في ظَرفِ عامٍ مَرَّ كالفِرْيَةِ | |
|
| أَضحَى ثَريًّا وارثُ الجَدْيَةِ |
|
فِي ظَرفِ عامٍ واحِدٍ صارَ مِن | |
|
| أَهلِ ادِّعَاءِ الخَوفِ والخَشيَةِ |
|
قَصرٌ وأَسوارٌ لها أعيُنٌ | |
|
| يَرصُدْنَ تَلوِيحِي وعَفْوِيَّتِي |
|
بَوَّابَةٌ لِلقَصرِ حُرَّاسُها | |
|
| يَستَقبلُونَ الظِّلَّ بالرَّميَةِ |
|
لم أُبدِ عُدوانِيةً جئتُهُم | |
|
| أَمشِي على إِيقاعِ رِيفِيَّتِي |
|
أَسعَى إلى غَيبٍ وثَوبي بلا | |
|
| جَيبٍ ومِيزانِيَّتِي نِيَّتي |
|
سَلَّمْتُ باليُمنى عليهِم ولَم | |
|
| أَنطِقْ سِوى باسمِي وجِنسِيَّتِي |
|
لكنهم هَبُّوا سِرَاعًا كما | |
|
| لَو أَنَّهُم حَنُّوا إِلى الفِديةِ |
|
قِيلَ اعصُبُوا عَينَيهِ ثُمَّ ابعَثُوا | |
|
| أَوصافَهُ فِي بَطنِ بَرقِيَّةِ |
|
لَم يَأتِهِم رَدٌّ ولا صَدَّقُوا | |
|
| رَدِّي بأَلفاظٍ مَحَلِّيَّةِ |
|
أَقسَمتُ بالتِّسعِينَ والتِّسعَةِ ال | |
|
| أَسماءِ أَني دُونَ سِرِّيَّةِ |
|
لكنْ بلا جَدوَى فَقَد أَثبَتُوا | |
|
| مِن قَبلِ عامِ الفِيلِ حِزبيَّتي |
|
قالُوا بأني داعِشِيٌّ بلا | |
|
| دِينٍ وخاضُوا فِي الأُلُوهِيَّةِ |
|
قالُوا بأني بَلطَجيٌّ ولِل | |
|
| عُدوانِ والإِخوانِ عُضوِيَّتِي |
|
قالُوا عَمِيلٌ جاءَ فِي جَيبهِ | |
|
| شَرَائِحٌ مِن كُلِّ نَوعِيَّةِ |
|
قالُوا دَخِيلٌ بَينَ شَرقِيَّةٍ | |
|
| أَلفاظُهُ تَبدُو وغَربيَّةِ |
|
قالُوا ..وخَلفَ القَولِ أَعقابُهُم | |
|
| تَهوِي إِذا أَبدَيتُ سُخرِيَّتِي |
|
وا غُربَتِي والمَوتُ أَدنَى إِلى | |
|
| عَينيَّ مِن إِطلاقِ حُرِّيَّتِي |
|
في غُرفَةِ الحُرَّاسِ لاقَيتُ ما | |
|
| لاقَيتُ مِن رُعبٍ ووَحشِيَّةِ |
|
جسمِي غَدَا كَيفِيَّةً دُونَما | |
|
| كَمٍّ وكَمًّا دُونَ كَيفِيَّةِ |
|
يا سادَتِي هَلَّا استَرَحتُمْ! لَقَد | |
|
| أَتعَبتُكُمْ تَبًّا لِهِندِيَّتِي |
|
هذا الذي ظَهرِي لَهُ ساحةٌ | |
|
| يَكفِي لِتَدمِيرِ السُّعودِيَّةِ |
|
في اللَّيلِ لَمَّا استَيأَسُوا قَرَّرُوا | |
|
| بَعثِي إِلى المَحجُوبِ عَن رُؤيَتِي |
|
لُحْ يا أَبَا عَلَّانَ واشفَعْ لِمَن | |
|
| في البابِ أَلقَينَاهُ كالحَيَّةِ |
|
ثُمَّ انتَظَرنا وانتَظَرنا إِلى | |
|
| أَنْ أَذَّنَ الطابُورُ بالفِتيَةِ |
|
حتى إِذا ما لاحَ قالَ اذهبُوا | |
|
| هذا رَفِيقُ الدَّربِ والقَريَةِ |
|
شَرَّفتَنَا أَهلًا وسَهلًا بمَن | |
|
| يَدرِي مَدَى شَوقِي ووُدِّيَّتِي |
|
مَن هؤلاءِ النَّاسُ؟! هَل جئتَ بي | |
|
| كَي يَنهَشُوا عِرقِي وعِرقِيَّتِي! |
|
عُذرًا فَإِجراءَاتُ فَحصِ الكُنَى | |
|
| عُرفٌ جَرَى فِي كُلِّ مَحمِيَّةِ |
|
لا تَعتَذِرْ يَبدُو ومِن دَهشَتِي | |
|
| أَقحَمتُ نِصفَ الإِسمِ في الكُنيَةِ |
|
لَم أَستَطِعْ تَصدِيقَ ما شاهَدَت | |
|
| عَينايَ مِن زَهوٍ وسِحرِيَّةِ |
|
هَل كُلَّ هذا صارَ مِلكًا لِمَن | |
|
| قَاسَمتُهُ بالأَمسِ طَعمِيَّتِي! |
|
ما أَعجَبَ الحُسَّادَ لَم يُتقِنُوا | |
|
| إِلَّا اعتِراضَ الرِّزقِ والسَّبيَةِ |
|
دَعْ عَنكَ هذا الآنَ وادخُلْ مَعِي | |
|
| عَكَّرتَ إِحساسِي ونَفسِيَّتِي |
|
اخلَعْ هُنا نَعلَيكَ لا نَعلَ لِي | |
|
| مُذ ساقَنِي الحُرَّاسُ كالدُّميَةِ |
|
حتى على الجَوَّالِ لَم يَبخَلُوا | |
|
| يَبغُونَ ماذا مِن خُصُوصِيَّتِي؟! |
|
يا لَيتَنِي فَجَّرتُ نَفسِي على | |
|
| أَكتَافِهِم ثَأرًا لِسِلمِيَّتِي |
|
أَرجُوكَ دَعْكَ الآنَ مِمَّا جَرَى | |
|
| واعبُرْ مَعِي مِن غَيرِ نِدِّيَّةِ |
|
انظُرْ إِلى هذي القَنَانِي بها | |
|
| ما لَم يَجُلْ فِي بالِ جِنِّيَّةِ |
|
ذاكَ الرُّوَاقُ الرَّحْبُ جُدرانُهُ | |
|
| مِن فِضَّةٍ بالتِّبْرِ مَطلِيَّةِ |
|
تِلكَ الثُّرَيَّا خَطَّ جَدِّي على | |
|
| أَضوائِها صُلحَ الحُدَيبيَّةِ |
|
هذي السيوفُ الصُّفرُ جَمَّعتُها | |
|
| فِي حِقبَةِ الحَربِ الصَّلِيبيّةِ |
|
والبَهْوُ مِن سُجَّادِ أُمِّي الذي | |
|
| أَبقَتْهُ مِن مالٍ ومِن حُليَةِ |
|
أَمَّا عَنِ المَبنَى فَأَحجارُهُ | |
|
| مَبنِيَّةٌ مِني ومِن بُنيَتِي |
|
الطَّابقُ العُلوِيُّ عَمَّرتُهُ | |
|
| مُذ كانَ عِندِي الجُوعُ كالحِمْيَةِ |
|
والطَّابقُ الأَعلَى دَعانِي إِلى | |
|
| إِكمالِهِ عِلمِي بسَطحِيَّتِي |
|
ماذا عَنِ الباقِي! أَشَيَّدْتَهُ | |
|
| مِن دَفعِ بَيتِ المالِ والجِزيَةِ! |
|
يَبدُو بأَني تُهتُ حَقًّا فَقَد | |
|
| قابَلتَ بالتَّهرِيجِ جِدِّيَّتِي |
|
يا صاحِبي هذا افتِراءٌ ولا | |
|
| يَبدُو كأَحلامٍ حَقِيقيَّةِ |
|
هَل كُلُّ هذا المَالِ جَمَّعتَهُ | |
|
| ما بَينَ شَعرِ الجِنِّ واللِّحيَةِ! |
|
هذي بلادٌ أَصبَحَت غابَةً | |
|
| لا فَرقَ بَينَ الذئبِ والظَّبيَةِ! |
|
ماذا جَرَى! هَل جئتَ بَيتِي لِكَي | |
|
| تَجتَثَّ تاريخِي وشَخصِيَّتِي! |
|
إِنَّ اتِّهامَ النَّاسِ جُرمٌ فلا | |
|
| تَجرَحْ نِضالاتِي وثَورِيَّتِي |
|
ما العَيبُ فِيمَا صِرتُ أَهلًا لَهُ | |
|
| إِنْ أَقعَدَت غَيرِي أَحَقِّيَّتِي! |
|
أَدرِي بأني كُنتُ يَومًا بلا | |
|
| مالٍ ولا ذاتٍ حُكُومِيَّةِ |
|
أَدرِي بأَني عِشتُ دَهرًا مِن ال | |
|
| حِرمانِ مَنبُوذًا لِسِلبيَّتِي |
|
لكنني أَبصَرتُ دَربِي وعَن | |
|
| خَوفِ العِقابِ اختَرتُ حَتمِيَّتِي |
|
هذا أَنا ذاكَ الذي كانتِ ال | |
|
| فاصُولِيَا بالبَيضِ أُمنِيَّتِي |
|
زادَت عَقَارَاتِي وصارَت على | |
|
| أَسوَاقِيَ السَّوداء شَرعِيَّتِي |
|
دَوْرِيَّتانِ الآنَ عِندِي ولِي | |
|
| قَنَّاصَةٌ فِي كُلِّ دَورِيَّةِ |
|
ها قَد بَدَأتَ الآنَ تُوحِي بما | |
|
| أَخفَيتَهُ فِي شِبهِ أُحجِيَّةِ |
|
قُل إِنَّكَ استَحسَنتَ ما استَقبَحَت | |
|
| رُوحِي وإِنَّ السِّرَّ فِي التُّقْيَةِ |
|
لا سِرَّ يا هذا سِوى أَنني | |
|
| حَرَّرتُ كُلِّي بالأَقَلِّيَّةِ |
|
باللهِ ماذا عَنكَ؟! يا وَاعِظِي | |
|
| هَل نِلتَ ما تَرجُو بخَيرِيَّةِ! |
|
قالُوا احتَرَفتَ الشِّعرَ! هل حِرفَةٌ | |
|
| هذي التي مِن غَيرِ رِبحِيَّةِ! |
|
لَو أَنَّكَ استَحسَنتَ قُبْحَ الذي | |
|
| سَمَّيتَهُ ما لُمْتَ شِعرِيَّتِي |
|
يا لَيتَ أَنَّ المالَ لِي غايَةٌ | |
|
| أَو أَنَّ ما جَمَّعتَهُ بُغيَتِي! |
|
لكنَّ خَلفَ السُّورِ أَوجاعُ مَن | |
|
| تَقتَاتُ مِن أَجسادِهِ الحَيَّةِ |
|
مِن كُلِّ جُرحٍ ثَمَّ كَأسٌ هُنا | |
|
| تَحسُوهُ حَسْوَ الجُوعِ لِلصِّبيَةِ |
|
ما قِيمَةُ الإِنسانِ إِن كانَ لا | |
|
| يَرقَى إِلى صَفِّ البَهِيمِيَّةِ! |
|
إِن كُنتَ قَد جَمَّعتَ هذا الذي | |
|
| جَمَّعتَهُ مِن غَيرِ خَلفِيَّةِ |
|
فالحُرُّ مِن عَجزٍ ومِن فاقَةٍ | |
|
| يَفنَى ولا يَعتَاشُ بالمُديَةِ |
|
ما حاجَتِي بالمالِ إِن كانَ مِن | |
|
| أَضلاعِ طاوٍ أَو دِمَا مَيِّتِ! |
|
ها أَنتَ ذا تَهذِي نَعَم إِنني | |
|
| أَهذِي بأوجاعٍ عَمُودِيَّةِ |
|
هَلَّا فَتَحتَ البابَ لِي تارِكًا | |
|
| ما ظَلَّ مِن طُهرِي وإِنسِيَّتِي |
|
يا صاحِبي عُذرًا إِذا كُنتُ قد | |
|
| أَخطَأتُ أَو أَسرَفتُ بالمِريَةِ |
|
إِني بذا حاوَلتُ إِيضاحَ ما | |
|
| شاهَدتَهُ فِي غَيرِ جُزئِيَّةِ |
|
اجلِسْ ودَعْ ما كانَ من لَغوِنا | |
|
| إِن كانَ لا يُفضِي لِحَيثِيَّةِ |
|
ماذا عَنِ الأَشعارِ؟! ما زِلتُ مِن | |
|
| مِيمِيَّةٍ أَسعَى لِنُونِيَّةِ |
|
أَصبَحتَ ذا إِسمٍ؟ ولكنني | |
|
| في جُملَةٍ لَيسَت بإِسمِيَّةِ |
|
ما حاجَتِي بالإِسمِ والشَّعبُ فِي | |
|
| غَيبُوبَةٍ مِن غَيرِ شَعبيَّةِ |
|
إِنَّ البلادَ اليَومَ مَطعُونَةٌ | |
|
| فِي قَلبها ما النَّفعُ مِن رُقيَتِي |
|
صَخرِي بَعِيدُ الماءِ كَم مَرَّةٍ | |
|
| حَطَّمتُ دُونَ الجَهلِ عَصرِيَّتِي |
|
كَم مَرَّةٍ فَتَّشتُ عَن حِرفَةٍ | |
|
| لِلشُّربِ دُونَ البَيعِ لِلكُلْيَةِ |
|
كَم مَرَّةٍ عَذَّبتُ نَفسِي إِذا | |
|
| لاحَظتُ ضَعفًا بانجلِيزيَّتِي |
|
|
| فِي جَهلِها أَو قُل بعِلمِيَّتِي |
|
فالجَهلُ صارَ اليَومَ أُستاذَ مَن | |
|
| يَرتادُهُ فِي كُلِّ كُلِّيَّةِ |
|
يا لَيتَنِي أَدخَلتُ رَأسِي فَمِي | |
|
| أَو مِثلَكُم أَكمَلتُ أُمِّيَّتِي |
|