يا عَذابِي؛ وَيا قَلبًا قَضَى نَزعا | |
|
| مَزَّقَتنِي هُمُومٌ أَنشَبَتْ رَوعا |
|
بَينَ شَكٍّ وَخَوفٍ مَفرِقِي لَيلَى | |
|
| مُنذَرٌ ضَربَةً تَجتَاحُهُ صَدعا |
|
زَلَّ عَن مَوضِعِ الِإدراكِ إِدراكِي | |
|
| وَاكتَفَتْ مُهجَتِي مِن نَصلَةٍ جَدعا |
|
لا إِلَى فُسحَةِ الآفاقِ فِي حُلمٍ | |
|
| حَلَّقَتْ فِكرَتِي لا أَوقَدَتْ شَمعا |
|
مَن لَهُ مِثلُ حَظِّي باتَ مِن قَهرٍ | |
|
| فِي حُبُورِ الهَوَى نَوَّاحَةً يُنعَى |
|
عاصِفَاتٌ دُمُوعِي؛ لَيسَ لِي ذَنبٌ | |
|
| ذَنبُها مُقلَتِي كَم أَدمَنَتْ دَمعا |
|
مُثقَلاتٌ قَوافِي البَوحِ فِي صَوتِي | |
|
| لا صَدَىً قَد تَهادَى لَحنُهُ رَجعا |
|
قَبلَها الدَّهرُ أَضنَاني؛ أَيا شِعرِي | |
|
| كَم بِلا وُجهَةٍ أَمشِي! وَكَم أَسعَى! |
|
ثُمَّ مِن بَعدِها صارَت أَفانِينِي | |
|
| جَنَّةً مِن زُهُورٍ تَنثَني ضَوعا |
|
فَانثَنَى خاطِرِي يَشتاقُ لَمسًا مِن | |
|
| كَفِّها لَذَّةً مِن حَرِّها لَذعا |
|
أَشتَهِي وَصلَها نَضَّاحَةً خَمرًا | |
|
| مُزَّةً أَستَقِي مِن رِيقِها جَرعا |
|
كَم لَهَا خافِقِي يَنقادُ مُلتاعًا | |
|
| يَرتَمِي فِي يَدِيها راكِعًا رَكعا |
|
خامَرَتنِي بِطَيفٍ نافِثٍ سِحرًا | |
|
| وَاستَوتْ فَوقَ صَدرِي مُذ حَبَتْ تَسعى |
|
فِي حَنايا عِطافٍ مِن ثَناياهَا | |
|
| جَمَّعَتْ مَا تَشَظَّى مِن فَمِي جَمعا |
|
ظَبيَةٌ؛ لَو عَدَتْ تَختَالُ فِي مَكرٍ | |
|
| هَزَّعَتنِي بِخَطوٍ خافِرٍ هَزعا |
|
لَو عَلَى مَتنِ عِشقِي مَرَّرَتْ كَفًّا | |
|
| نَخَّعَتْ مَا بِهِ مِن قُوَّةٍ نَخعا |
|
مُستَباحٌ دَمِي في بَابِ شِريانِي | |
|
| رَصَّعَتنِي بِأَسنَانِ النَّوَى رَصعا |
|
شَعرُها وَاختِزَانٌ فَوقَ راحاتِي | |
|
| لِلمُنَى فِي هَواها شَدَّنِي طَوعا |
|
جِيدُها واحَةٌ دَفَّاقَةٌ عِطرًا | |
|
| يَغتَدِي فِيهِ ثَغرِي المَيعَ وَاليُنعا |
|
خَدُّها يا بَهاءَ النُّورِ إِشعَاعٌ | |
|
| زِيدَ لَألَاؤُهُ مِن فِتنَةٍ نُصعا |
|
ثَغرُها الحُلوُ عِنَّابٌ عَلَى نَهرٍ | |
|
| كُلُّ عُشَّاقِهِ فَوقَ اللَّمَى صَرعَى |
|
رِيقُها سَلسَلٌ خَمرٌ بِأَكوَابٍ | |
|
| مِن قَوارِيرِهِ قَدْ فَجَّرَتْ نَبعا |
|
حَذَّرَتنِي إِذَا قَبَّلتُها صَفعًا | |
|
| يَا لَسَعدِي! سَأَجنِي اللَّثمَ وَالصَّفعا! |
|
بَضَّةٌ لَيتَ شِعرِي كَيفَ يُمكِنِّي | |
|
| بَوحُ ما ضِقتُ يَا شِعرِي بِهِ ذَرعا؟ |
|
قُبَّةٌ مِن نُحاسٍ راوَدَتْ ثَغرِي | |
|
| نَهدُها ثُمَّ تُخفِي أَمرَها خَدعا |
|
نَهنَهَ الوَجدُ آهَاتِي فَلا سُقيا | |
|
| ظامِىءٌ؛ أَقتَفِي مِن صَدرِها رَضعا |
|
مُذ رَمانِي زَمانِي مِن شَفَا جُرفٍ | |
|
| أَرتَجِي فَوقَ نَهدَيها أَنا رَفعا |
|
نَخلَةٌ سَعفُ رُوحِي كَمْ تَمَنَّاهَا | |
|
| بَطنُها بِاهتِزَازَاتٍ بَدَتْ شَفعا |
|
خَصرُها وَيحَهُ مِنِّي فَقَد أَجَّتْ | |
|
| نَارُ كَفِّي فَلَن تَقوَى لَهَا قَدعا |
|
ساقُها غُصنُ بَانٍ ما لَها نِدٌّ | |
|
| فارِعٌ عُودُها لَو كَشَّفَتْ فَرعا |
|
يا لَأَقدَامِهَا لَو مَرَّةً سَارَتْ | |
|
| فَوقَ نَعشِي لَأَحيَتْ مَيتَهُ سَبعا |
|
وَالذِي قَد بَرانِي فِي هَوَى ظَبيٍ | |
|
| أَشتَكِي مِنهُ لُؤمَ الوَصلِ وَالطَّبعا |
|
لَيسَ مِثلِي إِذا ما جِئتِنِي لَيلًا | |
|
| مَن بِأَشواقِهِ كَي تُسفَعِي سَفعا |
|
إِنَّنِي ذَلكَ الصَّدَّاحُ فِي عَزفِي | |
|
| لَيسَ مِن شاعِرٍ يَغتَالُنِي سَجعا |
|
أَرتَقِي فَوقَ هاماتِ مَن ظَنُّوا | |
|
| أَنَّنِي مِنكِ أَخشَى زَجرَةً رَدعا |
|
لا بِهِم عُشرُ شِعرِي؛ لا وَلا خُمسٌ | |
|
| لا وَلا الثُّلثَ قَد حازُوا؛ وَلا الرُّبعا |
|
مَن إِلى سِحرِ حَرفِي ساقَهُ ظَنٌّ | |
|
| وَ اشتَكانِي فَلا أُهدِي لَهُ سَمعا |
|
كاشِطًا حَدَّ سَمهَرٍ في مُلاقاتي | |
|
| قَدْ يَرَى ضَربَةً تَحنِي لَهُ الضِّلعا |
|
جَرِّبِينِي قُبَيلَ الهَجرِ مَولاتِي | |
|
| وَامنَعِي أُمنِياتِي إِن بَدَتْ مَذعا |
|
فَوقَ هُدبَيكِ مَسرَىً مِن خَيالاتِي | |
|
| فافسَحِي لِلذِي عَذَّبتِهِ قَمعا |
|
وَاسمَحِي لِي فَمِن عَينَيكِ مِشكاتِي | |
|
| أَنتَقِي مِنهُمَا ما زادَنِي لَمعا |
|