إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
وداعا أيها الأحباب ... ما قد مرّ يكفينا |
وما قد ضاع فليذهب ... سأنسى كل ماضينا |
سأنسى أننا حينا ... قطعنا العمر لاهينا |
وفوق موائد الأوهام بعثرنا ليالينا |
طوينا العمر لم نَشْعُرْ وكان العمر يطوينا |
دعوني أيها الأحباب أحمل عمرِي الباقي |
وأمشي فى الطريق الوعر زادي بعضُ أشواقي |
رفاقُ الحب يا أحبابُ ما عادوا كما كانوا |
فما أصغت لشدو الغادة الشقراء آذان |
ولا ضَجَّتْ لِلَهْوِ العابث الممراح أركان |
عيون ترقب اللاشيء .. تبريحٌ وكتمان |
وكأس بات يجرعهُها مع المأساة أسوان |
جدار الأعين الخرساء يحجبُ طلق آفاقي |
وصمت الحان يُفْزِعني ... يزلزل كلِّ أعماقي |
دعوني يا رفاق الأمس لا صحبٌ ولا راحُ |
ضباب كلُّ ما حولي ... وليل ثمّ ينزاح |
ويا أحباب ما عدتم .. |
ما ألفتكم السّاح |
ففي ليلاتكم للحب أغفى اليوم مصباح |
وجفَّ على روابي الشوق عودٌ منه فوّاح |
ديار الأنس هل يبقى بها أربٌ لمشتاق |
وقد فُضَّت مسامرها .. |
وغاب الكأس والساقي؟! |
لقد غاضت عيون النبع يا أحباب فانتشروا |
وفوَّحت الزهور النَّضْرُ والأوراق والثمر |
وما جدواه أن نبقى هنا فى السفح ننتظر |
وفوق التل ضاري الوحشِ .. لا يُبْقِى ولا يذر؟! |
سيلعق كل منهمر ... فماذا .. بعد ... ينحدر؟! |
سرابٌ كلُّ ما ترجون من خصب وإشراق |
ودون الشمس .. لو ترنو إلينا .. سدُّ أحداق |
إلهي في الطريق إليك ركبُ العاثر الكابي |
بكلِّ الطهر فى أعماقه يرقى إلى الباب |
ويهتف: يا إله الكون .. هل تصغي لأوَّاب |
أنا الإنسان .. من أمعنت .. في طهري وإذنابي |
لجأت إليك حين خبا بريق العالم الخابي |
لجأت إليك يا الله أحمل عمري الباقي |
وزادي في طريق الشوق .. زادي بعض أشواقى |