لا عِلْمَ لِي كَم مِن سِنِينِي قَضَمْ | |
|
| لا قالَ لِي: جُدْ لِي ولا قُلتُ: كَمْ |
|
ما كُنتُ إِلَّا عَنهُ أَحيَا بهِ | |
|
| أَو كُنتُ إِلَّا مِنهُ ضَخمَ العَدَمْ |
|
حِينَ ارتَدَى عُمرِي قَمِيصًا على | |
|
| أَكتَافِهِ.. بالذِّكرياتِ اسْتَحَمْ |
|
كَم يا تُرَى عُمرًا عَقِيمَ الرَّدَى | |
|
| أَحتاجُ كَي أَجتازَ هذا الأَلَمْ! |
|
يا حُبُّ يا جُرحَ المَجَانِينِ لا | |
|
| تَأسَفْ على مَن جُنَّ أَو مَن عَزَمْ |
|
دَاوَيتَ بالأَشعارِ حُزنِي وبال | |
|
| تَّرغِيبِ والتَّرهِيبِ شَوقِي ولَم.. |
|
إِطرَاقَةُ المَجنُونِ صُوفِيَّةٌ | |
|
| مَعجُونَةٌ بالحُزنِ مَهما ابتَسَمْ |
|
لا يُخرِجُ المَحزُونَ مِمَّا بهِ | |
|
| إِلَّا شَبيهُ الحَالِ.. أَو بِنتُ عَمْ |
|
لَيتَ التي فِي القَلبِ تَدرِي بما | |
|
| فِي القَلبِ مِن شَوقٍ وهَمٍّ وغَمْ |
|
ما لَاحَ لِي طَيفٌ شَبيهٌ بها | |
|
| إِلَّا أَثَارَت شَوقَها فانتَقَمْ |
|
سَاءَلتُهَا في الحُلمِ: هَل أَنتِ مَن | |
|
| سَاءَلتُهَا في الحُلمِ؟! قالت: نَعَمْ |
|
كَم يُوجِعُ المُشتاقَ إِنكارُ ما | |
|
| يَجتَاحُهُ إِنْ بَاحَ أَو إِن كَتَمْ |
|
لِلشَّوقِ ما لِلجُوعِ مِن لَهفَةٍ | |
|
| حَرَّى ومِن بَطْنٍ خَمِيصٍ وفَمْ |
|
يا حُبُّ.. يا ذَنْبَ المَسَاكِينِ يا | |
|
| مُستَودَعَ الأَشجَانِ مُنذُ القِدَمْ |
|
ما دُمتُ لَم أَترُكْ حَبيبًا على | |
|
| وَعدٍ ولَم أَهجُرْ فَأَنتَ الحَكَمْ |
|
أَحبَبتُ.. لا يَلْوِي فُؤادِي على | |
|
| شَيءٍ ولا يَكبُو شِرَاعِي بِيَمْ |
|
لكنّني.. ضَعْ تَحتَ لكنّني | |
|
| خَطَّينِ مِن دَمعٍ أَسِيفٍ ودَمْ |
|
في البَدءِ كانَ الحُبُّ لِي جَنَّةً | |
|
| مِن ثَمَّ تَدعُونِي.. وتَأتِي.. وثَمْ |
|
|
| دَعْها بلا خَطٍّ وأَلْقِ القَلَمْ |
|
ما عادَ يُنسِينِي هَوَاها غَدٌ | |
|
| يَأتِي ولا أَمسٌ عليهِ ادْلَهَمْ |
|
ما زِلتُ أَهوَاهَا وما زَالَ في | |
|
| صَدرِي لَها حَقلٌ كَرِيمُ الدِّيَمْ |
|
أَوجَاعُنا مَهما سَهِرنا على | |
|
| إِخفائِها تَبقَى الأَلَذَّ الأَتَمْ |
|
والحُبُّ بالكِتمانِ يُذكِي الأَسَى | |
|
| والعاشِقُ الكَذَّابُ يَهوَى التُّهَمْ |
|
والشَّوقُ بَعدَ الوَصلِ أَشهَى نَدًى | |
|
| والهاتِفُ الجَوَّالُ قَلبٌ أَصَمْ |
|
إِنَّ الذي فِي الصَّدرِ غَيرُ الذي | |
|
| فِي السَّطرِ مِن كَسرٍ وفَتحٍ وضَمْ |
|
يا قَلبُ.. يا قُوتَ التَّنَاهِيدِ.. يا | |
|
| مُغرَورِقًا بالحُزنِ حَتّى القَدَمْ |
|
اِضحَكْ على الدُّنيا إِذا لَم تَكُنْ | |
|
| مِن أَهلِها وابْصُقْ عليها ونَمْ |
|
لا يَترُكُ الإِنسَانُ شيئًا إِذا | |
|
| لَم يَأبَهُ إِلَّا لِشَيءٍ أَهَم |
|