وَذاكِرَةٍ مَثقُوبَةِ الأَمسِ والغَدِ | |
|
| تَجُرُّ حُطامَ العُمرِ مُغضَبَةِ اليَدِ |
|
فَما هِي إِلَّا بُرهَةً لَم يَعُدْ لَها | |
|
| إِذا انصَرَفَتْ إِلَّا كآبَةُ مَشهَدِ |
|
أَنا وَضَلالُ القَلبِ وَالوَجدُ ثالِثًا | |
|
| بَقايا فَراشاتٍ بِحَضرَةِ مَوقِدِ |
|
وَمَوقِدُنا فِي اللَّيلِ نَهدُ صَبِيَّةٍ | |
|
| يَدُورُ عَلَى بَلُّورِ صَدرٍ مُمَرَّدِ |
|
هِيَ الوَهَجُ الفَتَّاكُ كَيفَ أَلُومُها | |
|
| وَقَد جَذَبَتني مِن ظَلامِ تَشُرُّدِ |
|
لَها الجَسَدُ المَصقُولُ وَالصَّبرُ لِي أَنا | |
|
| وَما لِصَقِيلٍ أَن يَقِيسَ تَجَعُّدي |
|
أَخُطُّ عَلَيها بالحَرائِقِ رِعشَتي | |
|
| خَرائِطَ مَكرٍ مِن مِدادِ تَمَرُّدِ |
|
وَأَسأَلُها مِن بَعدِ ما نِلتُ غايَتي: | |
|
| أَما زِلتِ تَهتَزَّينَ بِالأَبيَضِ النَّدي؟ |
|
فَتَنهَرُني حَتَّى تَهِلَّ دُمُوعُها | |
|
| كَماءِ غَمامٍ فِي العُيُونِ مُلَبَّدِ |
|
فَأَطبَعُ فَوقَ الخَدِّ أَشواقَ قُبلَةٍ | |
|
| تَبُوحُ إِذا حاوَلتُ كَتمَ تَنَهُّدي |
|
فَتُطعِمُ لِلنِّيرانِ زَيتُونَةَ الهَوَى | |
|
| وَتَطعَنُني بِالثَّغرِ طَعنَ مُهَنَّدِ |
|
إِلَى مُنتَهَى الإِلحاحِ نُفضِي بِرَغبَةٍ | |
|
| مَتَى يَنتَهِ الوَصلُ المُحَرَّقُ تَخمِدِ |
|
فَإِن تَزِدِ الأَوقاتُ زِيدَ لِقاؤُنا | |
|
| وَإِلَّم تُراقِبنا المَحاجِرُ نَزدَدِ |
|
أَما كُنتَ تَدرِي أَيُّها الحُبُّ أَنَّنا | |
|
| خَصِيمانِ: بَيَّاعُ العُهُودِ وَمُعتَدِ؟! |
|
نَخُونُ لَيالِينا وَنَغتالُ ظِلَّنا | |
|
| وَنَقعُدُ: خَجلَى تَستَجِيرُ بِمُجهَدِ |
|
أُسَفِّهُ نَفسي كُلَّما انفَضَّ مَوعِدٌ | |
|
| وَأُقسِمَ: إِنِّي لَن أَعودَ لِمَوعِدِ |
|
وَيَنهَشُني نابُ التَّساؤُلِ كُلَّما | |
|
| مَسَحتُ غُبارًا عَن رُفُوفِ تَبَلُّدي: |
|
أَنَرجِعُ يَومًا وَالقُلُوبُ نَقِيَّةً؟ | |
|
| وَمَن عاشَ عُمرًا فِي الضَّلالَةِ يَهتَدي؟ |
|
هِيَ الذِّكرَياتُ السُّودُ تُلقِي ظِلالَها | |
|
| فَتَكتُبُ تَأرِيخًا عَلَى عُمرِنا الرَّدي |
|