أَقْبِلْ إِلَيْها فما في الأَرضِ يَعْدِلُها | |
|
| مدَينةٌ من ضِياءِ الشّمسِ والقَمَرِ |
|
مدَينةُ المصْطَفَى الهادِي مُنَوَّرَةٌ | |
|
| أَطْرَى بهَا الوَحيُ في مُسْتَنزَل السُّوَر |
|
تَطيبُ فيها قُلوبُ الناسِ هَانئةً | |
|
| وتَرَتضي العيشَ في حِلٍّ مِنَ الكَدَرِ |
|
ما زارها قطُّ إنسانٌ وحلَّ بِها | |
|
| إلاّ تَمنَّى إليها عَودَةَ النَّظَر |
|
وحْيٌ تنزلَ في أفاقِها شُعلاً | |
|
| تُضيءُ من هَدْيهَا دُنْيا مِنَ الفِكَرِ |
|
والوَبْلُ يهْمِي مَرِيْئاً في مَرَابِعِهَا | |
|
| تُسْقَى مِنَ الخيْرِ والأَنْدَاءِ والْمطَر |
|
تَعَلَّقَ المجْدُ في أَرْكانِ قُبَّتِهَا | |
|
| وحَلَّ أهْلاً على الآطَامِ والْهِجَرِ |
|
واستقبلتْ يثربٌ باني حَضَارتَها | |
|
| وبايعتْهُ على السرَّاء والضَّرَرِ |
|
ثنيَّةٌ تلتقي فجْرَ الوداع بها | |
|
| فردَّدَت طيبةُ الأطيابِ بالْخَبَرِ |
|
والكلُّ يسْعى إلى القَصْواء يَطلُبها | |
|
| لعلَّها تحْتبي في مرْبَط القَدَرِ |
|
سارتْ ولم تلتفتْ إلا لخَالِقِها | |
|
| وخَطوةُ الخير تطوي رملةَ الطُّهُرِ |
|
بَنَى الحبيبُ قباً بالنُّورِ فارتَفَعتْ | |
|
| منارةٌ للهُدَى فِي مُجْمَلِ السّيَرِ |
|
والمُسْتَرَاحُ عَلى أبْوَابِهِ رُسِمَتْ | |
|
| بِشَارَةُ الْخَيرِ للإِسلامِ بالظَّفَرِ |
|
وسُطِّرتْ في روابي المجدِ ملْحَمةٌ | |
|
| أبطالها صُحبةٌ من صَفوةِ البشَرِ |
|
بينَ البَقِيعِ وبين القِبلتَيْنِ مدىً | |
|
| تَلْقى بِهِ العينُ تاريخاً من الصُّوَرِ |
|
تَصْحُو خُيُوْلٌ إذا ما الموتُ غَيَّبَها | |
|
| ويَسْتفِيقُ الَّذِي في النَّفْسِ مِنْ أثَرِ |
|
هُنَا تَجُولُ خُيُولُ الْحَقِّ سابِحَةً | |
|
| على الرؤوس فلا تنأى عن الخطرِ |
|
في بَدْرِهَا .. كَانَ للكفَّار مَوْعِدُهُمْ | |
|
| مَعَ الفَنَاءِ لِجيْشِ الكُفْرِ والْبطَرِ |
|
وأُحْدها .. سُطِّرَتْ فيِ سَفَحِهِ عِبَرٌ | |
|
| وَحَمْزَةٌ فِيْ الْوَغَى قَدْحٌ مِنَ الشَّرَرِ |
|
وصُحْبَةُ المْصْطَفَى في جَيْشِه بَذَلُوا | |
|
| رُوحَ الجِهَادِ بِلاَ منٍّ ولا ضَجَرِ |
|
يأيُّها البَدْرُ في ليلٍ يُطَاوِلُهُ | |
|
| فجْرٌ جديدٌ على الإِنْسانِ بالسَّحَرِ |
|
إذا رأيْتَ جُمُوعَ النَّاسِ زائِرَةً | |
|
| فاشْكُرْ بَصِيراً أَمَدَّ العينَ بالبصرِ |
|
وَإنْ رأَيْتَ جُمُوعَ الحجِّ مقْبِلةً | |
|
| فَسَبِّحِ اللهَ واسْتَغْفِرْهُ منْ عَثَر |
|