عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > عمر هزاع > دَرسٌ عَرُوضِيّ !!

سورية

مشاهدة
368

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

دَرسٌ عَرُوضِيّ !!

أُرِيدُ دَرسًا عَرُوضِيًّا بِلا رَهَبِ
قالَتْ ؛ فَقُلتُ: إِذا ما شِئتِ فاقتَرِبي
أَنا أَمِيرُ البُحُورِ ؛ الشِّعرُ يَبسِمُ لِي
إِذا ابتَسَمتُ ؛ وَ يَخشَى الشِّعرُ مِنْ غَضَبِي
يَزُورُنِي الشِّعرُ وَ الفُولاذُ قارَبُهُ
فَيَستَقِرُّ عَلَى شَطٍّ مِنَ الذَّهَبِ
يَمُدُّ كَفَّيهِ نَحوِي حَيثُ لا لَغُةٌ
إِلَّا لَدَيَّ! وَ لا فَنٌّ سِوَى أَدَبِي!
لَئِنْ أَرَدتِ ؛ فَمُرِّي بِي هُنالِكِ فِي
بَيتِي تُلاقِي أَناغِيمًا مِنَ العَجَبِ
فَأَومَأَتْ ؛ ثُمَّ قالَتْ لِي مُداعِبَةً:
لَسَوفَ تَغضَبُ مِنْ جَهلِي وَ مِنْ شَغَبِي
مَضَى النَّهارُ كَأَنَّ الشَّمسَ عالِقَةٌ
فِي قُبَّةِ الكَونِ تَرمِي الأَرضَ بِالشُّهُبِ
وَ رِزمَةٌ مِنْ كَرارِيسٍ مُبَعثَرَةٍ
تَئِنُّ فِي جانِبَيِّ المَكتَبِ الخَشَبِي
وَ ساعَةٌ لَدَغَتْ صَبري عَقارِبُها
وَ أَرجُلُ الوَقتِ قَدْ شُلَّتْ مِنَ التَّعَبِ
حَتَّى إِذا ما أَتانِي اللَّيلُ يَحمِلُها
جَمَعتُ نَفسِي كَأَشلاءٍ مِنَ الحَطَبِ
وَ لُذتُ بِالبابِ فاستَقبَلتُ نَظرَتَها
تَشُقُّ قَلبِي بِطَعناتٍ مِنَ الهُدُبِ
فَسابَقَتنِي بِإِلقاءِ التَّحِيَّةِ ؛ إِذْ
وَقَفتُ وِقفَةَ مَذهُولٍ وَ مُضطَرِبِ
وَ سائَلَتنِيَ فِي مَكرٍ: أَتُدخِلُنِي؟
أَمْ سَوفَ تَبقَى بِلا رَدٍّ تُحَدِّقُ بِي؟
فَقُلتُ: أَهلًا ؛ وَ مِنكِ العُذرُ آنِسَتِي
فَلتَصفَحِي ؛ وَ اغفِرِي جَهلِي! فِداكِ أَبِي
مَدَدتُ كَفَّيَّ إِذْ مَدَّتْ أَصابِعَها
فَصافَحَتنِي ؛ فَدَبَّ الوَهنُ فِي عَصَبِي
وَ قَدْ لَمَحتُ يَدَيها فِي مُحاوَلَةٍ
خَرقاءَ تَختَلِسانَ اللَّمسَ فِي عَتَبِ
رَمَتْ عَباءَتَها فَوقَ الأَرِيكَةِ ؛ وَ ار
تَمَتْ إِلَى جانِبِي فِي مَقعَدِ القَصَبِ
جُلُوسُها المُستَفِزُّ الخَصرُ يَفضَحُهُ
فَتَستَلِذُّ يَدِي ما فِيهِ مِنْ رِيَبِ
وَ ناهِداها وَ قَدْ شَفَّ القَمِيصُ هُما
هُما كَما فِي تَصاوِيرِي بُراقُ نَبِي
الأَبيَضُ اليَقِقُ الفَتَّانُ يَدفَعُنِي
لِكَي أُفَجِّرَ ما أُخفِيهِ مِنْ صَخَبِ
وَ الأَحمَرُ القانِيءُ الدَّامِي بِحَلمَتِها
يَشُدُّنِي خَلفَ أَستارٍ مِنَ الحُجُبِ
كَأَنَّنِي وَ احتِرارُ النَّهدِ يَلفَحُنِي
أَصُبُّ نارًا عَلَى كَرمَينِ مِنْ عِنَبِ
رَأَيتُها وَ اندِفاعُ الشَّوقِ ثالِثُنا
تَشدُو بِأُغنِيَةٍ فِي مُنتَهَى الطَّرَبِ
تَلُفُّ رِجلًا عَلَى رِجلٍ ؛ فَتَرفَعُها
حِينًا ؛ وَ تَخفِضُها حِينًا ؛ بِلا سَبَبِ
وَ مُقلَتايَ كَصَيَّادَينِ قَدْ رَبَضا
يُراقِبانِ اندِفاقَ النُّورِ عَنْ كَثَبِ
لَثَمتُها وَ خُيُوطُ الشَّيبِ تَخذِلُنِي
وَ ما عَرَفتُ بِأَنِّ القَلبَ قَلبُ صَبِي
حَلَفتُ قَبلَ اختِراقِي سِرَّ قُبلَتِها
أَلَّا أُكَرِّرَ! لَكِنْ خانَنِي كَذِبِي
جَذَبتُها فَوقَ صَدرِي وَ التَحَمتُ بِها
وَ صِرتُ أُفصِحُ عَنْ تَوقِي بِثَغرِ غَبِي
سَأَلتُها: هَلْ عَرُوضُ الشِّعرِ تَجمَعُنا
غَدًا؟ أَمَ انِّيَ قَدْ أَلحَحتُ فِي طَلَبِي؟
أَيُّ العَرُوضِ؟ وَ أَيُّ الشِّعرِ؟ مَوعِدُنا؟
وَ أَيُّ شَرحٍ؟ وَ هَذا الدَّرسُ مِنْ لَهَبِ؟
فَجاوَبَتنِي: وَ هَلْ تَحتاجُ أَجوِبَةً؟
مَنْ جَرَّبَ الطَّرقَ لا يَخشَى مِنَ العَطَبِ
عمر هزاع
بواسطة: عمر هزاع
التعديل بواسطة: د. عمر هزاع
الإضافة: الثلاثاء 2016/11/29 06:24:48 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com