إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
إقْبضْ على جمر انكساري يا أبي |
فأنا هُنا، |
بين الرَّدى و بداية التِّيه |
اتخذت قراري ... |
وبنيت بالحرف الرؤى |
وبما تبقَّى من رُفات الفُلْك، |
يسكنني، |
وأشتاتٍ من الكلِم المعتَّق |
حينما الشمسُ انحنَتْ للظلِّ، |
والظلُّ اعتلى، |
ثُمَّ انحنى للماء و النارِ .... |
فأنا بقيَّة آدمٍ، |
من صُلْب نوحِ جئْتُ، |
أزرع في حقول التيه أشعاري |
وأنا بقيَّة موجة، |
حمَلَتْ سفينته إلى الجُودِي، |
لكي يعْلُو المُقدَّسُ في مداكَ ... |
وتنحني لله تعبدُه ... |
فينصهر أنتماؤك |
في مداري ... |
وأنا بقية طينة |
لزَبَتْ بأوجاعي عصُورًا |
كيْ تشُقَّ بها دمائي المستحيلَ إلى البَوَارِ. |
منك انسلخْتُ أبِي، |
ومنْ وجع الثرى انهمرَتْ وُرَيْقَاتي |
على حرفي، |
فأوْجَس خيفةً مِنِّي سرابُك، |
وانحنت أشجاري ... |
حين امتدادك في الورى |
بين انهزامك و انتظارك |
وانكساري... |
إقبضْ على جمْر انكساري |
فهنا أقمتُ مقابري |
وعجنتُ طين دفاتري |
وحملتُ نعشي في ضلوعي، |
وارتحلتُ إلى المدى |
قبل انهياري . |
كانت فروعي في السماء تشدُّني، |
والأرض قد جَذَبَتْ إليها طينتي، |
والشعر ينبض في قراري... |
وجعٌ أنا، |
وخطيئتي وجعٌ... |
وهابيلُ انتهى وجعًا ... |
يحذِّق بالديارِ... |
ويظل قابيل المُمَرَّغ في دمي |
في الأرض ينْبش تربتي، |
ويُرَوِّض الآلام، |
يحفر في البراري ... |
في كل يوم، كي يُوَاري ما جَنَتْ يدُه ... |
تحت الثرى... |
وتظلُّ تسكنُه الندامةُ، |
كلَّما همَّت يداه باحتراف الموت |
ينتكسُ المدى، |
تشَّقَّق الكلماتُ، |
والدمع يجري في انهمارِ... |
لازال نبض الأنبياء يهزُّ قلبك يا أبي، |
ستون عاما تنحني للريح و الأمطارِ |
كي تصعد الآلام من حُفَر الظلامِ |
لبرجها الهارِي ... |
في كل يوم تنحني، |
تُخْفي القَوافِي في مَداكَ، |
وتستريح على بقايا الحرف |
من تعب الدُّوَارِ |
تنْزاح نحوي في شموخ يا أبي |
وتُعيد تشكيلي و هَمْسَ الحرْفِ |
في سِفْر انهزامك و انكساري ... |
فاقبض على جمر انكساري |