لَن أَخسَرَ اليَأسَ.. حتى أَبلُغَ الأَمَلَا | |
|
| ولا القَصِيدَةَ.. حتى أَغلِبَ المَلَلَا |
|
ولَن أُغَادِرَ حُزنِي.. فَهو أَفصَحُ مِن | |
|
| يَدِي لِسَانًا وأَسخَى مِن فَمِي قُبَلَا |
|
ولَن أُحِبَّ حَبيبًا واحِدًا.. فَلَكَم | |
|
| أَجَابَ عَنهُ انتِظَارِي: كانَ.. وانتَقَلَا |
|
كَبِرْتُ عَن قَتلِ نَفسِي بالحَنِينِ إِلى.. | |
|
| وعَن مُجَافَاةِ نَومِي بالبُكَاءِ على.. |
|
كَبِرْتُ عَن كُلِّ شَيءٍ كُنتُ أَحسَبُهُ | |
|
| شَيئًا.. وما كانَ إِلَّا فِتنَةً وبَلَا.. |
|
وهَا أَنَا اليَومَ لَاهٍ عَن قَدِيمِ غَدِي | |
|
| وخائِفٌ لَيسَ يَدرِي ما الذي فَعَلَا! |
|
ذَهَبتُ أُشعِلُ شَمسًا في الدُّجَى انطَفَأَت | |
|
| وعُدتُ أَحمِلُ رَأسًا بالنَّوَى اشتَعَلَا |
|
لِلرِّيحِ في كُلِّ شِبرٍ دَاخِلِي لُغَةٌ | |
|
| تُشِيرُ لِي كَيفَ أَبنِي بالحَصَى الجَبَلَا |
|
ولَيلُ صَنعاءَ حِبرٌ سابحٌ بدَمِي | |
|
| كَطَائِرٍ ذِي جرَاحٍ حُمَّ فاغتَسَلَا |
|
وآخِرُ السَّطرِ داجٍ مِثلُ أَوَّلِهِ | |
|
| ونَجمَةُ السَّقفِ ظِلٌّ يُشبهُ البَلَلَا |
|
ولِلقَصِيدَةِ بَيتٌ واحِدٌ ولَقَد | |
|
| دَخَلْتُ.. ما كُلُّ آتٍ بَيتَهَا دَخَلَا |
|
إِنِّي حَمَلْتُ اشتِعَالِي كُلَّهُ بيَدٍ | |
|
| لا تَحمِلُ الشَّرَّ إِلَّا لِلذي حَمَلَا |
|
مُذ قالَتِ الرِّيحُ إِنِّي صِرتُ أُشبِهُها | |
|
| ولَم أَزَلْ خَلفَ صَوتٍ خَلفَهَا صَهَلَا |
|
لَولَا القَصِيدةُ صَارَت مُقلَتِي أَثَرًا | |
|
| مِن بَعدِ عَينٍ وصَارَت مُهجَتِي طَلَلَا |
|
إِنَّ المَوَاجعَ إِنْ لَم تُرْدِ صَاحِبَها | |
|
| بِسَكْتَةٍ أَو بعَجزٍ أَصبَحَت جُمَلَا |
|
لا يَهجُرُ الشِّعرَ مَن لا حُزنَ يَهجُرُهُ | |
|
| أَو يَبلُغُ الحُزنَ قَلبٌ لِلهَوَى انتَحَلَا |
|
ما لِي ولِلبَحرِ! قَلبي بَحرُهُ دَمُهُ | |
|
| هَل يَكسِرُ الوَزنَ قَلبٌ بالدَّمِ ارتَجَلَا؟! |
|
خَمسٌ سَمَاوَاتُ كَفِّي.. كُلَّما ارتَعَشَت | |
|
| قَصِيدَةٌ في سَمَاءٍ أَنجَبَت مِلَلَا |
|
لَم يَخلُقِ اللهُ مِثلِي شاعِرًا شَرِهًا | |
|
| يَزدَادُ بالشِّعرِ نَقصًا كُلَّما اكتَمَلَا |
|
أَمْسَيتُ أَقتُلُ شِعرِي.. وهو يَقتُلُنِي | |
|
| ولَيسَ يَدرِي كِلَانا ما الذي قَتَلَا! |
|
لا سِرَّ في البئرِ.. دَلْوِي فارِغٌ.. وفَمِي | |
|
| جُرحٌ تَقَادَحَ فيهِ الصَّمتُ فاندَمَلَا |
|
كَم مَرَّةٍ قُلتُ فِيها: لَن أَكُونَ أَنا | |
|
| وعُدتُ.. بَعضِي ببَعضِي يَضرِبُ المَثَلَا! |
|
إِلَّا إِلَى الرّيحِ.. خَيلِي غَيرُ جامِحَةٍ | |
|
| إِلَّا مَعَ الرِّيحِ.. شِعرِي لَم يَجد عَمَلَا |
|
يا لَلقَصِيدَةِ.. كَم مِن جائِعٍ أَكَلَت | |
|
| ولائِذٍ ذَاقَ مِنها فَوقَ ما احتَمَلَا |
|
الجُودُ مِنها لِغَيرِ العَاشِقِينَ لَهَا | |
|
| ولِلمَجَانِينِ مِنها حِكمَةُ العُقَلَا |
|
ما كانَ أَكثَرَ شِعرِي يَومَ كُنتُ بلا | |
|
| حَبيبَةٍ.. ثُمَّ لَمَّا جاءَتِ اعتَزَلَا! |
|
كَأَنَّمَا الشّعرُ طِفلٌ حِينَ شَاهَدَنا | |
|
| بخُلوَةٍ قامَ عَنَّا.. وانزَوَى خَجَلَا |
|
هَل تَعلَمُ الرِّيحُ أَنِّي صِرتُ أَكرَهُهَا | |
|
| مِن شِدَّةِ الحُبِّ.. كُرهًا يَفتِنُ الغَزَلَا |
|
ما قُلتُ أُنثَى لِأُخرَى وهيَ لِي وَطَنٌ | |
|
| إِلَّا شَعَرتُ بأَنِّي لَم أَعُدْ رَجُلَا |
|
لَن أُغلِقَ البَابَ.. إِنِّي غَيرُ مُكتَرِثٍ | |
|
| بغَابَةٍ عَلَّمَتنِي كَيفَ أَنطِقُ لا |
|
شُكرًا لِمَن خَبَّأَتنِي في عَبَاءَتِهَا | |
|
| وسَاءَلَت عَن غِيَابي كُلَّ مَن سَأَلَا |
|
شُكرًا لِمَن أَلْهَمَتنِي كَيفَ أَصنَعُ مِن | |
|
| قلبي رَغِيفًا وأُمسِي وهو ما أَكَلَا |
|
شُكرًا لِمَن أَدخَلَتنِي الحَربَ دُونَ يَدٍ | |
|
| ولا فَمٍ ثُمَّ قالت: لَم يَكُن بَطَلَا |
|
شُكرًا لَهَا.. عَلَّمَتنِي الشِّعرَ وارتَحَلَت | |
|
| عَنِّي وعَن كُلِّ شَيءٍ خَلفَهَا ارتَحَلَا |
|
والشُّكرُ لِي وهي تُلقِي حِكمَةٍ بفَمِي: | |
|
| يَبكِي على المُرِّ مَن لَم يَعرِفِ العَسَلَا |
|