عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > في السُّرَادِق

اليمن

مشاهدة
378

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في السُّرَادِق

ورَمَى يَدِيْ!
فَهَمَسْتُ: ما الخَطْبُ؟!
قالَ: انتَظِرْ
فَلَقَد دَنَا القُربُ
وأَشَارَ لِي ببَنَانِهِ حَذِرًا
مِن ها هُنا
ونَأَى بهِ الدَّربُ
وإِلى المُشَارِ عَدَوتُ
يَتبَعُنِي قصفٌ
ويَسبقُ خطوَتِي ضَربُ
قَلِقًا أُقَلِّبُ ناظِرَيَّ
وبي
وَطَنٌ عَلَيَّ جِراحُهُ تَحبُو
ووَصَلْتُ
وانكَمَشَ الفَضَاءُ فلا
شَرقٌ يَلُوحُ هُناكَ
أَو غَربُ
وبَدَا كَمَا لَو أَنَّ أَلْفَ فَمٍ
لِيَدِيْ
وأَلْفَ يَدٍ فَمِي الجَدْبُ
وبَدَا المَكَانُ
كَأَنَّ زَوبَعَةً رَقَصَت بهِ
أَو جِنَّةٌ شَبُّوا
وبَدَأتُ أُنكِرُنِي
وأُنكِرُ مَن حَولِي
بَدَأتُ أَصِيحُ: يااا رَبُّ
وتَعَثَّرَت قَدَمَايَ بي
وعلى كَتِفِيْ أَطَلَّ برأسِهِ القَلبُ
هذا المَكَانُ أَنا
فَكَيفَ غَدَا وَكْرًا لِمَن هَبُّوا ومَن دَبُّوا!
وهَمَسْتُ: يا وَطَنِي
أَلَستَ هُنا؟!
هَلَّا أَجَبْتَ!
فَقَهْقَهَ الرُّعبُ
ولَمَحْتُ يُوسُفَ غارِقًا بدَمِي
وبجانِبَيهِ الذئبُ
والجُبُّ!
*****
أَأَمُوتُ ثانيةً!
صَرَختُ
فَمَا سَمِعَ الغَريبُ ولا رَأَى الصَّحْبُ
هَل حانَةٌ هذي التي امتَلَأَت بالشَّارِبينَ
وما بها شُربُ!
ما هذه الأَصواتُ يَنفُثُها
صَمتُ الخُمَارِ
فَتُسدَلُ الهُدبُ!
كُلٌّ لَهُ لُغَةٌ هُنا
ولهُ ظَمَأٌ يَزِيدُ سُعَارَهُ السَّكبُ
كُلٌّ يَعُبُّ ويَستَزِيدُ
كَمَا لَو أَنَّ نارًا فِيهِ لَم تَخْبُ
يَتَلَاعَنُونَ
ويَضحَكُونَ بلا سَبَبٍ
وكُلُّ ثَلاثَةٍ حِزبُ
وسُكُوتُهُم فِتَنٌ
إِذا اشتَعَلَت رَقَدَ الجَمِيعُ
وقامَتِ الحَربُ
وحَدِيثُهُم بِسِوَى الحُرُوفِ
فلا عَجَمٌ إِذا نَطَقُوا
ولا عُرْبُ
أَنا مَن أَكُونُ هُنا!
أَتَعرِفُنِي هذي الوُجُوهُ وضِيقُها الرَّحبُ!
نَصَبَ السَّرَابُ هُنا سُرَادِقَهُم
فَتَنَادَمُوا
وتَزَايَدَ الكَربُ
هذا دَمٌ حَولَ الكُؤوسِ ومِن حَولِ الشِّفاهِ يَلُوحُ!
أَم نَخبُ!
ما زِلتُ أَسأَلُ ما يُصَبُّ
وما زالَ السُّكُوتُ جَوَابَ مَن صَبُّوا
ضَاقَ السُّرَادِقُ بِي
ومَزَّقَنِي بَينَ السُّكارَى الدَّفعُ والجَذبُ
*****
أَأَمُوتُ ثانِيَةً ومِلءُ دَمِي طِينٌ
وغَيْمُ أَصَابعِي عُشبُ!
وخَرِيرُ أَورِدَتِي نَدَىً
ويَدِي نَهرٌ تَهشُّ جَفَافَهُ السُّحبُ!
أَنا والغَريبةُ ظامِئانِ هُنا
ولَهِيبُنا مُتَرَقرِقٌ عَذبُ
أَنَا والغَريبةُ مَوطِنانِ بلا وَطَنٍ
ولَيسَ لِمِثلِنا شَعبُ
كَلِمّاتُنا امتَلَأَت مَوَاسِمُها بالرَّاحِلِينَ
وصَمتُنا ذَنبُ
لكنَّنا سَنَعُودُ
إِنَّ لَنَا حُلمًا
وعَنهُ رُجُوعُنا صَعبُ
سَنَعُودُ
عَلَّ يَدًا هُناكَ صَحَت مِن حِقدِها
وصِغَارُها جَبُّوا
ولَعَلَّ أُغنِيَةً غَدَت قَمَرًا لِلتَّائِهِينَ
فَنَالَهَا الخصبُ
ولَعَلَّ قافِيَةً تَنَامُ على طَيفِ الغِيابِ
لِغَيرِهِ تَصبُو
إِن لَم يَكُنْ بِغَدٍ
فَبَعدَ غَدٍ سَنَعُودُ
أَو سَيُغادِرُ الغُلبُ
وغَدًا سَيُزهِرُ أَنجُمًا دَمُنا
وعلى القُلُوبُ سَيُثمرُ الحُبُّ
يحيى الحمادي
من ديوان: اليمن السعير 2019
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الخميس 2016/11/17 05:45:46 مساءً
التعديل: الثلاثاء 2021/08/17 12:07:59 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com