يا أهْلَ هَذِي المَآوِي .. مَنْ يُؤَاوِينِي؟! | |
|
| حَوَافِرُ اللَّيلِ فَوْقِي كَالسَّكَاكِينِ |
|
وأنْجُمُ اللّيلَةِ الحَدْبَا حَصَىً ودَمٌ | |
|
| يسَّاكَبَانِ كَقُطعَانِ البَرَاكِينِ |
|
والرِّيحُ تَعْوِي وتَسْتَعْوِي الفِجَاجَ كَمَا | |
|
| يَلُوذُ أنصَافُ مَوْتَى بالمَدَافِينِ |
|
أنَا الغَرِيبُ .. ومِن أهلِ الدِّيارِ فَهَلْ | |
|
| هُنَاكَ أو هَاهُنَا بَابٌ يُوَاسِينِي |
|
هذي البيوتُ إزَائِي قَعْرُ مَقبَرَةٍ | |
|
| نَادَيْتُهَا .. أغْلَقَت أبوَابَهَا دُونِي |
|
أَكُلُّ حَيٍّ أُوَافِيهِ سَيَلْفِظُنِي | |
|
| أَكُلُّ قَفْرٍ إلى قَفْرَينِ يَنفِينِي |
|
الآنَ مِن ريشِ تَطْوَافِي أُصِيخُ إلى | |
|
| مَدِينةٍ مِن مَدَى صَوْتِي تُنَادِينِي |
|
أؤمُّهَا .. أَغْتَذِي وَعْدَاً وأمْنِيَةً | |
|
| أظْمَا إلَى أنْ أشُقَّ الصَّخْرَةَ اْسْقِينِي |
|
هَل ذَاكَ صَوْتِي بسَمعِي؟ مَن وَعَاهُ كَمَا | |
|
| وَعَيْتُهُ؟ وهوَ مِن قَلبي يُنَاجينِي |
|
يَا عَمُّ هَل ذلِكَ الآتِي لِذَاك صَدَىً؟ | |
|
| مَاذا يُذَكِّرُنِي مِنِّي ويُنْسِينِي؟ |
|
قَلبي يُعَاكِسُ قَلْبي .. مَن أنَا؟ ولِمَن؟ | |
|
| و أيُّ بَعْضِي على بَعضِي يُقَوِّينِي؟ |
|
تَقُولُ صَوْتُكَ ها اسْمَعْ: مَن يَدُلُّ إلَى | |
|
| رُكْنٍ يُغطّيكَ بي .. عَنِّي يُغَطِّينِي |
|
مِن التَّسَكُّعِ آوَتْنَا مَوَاجعُنَا | |
|
| يا لَيلُ مَن ذا يُؤَاوِي ريحَ تَشْرينِي |
|
أُطِلُّ أدْعُوهُ جَهراً لاأراهُ .. أرَى | |
|
| دَمِي أمَامِي كَقِندِيلٍ يُحَيِّينِي |
|
يَقومُ يَقرَأُنِي مِن كُلِّ جَارحَةٍ | |
|
| تُثنِيهِ قُنْبُلَةٍ .. هَيهَاتَ تُثنِينِي |
|
فَنَلْتَقِي قَامَةً أقوَى يُحَوِّطُنَا | |
|
| تَلٌّ يُفَدِّيكَ أقْمَارٌ تُعَلِّينِي |
|
وهذهِ طَلْقَةٌ أخرَى .. سَأسْألُهَا | |
|
| مَا سِرُّ مُطْلِقِهَا؟ مِن أينَ يَرْمِينِي؟! |
|
هَل التي سَبقَتْهَا جَرَّحَتْكَ كَمَا | |
|
| نقّتْ دَمِي مِن فسادِ المَاءِ والطِّينِ؟ |
|
لِذَا تَدَلَّيْتَ عُنْقُودَينِ مِن أَلَقٍ | |
|
| قُرْبيْ .. فَأمْسَيتَ بُستَانَ البَسَاتِينِ |
|
وهَل سَتَدْعُو الذي يَجْتَثُّنَا لَبِقَاً | |
|
| صَفَّى قَوَامِي وعَزّانِي لِيُحْيِينِي؟ |
|
مِن آخِر التِّسْعِ والتِّسْعِين أرْجَعَنِي | |
|
| فِي لَحظَتَينِ إلى خَمْسِي وعِشرِينِي |
|
كَمْ سِنُّ ذاكَ المُنَادِي يا حُسَيْنُ؟ لَهُ | |
|
| صَبْرُ النَّبيِّينَ أوْهَامُ المَجَانِينِ |
|
فِي الأرضِ يَضربُ عَن أرضٍ بلا أحَدٍ | |
|
| بلا سَمَاءٍ يُنَادِيهَا: أظِلِّينِي |
|
هَل عَادَ يَومَاً إلينا؟ مِن هُنَاكَ دَعَا | |
|
| فَتَىً تَمَرَّسَ بالدُّنيا وبالدِّينِ |
|
أهلاً ورَحْبَاً هُنا بَيْتِي .. تُشَرِّفُهُ | |
|
| اللَّيلُ يَحْدُوكَ يَا مُرْعِي ويَحْدُونِي |
|
هَل تَسْتَحِبُّ بلا خَوْفٍ تُرَافِقُنِي | |
|
| عِشرينَ مِتراً إلى أقصَى المَيادِينِ؟ |
|
مَتَى ابْتَدَأنا طَريقَاً لا نُتَمِّمُهُ | |
|
| هَل نَقبَل النَّقْصَ ياأدْرَى المَيَامِينِ؟ |
|
هَل خِلْتَ بَيْتَ عُلايا شِبهَ مُلْتَجَىءٍ؟ | |
|
| يُقالُ يَبْدُو فَقَيراً وهو قَارُونِي؟ |
|
أدْهَى السّياسَاتِ مِن مَجلُوب سُوقَتِهِ | |
|
| قَالوا تُبَاعُ وتُشْرَى فِي الدّكَاكِينِ |
|
أريدُ رَطلاً ونِصفَاً مِن بضَاعَتِهِ | |
|
| هَل سُوقُهُ غَيرُ مُختَلِّ المَوَازينِ؟ |
|
أمَّا لُحَاهُ وأيْدِيهِ مُهَرَّبَةٌ | |
|
| مِن عَرْفَجِ الوِتْرِ مِن أشواكِ يَبْرِينِ |
|
هَل كُنتَ حِينَ دَخَلْتَ البَابَ مُحْتَرِسَاً؟ | |
|
| أخَذْتُ خَوْفِي .. فَهَل أبتَاعُ تَأمِينِي؟ |
|
دَخَلْتُهُ .. لا نَأَى عَنِّي مَدَى قَدَمٍ | |
|
| و لا دَنَا إصْبَعَاً مِنِّي يُلاقِينِي |
|
سَمِعْتُ نَافِذَةً قَالَت لِجَارَتِهَا | |
|
| عَلَيهِ سِيْمَاجَكَرْتَا وهو سَيْئُونِي |
|
وقالَ رُكْنٌ لِثَانٍ: ذَاكَ مِن حَرَضٍ | |
|
| تَظُنُّهُ مَغْرِبيَّاً وهوَ دَمُّونِي |
|
وقالَ لِي سَائِحٌ: هَل مَرَّ مِثلَهُمَا | |
|
| غَانٍ وغَانِية شَتَّى الأفَانِينٍ؟ |
|
رَأيْتُهُ غَاب َفِيهَا مِثلَمَا غَرَبَت | |
|
| فِيهِ وغِبْتُ بنَعْلِي مَن يُوَارِينِي |
|
لِمْ لا تُهَنِّيهِمَا فِي فَجْرِ حُبِّهِمَا؟ | |
|
| قُل: لَيْتَهَا لِي وألقَى مَن يُهَنِّينِي |
|
ومَرَّ كَهْلٌ فَأَوْمَى: هَل سَتَمْنَحُنِي | |
|
| قِرْشَيْنِ أرْبَعَةً؟ خُذْ نِصْفَ تَمْوِينِي |
|
نَاوَلْتُهُ صُرَّةً فَارْتَدَّ يُخْبِرُهُم | |
|
| هَذا خَطِيرٌ ويَمْشِي كَالمَسَاكِينِ |
|
فِي كَفِّهِ صَفْحَةٌ تَحْبُو الحُرُوفُ بهَا | |
|
| حَبْوَ الصَّبيَّاتِ فِي بَدْءِ التمَارين |
|
ودَسَّهَا مُبْدِيَاً أخرَى يُعَبِّؤهَا | |
|
| مِيْمَاً وحَاءً ويَاءً كَاْبْنِ خَلْدُونِ |
|
وقَالَتِ الحُلْوَةُ الحُبْلَى لِكَاهِنَةٍ | |
|
| قَتْلِي أَوَانُ إيَابي جدُّ مَضمُونِ |
|
غِيْبِي ثَمَانِينَ يَومَاً لَسْتِ قَاصِرَةً | |
|
| سَتَطلقِين وَلِيداً غَيرَ مَقْرُونِ |
|
ولا يُقَاسُ بهذا أو بذاكَ وقَد | |
|
| يُظنُّ عنوَان آتٍ غَيرِ مَظنُونِ |
|
وبَعدَ أنْ تَضَعِيهِ تَرْجِعِينَ لَهُم | |
|
| حَدِيقَةً مَا عَلَيْهَا لَمْس مَفتُونِ |
|
تُضَاحِكِينَ بوَجْهٍ غَيرِ مُنْكَشِفٍ | |
|
| تُخَاصِرينَ ببَطنٍ غَيرِ مَبْطُونِ |
|
بُولِيسُ بَيْتِ عُلَيْبَا كَالجُذُوعِ وإن | |
|
| طَالَت لُحَاهُم ودَبُّوا كَالعَرَاجينِ |
|
قَالُوا لِمَن مَرَّ بَعدِي: عُدْ لِتُحْضِرَهَا | |
|
| و اسْتَعْجِلَنْهَا بلا عُنْفٍ .. بلا لِينِ |
|
واسْتَجْوَبُوا رَيْطَةً كَمْ مِن يَدِي قَبَضَت؟ | |
|
| : خَمْسِينَ وابْتَاعَ كِيلُوْهَيْنِ مِن تِينِي |
|
لَوْ قُلْتُ لا قَالَ: مَا فِي السُّوقِ مَضْيَفَةٌ | |
|
| قَامُوسُهُ خُذْ وسَلِّمْ غَير مَمْنُونِ |
|
لاقَيْتِهِ مِثلُ سَكْرَى وانْتَشَى فَرَحَاً؟ | |
|
| لأنَّهُ عَن أبي مِن بَعدِ تَسْنِينِي |
|
هَاتِي دَرَاهِمَهُ خُذْهَا فَمَا بيَدِي | |
|
| إلاَّ يَدِي وهيَ إنْ مَدَّيْتَ تَكْفِينِي |
|
فَأطْرَقُوا .. مَا دَرَوْا مَاذَا أحَاقَ بهِم | |
|
| أُمُّ الشجَاعَةُ أنْثَى يَا ابْنَ مَضْعُونِ |
|
قَالَت: أَلَاحَ لَكُم وَجهُ الحِسَاب فَلا | |
|
| تُجَرِّبُونَا بأخرَى لعبَةَ الهُوْنِ |
|
أنا كَغَيري وأنتُم مِثل غيرِكُمُ | |
|
| تُزَيِّنُونَ عَلَيْكُم غَيرَ مَزْيُونِ |
|
مَن بَاتَ زَوْجَ ثَلاثٍ فَوْقَ أمِّ رَشَا؟ | |
|
| مَنِ التي أرْكَبَتْهُ مَتْنَ صَالُونِ؟ |
|
مَن مِنْكُمُ قَالَ: أعْلَتْهُ كَفَاءَتُهُ؟ | |
|
| مَن قالَ: وَجهِي بنَعْلِ الحَظِّ عُرْبُونِي؟ |
|
مَن قَالَ: قَتْلُ رئِيسِ الأمْسِ رَفَّعَنِي | |
|
| مِن سَجْنِ عَامٍ إلَى حُكْمِ المَسَاجينِ؟ |
|
هَذا الأفَنْدِي رَقَى .. أمْسَى الرَّقِيبَ عَلَى | |
|
| دَخْلِ المَوَانِي ومَخْرُوجِ المَخَازِينِ |
|
كَمْ عُمْرُهُ؟ مَا وَشَى بَابٌ بمَوْلِدِهِ | |
|
| و لا نَوَافِذُهُ بَاحَت بمَكنُونِ |
|
أنتَ ابْنُ مَنْ يَا فَتَى؟ قَالَ: ابْنُ عَاصِفَةٍ | |
|
| هُنَا رَمَتنِي وقَصَّت ريشَ تَبْيينِي |
|
واسْتَدْرَكَت فَأرَتْنِي بَيتَ والِدَتِي | |
|
| قَصَدْتُهُ قَالَ: وَدِّعْ غَيرُ مَحْزُونِ |
|
واسْتَفْسَرَت خَاتِنَ الحَيَّيْنِ جَارَتُهُ | |
|
| فَقَال: كَانَ أبُوهُ غَيرَ مَخْتُونِ |
|
ومَا اْسْمُهُ؟ قَالَ: مَا تَدْرِيهِ مَدْرَسَةٌ | |
|
| فَاسْتَنْبَأَتْ أَنَّهُ تِلميذُ لاتِينِي |
|
وغَابَ عَشرَ سِنِينٍ مَا أفَادَ سِوَى | |
|
| مَسْحَ النِّعَالِ وإهْدَاءَ الفَسَاتِينِ |
|
نَأى عَنِ الحَيِّ أمْيَالاً لأنَّ لَهُ | |
|
| خَالٌ يُنَادِيهِ: مَلْعُونُ ابْنَ مَلُعُونِ |
|
نَمَا إلى الشَّيْخِ أَنِّي شَاعِرٌ .. فَدَعَا | |
|
| أمَانةَ الحِفظِ تُعْطِيهِ دَوَاوِينِي |
|
وقَالَ مَن ظَنَّنِي: هَل هَاتَفَتْكَ مُنَى؟ | |
|
| : مَنَّتْ كَثِيرَاً وأرْجُو أنْ تُمَنِّينِي |
|
وقالَ لِي صَحَفِيٌّ: هَل نَزِفُّ إلَى | |
|
| شَيخِ المَعَالِي أتَمَّ الخُرَّدِ العِينِ |
|
وأمَّنَت زَوْجَةُ المِذيَاع ضَاحِكَةً | |
|
| و قَالَ مَن قَالَ: لَوْ قَصَّرْتُ يُقصِينِي |
|
فَقُلْتُ: يَأْبَى هِجَائِي أنْ يَسِفَّ إلى | |
|
| عِمَامَةٍ تَحتَهَا الشَّيخُ ابن شَعْنُونِ |
|
إليَّ أهْدَى قَمِيصَاً لُبْسَ أرْبَعَةٍ | |
|
| لِكَي أرَى كَيفَ لَمْ يَبْخَل بتَكْفِينِي |
|
يا شَيخُ شَارَكْتُ عِزْرَائيلَ شَمْلَتَهُ | |
|
| تِسعِينَ شَهرَاً أُصَافِيهِ .. يُصَافِينِي |
|
قَالَ الفَتَى أيْنَعَتْ عِشرُونَ مِن عُمُرِي | |
|
| هُنَا ومَا لاحَ لِي مَا أنتَ تُنْبِينِي |
|
أنظُرْ إلى ذَلِكَ الدُّكَان .. لَيسَ بهِ | |
|
| شَيءٌ؟ بإبْطَيْهِ أصنَاف الأقَانِينِ |
|
نَعَم رَأيتُ قَفَاهُ عُنْقَ وَاحِدَةٍ | |
|
| أمَا لَدَيهِ سِوَى خَمِرٍ وأفيُونِ؟ |
|
تِجَارَةُ المَوت والتَّمْوِيتِ رَائِجَةٌ | |
|
| و النَّاسُ مَا بَينَ غَبَّانٍ ومَغبُونِ |
|
هَل نَرْتَقِي التَّلَّ عُزْلاً؟ مَا أرَدْتَ مَعِي | |
|
| هَمٌّ عَنِ التَّلِّ والوَادِي يُعَنّينِي |
|
سِرْ بي إلى شَارِعِ المَأمُونِ: أيّهُمُ؟ | |
|
| هُم سِتَّةٌ لَيسَ فِيهِم أيُّ مَأمُونِ |
|
ألا تَرَى لَمَعَانَ الدَّارِ نَقصُدُهَا | |
|
| فَرْدَاً وأحْمِيكَ عَن بُعْدٍ وتَحْمِينِي |
|
رَمَى إلى الدَّارِ عَينَيهِ وقَالَ هُنَا | |
|
| حِصنٌ مَنِيعٌ ومَحْفُوفٌ بتَحْصِينِ |
|
لاحَظْتُ أشبَاحَ جنٍّ حَوْلَ حَائِطِهِ | |
|
| و أعْيُنَاً مِن ثُقُوبِ السُّورِ تَشْوِينِي |
|
لِمْ لا تُبَادِئهُ بالتَّسلِيمِ؟ أمْنَحُهُ | |
|
| مَن لاحَ أبدِي لهَ عُرْفِي وقَانُونِي |
|
هَل ذَاكَ بَابٌ .. وأعْلَنْتُ السَّلامَ فَمَا | |
|
| رَدّ الخَفِيرُ .. بلا دَاعٍ يُعَادِينِي |
|
وشَبَّ صَفَّارَةَ التَّنْبيهِ فَاخْتَنَقَت | |
|
| و رَاحَ يَنْشُرُنِي حَدْسَاً ويَطْوِينِي |
|
فَأطلَقَ الحَارسُ النَّعْسَان وَاحِدَةً | |
|
| مَعْهُودةً عِندَ خُدَّامِ السَّلاطِينِ |
|
واحْتَثَّتِ الطَّلَقَاتُ الخَمْسُ أربَعَةً | |
|
| تَنَاهَشُوهُ كَأنيَاب الشَّيَاطِينِ |
|
كانَت تَصِرُّ المُدَى العَطْشَى بأَعْظُمِهِ | |
|
| كَمَا يُوَسْوِسُ قَصرٌ غَيرُ مَسْكُونِ |
|
وكَانَ يَنْظُرُ فِي بيضِ الحَصَى دَمَهُ | |
|
| شِعْرَينِ مَا بَينَ مَنْثُورٍ ومَوْزُونِ |
|
وأصْبَحَ السَّيِّدُ المَأمُونُ مُنْقَسِمَاً | |
|
| بَينَ القَتِيلِ وبَينَ السِّينِ والسِّينِ |
|
مَاذَا أقُولُ؟ إذا قَالُوا: أُرِيقَ دَمٌ | |
|
| لَيْلاً عَلَى سَاحَتِي فِي عَامِ تَعْيينِي |
|
اعلن يسك يا يَريمِي أنتَ يَا ابْنَ أبِي | |
|
| سُدَّ النَّوَافِذَ هَامِسْهَا: أعِينِينِي |
|
هَاتُوا القَتِيلَ كَمَا وَافَى بعِمَّتِهِ | |
|
| لا تَتْرُكُوا حُمْرَةً لا وَهْمَ تَدْخِينِ |
|
هَذي حَقِيبَتُهُ مَشحُونةٌ كُتُبَاً | |
|
| عُجمَ المَعَانِي فَصِيحَاتِ العَنَاوِينِ |
|
عَرَفْتُهُ قَبلَ فَتْحِ السّنْدِ كَانَ فَتَىً | |
|
| و اليَومَ كَالكَهْلِ مِن شُمّ العَرَانِينِ |
|
وما ادَّعَى يَاسِريَّاً لا مِنِ اْبْنِ سَبَا | |
|
| و اليَوْمَ لا هِتْلَرِيَّاً لا سْتَالِينِي |
|
يا سَعْدُ خُذْهُ عَلَى سَيَّارةِ ابْنِ أخِي | |
|
| إلى مَمَرِّ ابنِ آوَى والسَّرَاحِينِ |
|
مَرَّ الضُّحَى فَرَآهُ جُثّةً .. فَبَكَى | |
|
| و خِلْتُهُ قَالَ صَمْتَاً مَن يُرَثّينِي |
|
ولمَّ أشْتَاتَهُ المُلْقَاة مُنْحَنِيَاً | |
|
| لَعَلَّ تَحْتَ الحَصَى خَفْقَاً سَيُغْنِينِي |
|
مَنْ ذَا يُنَقِّرُ أضْلاعِي وجُمْجُمَتِي؟ | |
|
| هذي المَسَامِيرُ أُخْرَى عَكْس تَكوِينِي |
|
رَفْرِفْ قَلِيلاً وطِرْ فَوْرَاً إلَى كَتِفِي | |
|
| : أشرَقتُ مِن دَاخِلِي فَاهْتَاجَ تَكوينِي |
|
هَلْ فِي عِظامِكَ ضِدَّ المَوْتِ ..أمْ بيَدِي | |
|
| لَوْ كَانَ بي كَانَ أدْنَى مَن يُوَاتِينِي |
|
لأنَّنِي زَمَنٌ قَبلَ الأُنَاسِ ومَا | |
|
| يَدْرُونَ كُنْهِي فَمَن ذَا سَوْفَ يُدْرِينِي؟ |
|
مَن أنَّثَ الجُمْعَةَ الأولَى مَضَى وأتَى | |
|
| يُذَكِّرُ السَّبْتَ .. مَن ذَا اخْتَارَ تَزْمِينِي؟ |
|
واسْتَنَّ عِيدَاً وأسْمَاءً هُنَا وهُنَا | |
|
| تَوَطَّنُوا وأدَارَ الأفْقُ تَوْطِينِي |
|
مَن أقْلَمُوهُ ومَن أعْطَوْهُ تَسْمِيَةً | |
|
| كَالنَّاسِ هَذَا شَآمِي ٌ وذَا كِيْنِي |
|
مَاذَا أُخَبِّرُ عَن رِيشِي وعَن فَلَكِي؟ | |
|
| مَن ذَا يُمَيِّزُ لَوْنِي مِن تَلاوِينِي |
|
الآنَ تَمْضِي كَشحرُورٍ عَلَى فَنَنٍ | |
|
| و سَوْفَ تَمْتَدُّ مِن حِينٍ إلى حِينِ |
|
حَتَّى اْسْتَوَت قَبل نِصفِ اللَّيْلِ قَامَتُهُ | |
|
| أشَارَ أوَّلُ نَجْمٍ مَن يُسَمِّينِي؟ |
|
وأسْرَعَ الثَّوْرُ والمِيزَانُ فَاخْتَلَفَا | |
|
| إذْ قَالَ: هَذا شبيراً ذَاكَ ذَا النُّونِ |
|
وحَنَّتِ الرِّيحُ باسْمِي كُلَّ رَابيَةٍ | |
|
| و كُلُّ بَيْتٍ إلى بَيْتَيْنِ يَرْوِينِي |
|
تَشُمُّ فِي قَهْوَةِ المَقْهَى شَذَى خَبَرِي | |
|
| فِي أغْصُنِ القَاتِ يَحْلُو ذَوْقُ تَغْصِينِي |
|
فِي كُلِّ جَمْعٍ أطَالُوا قِصَّتِي وإلَى | |
|
| ألحَانِ قَلْبِي أضَافُوا غَيرَ تَلْحِينِي |
|
وسَمّنُوا قِصَّتِي هَذا يُضِيفُ لِذَا | |
|
| فَعَدَّدُوا واحِدِي مِن بَعْدِ تَسْمِينِي |
|
وقَدَّرَتْ نُسْوَةُ الحَارَاتِ مُرْتَحَلِي | |
|
| يَغْدُو بصَنْعَاءَ يُمْسِي آخِرَ الصِّينِ |
|
مِنَ الحُدَيْدَة يَمْضِي لَحْظَتَيْنِ إلَى | |
|
| رُوْمَا وفِيهَا يَرَى دُوْرَ البَرَدُّوْنِي |
|
وقُلْتُ نَادَى شُبَاطَاً مَرَّتَيْنِ أتَى | |
|
| طَوْعَاً وأرْكَبَهُ أكْتَافَ كَانُونِ |
|
قَالَت سُمَيَّةُ: مَاأغبَى مَنَازِلَنَا | |
|
| رَدَّتْ غَريبَاً يُحَيِّي بالرَّيَاحِينِ |
|
فَهَل دَرَتْ مَن أضَاعَت أمْس حَارَتُنَا | |
|
| حَفِيد فَاطِمَةَ الزَّهْرَا ومَيْسُونِ |
|
وخَال هِندٍ ورَاعِي خَيْل آمِنَةٍ | |
|
| و كانَ مِفتَاحُ مُوسَى عِندَ هَارُونِ |
|
وقِيلَ أوْلاهُ نُوحٌ فُلْكَهُ فَرَقَى | |
|
| عَن عَارِضِ الأرضِ أنْجَى نِصْفَ مَليُونِ |
|
أينَ اخْتَفَى بَعْدَ نُوحٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ: | |
|
| أعَرْتُهُ بَعدَ نُوحٍ بَعضَ مَاعُونِي |
|
فِي كِسْرَوَانَ اخْتَفَى عَن كُلِّ طَائِفَةٍ | |
|
| و ما ارْتَدَى جَعْفَراً أو وَجهَ مَارُونِي |
|
وذَاتَ يَوْمٍ دَعَانِي وانطَوَى بيَدِي | |
|
| وُرَيْقَةً ويَرَاعَاً نِصفَ مَسْنُونِ |
|
وقالَ: قُولِي لِمَن مَرُّوا ومَن قَطَنُوا | |
|
| لَكُم ولِلطَّيْرِ أعنَابي وزَيْتُونِي |
|
ومَرَّ عَنِّي كَمَا وَافَى مُفَاجَأةً | |
|
| لَكنْ إلَى أين؟ أعْيَى الرِّيحَ تَخْمِينِي |
|
ومَرَّ سِفْرٌ أَجَابُوا طَالِبيْنَ أبَاً | |
|
| جَوّابَةً بَينَ شَطَّيْهِ ك جيحُونِ |
|
كَالخِضْرِ حِيْنَاً وأحْيَانَاً يُرَى شَجَرَاً | |
|
| و تَارَةً فَوْقَ طَيْرٍ غَيرِ مَيْمُونِ |
|
سِفَرْجَلِيُّ الخُطَى بُنْيَانُ قَامَتِهِ | |
|
| مِن أضْلُعِ الرِّيحِ .. مِن ألوَاحِ بَيْنُونِ |
|
يَدْعُوهُ مَسْرَى الثَّوانِي كُلّ أُمْسِيَةٍ | |
|
| إسْكَنْدَرَ الفَتْحِ لَكِنْ غَير مَقْدُونِي |
|