إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الليل يرقد في جبين الحزن يرسم ما تبقى من رحيق الحلم في عينيك يرتقب الصدى. |
تمضي جراحات النهار تضمّ في كفيك آلاما تواريها |
وتنتظر المدى. |
هذا صباح الحزن، قلبك لم يعد، عيناك سادرتان |
صمتٌ صارخ، |
وحكاية خرساء أتعبها الذهول، وأنت في وهج الرؤى. |
هذي السحابة هل تمنّ عليك بالماء المعطر؟ |
هل تعيد نداءها للزّهر؟ |
هل يشتاقها ضوء سماوي يناجي ما تبقى من حنينك؟ |
ّ يداعب الروح المعتقة الجراح. |
لم تنتظر وعد السماء بكيت أنت لعلّ لوعة دمعة تسقي انتظار العابرين هنا |
وكل كآبة حمراء تسكن في ضمير الكون سمّرها الأسى . |
صحراء قلبك نقطة في آخر السطر المبيّت في حروف الحزن. |
أسقطْ جميع معاجم الكلم، احتراف الحرف، قافيةً ملونة النشيج، صافية الحنين . |
الآن ينتبه النداء، سؤال أمسك، ما يزال معذباً، حرفان لم يجدا جواب: |
من أنت؟ كيف أتيت؟ تغتال السؤال! |
ها أنت منها قد خرجت محملا بدم القتيل |
وكنت ملقى البئر، حين أتاك صوت الريح تصرخ: |
لا مجير . |
بلقيس: هل هذي ولادة هدهد؟ |
نتفت جناحيه جراح العاشقي الوطن المخضب بالدعاء . |
ما زال في سجن الرشيد . |
ألقيت جبتك القديمة لم يعد في البئر ماء |
لا دلو إلا مقلتاك تريهما برقا تجدده الأماني ثم يندثر الضياء. |
من قال: إن الحرب موسيقا ترددها الليالي ثم تحترق الطبول. |
لا حلم إلا ما اكتحلت تدير وجهك نجمة بكماء أيقظها الذهول. |
كنت انتظرت هنا، ضفاف القدس باكية، |
وبغداد الأليمة تحتسي حزنا خرافي التوجّد |
في ظلام الصبح لا وجعٌ سوى مهد تمزّق بين أروقة المدائن |
قرطاج ساهرة وصنعاء الوحيدة في محيط اليأس ترتقب الهطول. |
أوقفت عمرك؟ |
كالغيوم تصوغها ريح فتكتب في نهايتك الحزينة: |
علّ قلبك لائذ بالريح يوشك ما تبقى من أنينك أن يزول… ولن يزول. |
هل عاد قوسك من تخوم الفرس تحمل بعض حلمك كي ترى وجه العروبة مشرقا؟ |
أم أنّ فصلاً آخرا من حزنك الأبديّ بات يهدد الذكرى إلى المجهول، لا تدري، تسير وفي طريق الموت تنتظر الحياة. |