![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
عُرَّةَ الشِّعرِ |
يا كَبِيرَ الحَمِيرِ! |
حَيثُما كُنتَ |
أَنتَ جَحش الحُضُورِ! |
كَيفَ أَرجُوكَ صَهوَةً أَمتَطِيها؟ |
وَحِصانِي مَلَلتُهُ وَبَعِيرِي! |
أَيُّها الغِرُّ |
كَيفَ جَرُّوكَ؟ |
حَتَّى بِتَّ تَصطافُ فِي رُؤَى زَمهَرِيرِي! |
فَتَنَعَّمتَ فِي جِنانِ بَيانِي! |
وَتَحَمَّمتَ مِن أَرِيجِ عُطُورِي! |
بَعدَ أَن دُستَ فَوقَ طَيِّ بِجادِي |
رُبَّما... |
قَد أَراكَ فَوقَ سَرِيرِي! |
قَد تَمادَيتَ بِاجتِرارِ خَيالٍ |
وَتَخَبَّطتَ |
جاهِلًا فِي الغَدِيرِ |
أَيَّ مَعنَىً تُضِيفُهُ لِمِياهِي؟ |
عِندَما قُلتَ: |
صَوتُها كَالخَرِيرِ! |
وَكُؤُوسِي الَّتِي تَصُبُّ رَحِيقًا؟ |
عِندَما قُلتَ: |
طَعمُها كَالنَّمِيرِ! |
وَقَوافِيَّ؟ |
وَانبِثاقِ حُرُوفِي؟ |
كَاليَنابِيعِ مِن حَوافِ سُطُورِي! |
وَأَرِيجِ العَرُوضِ فِي كُلِّ صَدرٍ مِن شُطُورِي: |
كَأَنَّهُ مِن بُخُورِ!؟ |
وَبِأَيِّ الفَوائِدِ الغُرِّ أَحظَى؟ |
مِن حِمارٍ! |
لَا يَحتَفِي بِالزُّبُورِ! |
إِن حَمَلنا عَلَيهِ سِفرَ بَيانٍ لِقَصِيدٍ |
أَطاحَهُ فِي السَّعِيرِ! |
أَو حَبُوناهُ باقَةً مِن حُرُوفٍ |
لَأَتانا يَلُوكُها بِالسَّحُورِ! |
ما نَهَرناهُ نَلقَ مِنهُ نَهِيقًا وَالتِصاقًا بِالأَرضِ |
رُغمَ النَّفِيرِ! |
هَمَجِيِّ الطِّباعِ |
لَا يَرعَوِي عَن رَفسِ كَهلٍ مُنَهنَهٍ أَو صَغِيرِ! |
أَنَهِيقٌ؟ |
يا مُنكَرَ الصَّوتِ يَعلُو فَوقَ صَوتِي! وَنَبرَتِي! وَزَئِيرِي! |
أَمْ ذُبابٌ؟ |
يَطِيرُ حَولَكَ يَرقَى لِعَصافِيرِ جَنَّتِي وَزُهُورِي! |
حَرِّ... |
أَمَّلتَ أَن تَلُوكَ قَصِيدِي! |
أَتَظُنُّ الحُرُوفَ مِن جَرجِيرِ؟ |
فَتَمَنَّيتَ قَضمَةً مِن شُعُورِي |
بَينَما أَنتَ جاهِلٌ بِالشَّعِيرِ! |
أَيمُنُ اللَّهِ |
ما رَأَيتُ عُجابًا كَحَقِيرٍ |
يَتِيهُ تِيهَ الأَمِيرِ! |
فَإِتِيانِي يا صَاحِبَيَّ |
فَقُولَا: |
كَيفَ يَقفُو مُذَنَّبُ العَجزِ عِيرِي؟ |
كَيفَ لِلرَّفسِ أَن يُحاوِرَ رَقصًا لِحُرُوفٍ تَمِيسُ فَوقَ الثُّغُورِ؟ |
يا مَدامِيكَ أَحرُفِي |
اليَومَ |
ثُورِي |
يا رَحَى الشِّعرِ |
فَوقَ أَهلِيهِ |
دُورِي |
وَهَلُمُّوا يا مَجلِسَ الأُنسِ |
حَتَّى نَتَسَلَّى بِشاعِرٍ مَسحُورِ! |
لَيسَ جَحشًا |
كَما تَرَونَ |
وَلَكِن |
يَتَحَرَّى التَّموِيهَ عِندَ الظُّهُورِ! |
وَدَهاءً |
يَهُزُّ بِالمَشيِ ذَيلًا |
لِتَفادِي تَهافُتَ الجُمهُورِ |
مُرهَفُ السَّمعِ |
فانظُرُوا أُذُنَيهِ |
كَعَلَاماتِ النَّابِهِ المُستَنِيرِ |
وَسِماتِ الذَّكاءِ بَينَ عُيُونٍ رانِياتٍ بِنَظرَةِ النِّحرِيرِ |
وَجَبِينًا غُضُونُهُ طَيُّ فِكرٍ |
يَتَجَلَّى بِدِقَّةِ التَّصوِيرِ |
لَا تُغَرُّوا بِدَهشَةِ الفَمِ |
عَمدًا |
ذاكَ أَمرٌ يُعِينُ بِالتَّفكِيرِ |
أَوتَظُنُّوا بِحَيرَةِ الوَجهِ حُمقًا |
بَل... |
فَعُدُّوها مِيزَةَ التَّقدِيرِ |
كُلُّ ما فِيهِ فِطنَةٌ |
لَيتَ شِعرِي |
تَتَخَفَّى مَهابَةَ التَّشهِيرِ |
فَهْوَ |
فِي بَعضِ فَخرِهِ المُتَنَبِّي |
وَخَطِيرٌ |
فِي هَجوِهِ كَجَرِيرِ! |
وَاختِصاصِيٌّ بارِعٌ |
كَابنِ جِنِّي |
وَفَقِيهٌ |
كَشَيخِنا ابنِ كَثِيرِ! |
وَبَلِيغٌ |
بَلَاغَةَ ابنِ هِشامٍ |
وَحَصِيفٌ |
كَصاحِبِ التَّحرِيرِ! |
فاضحَكُوا قَدرَ ما استَطَعتُم |
وَظَلُّوا فِي سُرُورٍ وَغِبطَةٍ وَحُبُورِ |
فَحِمارُ الشِّعرِ الَّذِي يَتَحَدَّى شِعرَنا عَالِمٌ بِفَنِّ الشَّخِيرِ! |
قَد تَقُولُونَ: |
ما عَلَيهِ جُناحٌ فَحِمارٌ يَدِبُّ دَبَّ الضَّرِيرِ! |
وَتُرِيدُونَ أَن يَسِيرَ طَلِيقًا |
فَحَرامٌ لِجامُهُ كَالأَسِيرِ! |
غَيرَ أَنِّي أَراهُ يَهدِمُ |
جَهلًا |
نُظُمَ الشِّعرِ |
يا وُلَاةَ الأُمُورِ |
فَليَدَعْ كُلُّ جاهِلٍ جَهلَهُ فِي حُفَرِ الصَّمتِ |
وَليَلُذْ بِالقُبُورِ |
لَيسَ عَيبًا تَفاوُتُ النَّاسِ عِلمًا |
إِنَّما العَيبُ جَاهِلٌ فِي غُرُورِ |
وَحِمارٌ يَخالُ أَنَّ لَدَيهِ قُبلَةَ النَّسرِ فَوقَ خَدِّ الأَثِيرِ! |
لَا تَقُولُوا: |
دَعُوهُ يَنعُمُ عَيشًا |
بَل... |
لَهُ قُولُوا: |
لَا تَعِثْ بِالأُمُورِ |
وَاربِطُوهُ |
فَلَيسَ يَصلُحُ حُرًّا يَتَمَشَّى عَلَى بِساطِ الحَرِيرِ! |
مِسكَنُ الجَحشِ فِي الحَظِيرَةِ مَهما ظَنَّ |
جَهلًا |
مَكانَهُ فِي القُصُورِ |