عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > إِذا ما صَحَا المَجنُونُ

اليمن

مشاهدة
491

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إِذا ما صَحَا المَجنُونُ

إِذا ما صَحَا المَجنُونُ.. أَو نَامَ باكِرَا
فَمَعنَاهُ أَنَّ النَّومَ ما زالَ مَاكِرَا
ومَعناهُ أَنَّ البَابَ ما زالَ واقِفًا
على البَالِ والنَّسيَانَ ما زالَ ذاكِرَا
ومَعنَاهُ أَنَّ الشِّعرَ نَادَاهُ باسمِهِ
ولا عَقلَ لِلمَجنُونِ كَي لا يُغامِرَا
ومَعناهُ أَنَّ الشَّوقَ أَلقَى كُسُورَهُ
وما أَعنَفَ المَكسُورَ إِن عادَ كاسِرَا
دَعِينِي أَقُلْ أَهلًا وسَهلًا.. وبَعدَها
سَنَلقَى لِمَا قُلنَاهُ بالأَمسِ آخِرَا
دَعِينِي أَقُلْ شُكرًا جَزيلًا فَطَالَما
حَمَلتُ الهَوى وَحدِي صَبُورًا وشَاكِرَا
دَعِينِي.. فَهذا اللَّيلُ لَو عَادَ خُطوَةً
إِلى الخَلفِ لَازدَادَت دُرُوبي مَخَاطِرَا
وضُمِّي برِيشِ العَينِ رُوحًا كَأَنَّها
تَرَى الآنَ نَبضَ المَاءِ بَثًّا مُبَاشِرَا
ولا تَملَئِي كَفَّيَّ إِلَّا بِضَمَّةٍ
إِذا لامَسَت صَدرِي تَحَوَّلتُ طائِرَا
ولا تَقرئِي عَينَيَّ دُونَ ابتِسَامَةٍ
فَإِني على الأَحزَانِ ما عُدتُ قادِرَا
أَلَمْ تَستَطِيعِي بَعدُ إِدرَاكَ قِصَّتِي
مَعَ الحُزنِ؟! ما أَقسَى الحَبيبَ المُكَابرَا!
أَلَمْ تَلمَحِي يَومًا على السَّطرِ دَمعَةً
تُنَاجيكِ! أَو جُرحًا على الحَرفِ غائِرَا!
أَبِالعَقلِ يَرضَى القَلبُ إِن كانَ عاشِقًا
إِذا صَارَ حتى العَقلُ بالعَقلِ كافِرَا؟!
أَنا الآنَ مَصلُوبٌ أَمَامِي كَدَمعَةٍ
تَحَاشَت حَيَاءً مِنكِ أَن لا تُبَادِرَا
فَلَا تَأذَنِي لِلدَّمعِ تَفرِيقَ بَينِنَا
فَقَد يَخرُجُ المُشتَاقُ بالدَّمعِ ثائِرَا
دَعِي كُلَّ ما قُلنَاهُ بالأَمسِ جانِبًا
لَعَلِّي أَقُولُ الآنَ شَيئًا مُغايِرَا
تَعَلَّمتُ مِن عَينَيكِ إِنكَارَ ما مَضَى
وإِنكارَ ما يَمضِي ولَو كانَ حاضِرَا
تَعَلَّمتُ إِيهَامِي وإِغرَاءَ غُربَتِي
بمَا لَم يَدُر يَومًا وما كانَ دائِرَا
تَعَلَّمتُ تَكذِيبي وتَصدِيقَ كِذبَتِي
وتَكذِيبَ تَكذِيبي.. وكَم كُنتُ ماهِرَا!
وأَدرَكتُ بَعدَ العَامِ والعَامِ أَنَّنِي
تَسَاقَطتُ مَعصُوبَ الجَنَاحَينِ خائِرَا
وأَنَّ التي في القَلبِ لَيسَت قَصِيدَةً
وإِنْ قَلَّبَت كَفًّا وشَدَّت ضَفائِرَا
وأَنَّ الجُفُونَ الخُضرَ لَيسَت مَحَابرًا
أُعَزِّي بها فَقدِي ولَيسَت دَفَاتِرَا
إِذا صَارَتِ الشَّكوَى لِذِي العَقلِ سِلعَةً
فَلَا بَيعَ لِلمَجنُونِ فيها ولا شِرَا
وإِن كانَ طُولُ الهَجرِ حَظِّي مِن الهَوَى
فَهَل يُفقَدُ الإِنسَانُ إِلَّا مُهَاجِرَا!
أَلَمْ تَقرَئِينِي بَعدُ يا مَن تَقَاسَمَت
حُرُوفِي وأَلقَت بي على السَّطِر شَاغِرَا؟!
تَرَكتِ الذي يَهوَاكِ لا شَيءَ عِندَهُ
سِوَى الشِّعرِ ظَمآنَ العَنَاقِيدِ عاصِرَا
لَهُ مُهجَةٌ لَو لَم يَعِدْهَا بزَورَةٍ
لِعَينَيكِ.. لَم تَترُك لِعَينَيكِ زائِرَا
ولَو لا سُؤَالٌ عَنكِ يَجتَاحُ صَمتَهُ
لَمَا لاحَ بَينَ النَّاسِ إِلَّا خَوَاطِرَا
إِذا لَم يَعُد شَوقِي لِلُقيَاكِ طاوِيًا
جرَاحَاتِ أَشعارِي.. فَمَا زِلتُ ناشِرَا
وما زِلتُ مَجنُونَ المَجَانِينِ باطِنًا
وإِن كُنتُ مَجنُونَ المُحِبّينَ ظاهِرَا
تُرِيدِينَ مِن مِثلِي التَّعَقُّلَ؟!!!! لَيتَنِي
فَلَو كُنتُ ذَا عَقلٍ.. لَمَا كُنتُ شَاعِرَا
يحيى الحمادي
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الأربعاء 2016/11/16 04:01:39 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com