إلى الشِّعرِ لَيلًا تَطِيرُ اليَدُ | |
|
| كَرُوحٍ إلى رَبِّهَا تَصْعَدُ |
|
إلى الحُزْنِ.. حَيثُ الأسَى فِطرَةٌ | |
|
| فُرَادَى إلى مائِهَا نُوْرَدُ |
|
إلى المَوْتِ.. والمَوْتُ حُرِيَّةٌ | |
|
| على نَيْلِهَا الحُرُّ لا يُجْلَدُ |
|
إلى الصَّمْتِ.. والصَّمْتُ بَوَّابَةٌ | |
|
| إلى اللهِ واللهُ لا يُوْصَدُ |
|
دَمِيْ يَصْعَدُ الآنَ يَسْرِي عَلَى | |
|
| دَمٍ يَابسٍ خَيْطُهُ مُسْنَدُ |
|
وبي مَوْطِنٌ مِن سَدِيمٍ وقَد | |
|
| تَمَطَّى بهِ الشّيخُ والسَّيِّدُ |
|
أُغَنِّي فَتَبْكِي جِرَاحَاتُهُ | |
|
| و أبكِي فَيَرْتَابُ أو يَجْحَدُ |
|
وأدْنُو فَتَخْضَرُّ تَنهِيدَةٌ | |
|
| عَلى بَابهِ بابُهُ أدْرَدُ |
|
ويَسْتَجمِعُ الحِبرُ أحزَانَهُ | |
|
| و ما الحِبرُ إلَّا دَمٌ أسْوَدُ |
|
سَلَامٌ عَلَى الحُزنِ.. لَمَّا يَزَلْ | |
|
| سَخِيًّا وإنْ كَانَ لا يُحْمَدُ |
|
سَلامٌ على الشِّعرِ.. هذا الذي | |
|
| على عُشْبِ أضلاعِنا يُوقَدُ |
|
سَلامٌ على مَوطِنٍ ضَاقَ بي | |
|
| كَمَا ضاقَ بالعَاشِقِ المَرْقَدُ |
|
متى تَهدَأُ الرِّيحُ؟! لا رَاحِلٌ | |
|
| عَلَيها ولا قادِمٌ يُقصَدُ |
|
صَهٍ أيُّهَا الصَّمْتُ .. لا تَرتَجل | |
|
| حَدِيثًا عَنِ الصَّبرِ لا يَنفَدُ |
|
إلى ذلِكَ البَابِ سِرْ بي عَسَى | |
|
| إذا قُلتُ يا بابُ.. لا أُطرَدُ |
|
إلى ذلِكَ الحَقْلِ حَيثُ الحَصَى | |
|
| على الزَّرعِ والشَّوْكُ مُستَورَدُ |
|
وطُفْ بي عَلَى مَعبَدِ الشَّمْسِ قُل | |
|
| أتَاكُم سُلَيمَانُ والهُدهُدُ |
|
ونَكِّرْ لِبَلقِيسَ أيتَامَها | |
|
| فَلا العَرْشُ عَرْشٌ ولا المَعبَدُ |
|
صَهٍ أيُّها الشِّعرُ.. كيفَ انتَهَى | |
|
| حَدِيثِي ولم يَبدَأِ المَشهَدُ؟ |
|
إلى ذلِكَ الرُّكنِ خُذْنِي وقُل | |
|
| لِأروَى: لقَد غَشَّنَا الأسْوَدُ |
|
وقُل يا صُلَيْحِيَّةُ اسْتَحدِثِي | |
|
| بِلادًا إذا غِبتِ لا تُفْقَدُ |
|
لَقَد كَحَّلُوها فَمَا أبْصَرَت | |
|
| و لا سَالَمَ الإثْمِدَ المِرْوَدُ |
|
وقَد أرْخَصُوها وطَافُوا بها | |
|
| فلا تُبَّعٌ قامَ أو أسْعَدُ |
|
سَلامٌ عَلَى الحِبرِ.. هذا الذي | |
|
| سَيَطهُوهُ لِلمُدْقِعِينَ الغَدُ |
|
سَلَامٌ عَلَى مَوْطِنٍ شَاغِرٍ | |
|
| و شَعبٍ بلا مَوطِنٍ يُولَدُ |
|
مَتَى يَشْبَعُ المَوتُ؟! هَل ثَمَّ مِن | |
|
| نَبيٍّ على مَوتِنَا يَشهَدُ؟ |
|
صَهٍ أيُّها اللّيلُ لا ضَيْرَ أنْ | |
|
| أُعَادَى فَبَعضِي لِبَعضِي عَدُو |
|
إذا أَذَّنَ الفَجْرُ عُدْ بي إلى | |
|
| فِرَاشِي وغِبْ أيُّهَا الفَرْقَدُ |
|
وقُل لِلبِلادِ التي فِي دَمِي | |
|
| أحَتَّى عَلى حَسْرَتِي أُحْسَدُ؟! |
|
مَتَى يَأذَنُ اللهُ لِي أنْ أرَى | |
|
| بلادًا يَرَاهَا أنا الأبْعَدُ؟! |
|
بلادًا عَلى قَدرِ أوجَاعِهَا | |
|
| و فِيها سِوَى اللهِ لا يُعْبَدُ |
|
مَتَى؟! وهيَ بالقُرْبِ تُصغِي إلى | |
|
| مَتَانَا وأطرَافُهَا تُحْصَدُ |
|
عَلى فَقْدِهَا نَحنُ جِئنا فَهَل | |
|
| إلى عَوْدِهَا عَوْدُنَا أحْمَدُ؟! |
|