مصباح مظلوم
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الثلاثاء 2017/02/21 05:20:20 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com