عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > اليمن > عبد الله البردوني > رحلة ابن شابَ قَرْنَاها

اليمن

مشاهدة
2879

إعجاب
11

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رحلة ابن شابَ قَرْنَاها

مَنْ دَعَتْني؟ تَخْشَينَ مَاذا؟ سَآتِي
لَحظةً، رَيثَمَا أَلُمُّ شَتَاتِي
وأُوَازي بَيني وبَيني وسَيْري
بين جَدوَى تَوجُّهي والتِفاتي
وأُعيدُ الذي تَركتُ ورائي
مِنْ ضُلوعي، ومِنْ صِبَى أُغنياتي
لَستَ أَنتَ الذي أَجبتَ هُتافي
لَيسَ عِندي إِلَّا أَسَى زاوياتي
رُبَّما كان نِصفُ صَوتي جريحًا
نِصفهُ كان غارقًا في سُباتي
عَلَّها ساعةُ الجدار تَشَهَّت
فَدَعتكِ اصعَدي على تَكْتَكَاتي
ويحَ قلبي نأَيتُ عنها وعنِّي
كُنتُ أَسري في الحا إِلى نحنحاتي
الثواني عن الطريق إليها
عرَّجت بي، أَفتَى الهُدى غيرُ فاتي
هل تجاوزتُ كلَّ حيٍّ، أَأَبكي
أَم أُغنِّي كي يهتدي ميقاتي؟
يا متى يا إِلى ويَا كَمْ سأُصغي
للذي لا يُقالُ أَو لا يُمَاتي
وأُشاكي قصيدةً بعدَ مَطْلٍ
أَسرَعَت كي تُميتَ عني مَمَاتي
أَصبَحَ المَوتُ يا قصيدةُ أَحنَى
مَأمَنٍ، ليتني أَطلتُ أَنَاتي
لستُ موتيَّةً، ولا الموتُ مني
الصِّبَى حرفتي، وقلبي أَدَاتي
أَمهِليني عَشيةً أَو ضُحاها
كي أُساقي الذين كانوا سُقاتي
وأُساري الذين كانوا بلادًا
لِبلادي، وأَهلُ أَهلي حُمات
كنتِ أَبْكَى مِني، تهزِّين أَشجى
هَزَّ أُمِّ السُّليكِ قلبَ الفلاتِ
أُختَ صخرٍ هل أَنت أَحنى عليهم
مِنْ حشا كَرْبلا على الفاطماتِ؟
قلتَ أَين الذين يا أَرضُ: غابُوا
في عظامي، كي يُشرقوا مِنْ فُتاتي؟
نَمَّ عنهم حرفٌ، كَحَسْوِ الخُزامَى
جَمَراتُ البُروقِ خُضرُ المآتي
ما أُسمِّيه ذلكَ الحرفُ؟ قل لي:
يا دَمَ الليلِ، يا حليبَ الغَدَاةِ؟
مَلِّسِ الشَّينَ، هل تَظنّين هذا
سِين سَوفَ، أَو أعيُن العادياتِ؟
هل تسمِّيهِ أَنتَ، سَلْ مَن يُسمِّي
أَحرُفَ الهَمسِ عنه، شتَّى الصِّفاتِ
كان في أَوَّلِ التلاقي كوعدٍ
في ضميرِ الغمائمِ الصادقاتِ
كَقَوافٍ تختارُ أَرقَى المَرَامِي
كي تَقولَ النجومُ من بيِّناتي
فابتدَى يَستشيرُ مِنْ أَين أَغنَى
قبلَ أُمسيَّتينِ بعتُ شُراتي؟
كَرْدَسَ الأُمسياتِ: هذي خيولي
يا مَتاهاتُ والهَبَا مَملكاتي
أَنتَويْ أَنزحُ المُحيطاتِ أَرمِي
أَشمخَ الرَّاسِياتِ بالرَّاسِياتِ
عجِلًا كالرياحِ أَعدُو وأَهوي
باحِثًا في تَكَسُّري عَن نَوَاتي
عن جبيني الذي هوى مِنْ قذالي
سائلًا عن يَديَّ، عن صافِناتي
هل سَأَدري لَو بعدَ سبعينَ أَصحُو
نوعَ ما هِيَّتي: هُيُولَى مَهَاتي
وتَولَّى فَصلٌ، وفَصلٌ تَبَدَّى
كادِّكارِ العشائرِ البايداتِ
راحَ يُبدي تغيُّبًا وهو قُربي
عاصِرًا هَجسَتي، عِظامَ دَوَاتي
قائلًا عنهُ مِنهُ: قالُوا يُخبِّي
أَعيُنًا كالطوالعِ الثاقباتِ
قال يَعلَى: أَفضَى سَعيدٌ إِليهِ
حَمْلُ جَدِّ الصُّخورِ شظَّى قناتي
أَشتهي ثَروةً، كذاكَ وهذا
مثلَ نِصفِ الرِّجالِ، كالغانياتِ
هل يُرَجَّى، وقبل إِيراقِ غصنٍ
فيهِ قال الطَّلاقُ: يا مُثمراتي؟
أَينَعَ الحنظلُ الذي لستُ منهُ
بَل أَنا منكَ، أَحسَنَت سيئاتي
مَنْ هنا يبتغي عن الطِّينِ طِيْبًا
غيرَ سُوقِ الجنائزِ المُغوياتِ؟
قِيل يَشتقُّ كلَّ شكلٍ شُكُولًا
يُلبِسُ النعشَ أَنضرَ الكاعباتِ
ويبيعُ القُبورَ في شكلِ مَلهَى
في حُلى صَفقةٍ كسِحْرِ البِدَاتِ
مُقلتَاهُ نِيليَّتانِ ويَبدُو
لِلضُّحى جِيدُهُ عمودًا فُراتي
واتَّفَقنا نَدعُو سعيدًا فإِمَّا
نَنثَني، أَو نَكِرُّ كالعاصفاتِ
كنتَ منَّا لكي تعودَ علينا
غير هذي، أَو هذه موبقاتي
ليس لي غيركم، إِلى مَنْ سأَعزُو
صَفَقاتِ المدافعِ الصامتاتِ
حين أَروي ذَبحَ العفاريتِ عنكم
بالموَاسِي تُمسِي البيوتُ رُواتي
قلتُ بالأَمس أَطْلَعُوا الشمسَ ليلًا
قِيل: جئتم كالأَبحُرِ الحافياتِ
فَدَعُوني أَعِشْ، وكي لا تَموتُوا
تُمطرُ الشُّهْبَ باسمِكُم وَسْوَسَاتي
فَتَراكم عُيونُ ياجوجَ أَغزى
لِمقاصِيرهم مِن الصَّاعقاتِ
فاختفى أَشهرًا ودَلَّ علينا
قادَةُ اللَّادِغاتِ والنَّاهشاتِ
فَلَبسْنا بيوتَنا، قال بَيتِي:
نَمتطي الآن أَحدثَ الحادثاتِ
يُرهِبُ الخوفَ مَن يُلاقِيهِ أَقوى
والرَّعاديدُ حَفلةُ النَّابحاتِ
ودَنَتْ جارةٌ وقالت: خُذُوني
لَستُ أَخشَى غيبيَّةَ العاقباتِ
أَين تَبغِين يا رُبَى؟ أَيَّ مَنأَى
لا تَرانِي ولا أَراها حَمَاتي
وثَنَانا الأَمَانُ قال سَيَلوي
قامةَ البَيتِ مِخنَقُ الزَّوبعاتِ
وقُبَيل الغُروبِ زارَ سعيدٌ
بيتَنا، فاحتفى بعهدِ الصِّلاتِ
فبَسَطنا له المودَّة فرشًا
وغَمَرناهُ بالمُنى الوارفاتِ
قال: ماذا استَجدَّ قبلَ ثَوانٍ؟
حَركاتٌ رَعديَّةُ القَعْقَعَاتِ
ولَوَى جيدَهُ فشامَ كتابًا
مُطمئنًّا، عنوانهُ فلسفاتي
قال: أَضحَى ذلك الفتى فيلسوفًا
كان تِرْبي يُصغي إِلى دندناتي
ويَرَاني بَعدَ انفِصالي بعيدًا
عن مَدَى العَينِ في مَدَى الذكرياتِ
قلتُ يا زَينُ ما أَقَمتَ فروقًا
بين أَعدَى العِدى وأَهلِ المِقَاتِ
لا تُخَاصِم، فَلْسِفْ ضَميرَ المُعادِي
لا بقَلبي، ولا بحِبري، عِدَاتي
قلتُ أَعدَى عِداةِ أَهلِ المَعالي
مِنْ شُراةِ المدايحِ النَّافخاتِ
قال ذاكَ الزعيمُ عنكَ: لماذا
لا يُحنِّي القصيدَ مِنْ مكرُماتي؟
قال أَغبى إِنْ ردَّ أَطماعَ نفسي
مِنْ سناهُ، لِمْ لا يَردّ هِبَاتي
قلتَ: ردُّ الهِباتِ لُؤمٌ وأَخزَى
منهُ جَدوَى الأَنامِلِ الذَّابحَاتِ
مَنْ رآني قبَّلتُ كفًّا خَضِيبًا
مِنْ دمِ الشعبِ، أَكرم الأُضحياتِ
غابَ عَنَّا في كَهفِ ماضيهِ حينًا
وطَفَا مِن ضُلُوعهِ الحاقداتِ
كان عبدُالرَّحيم يُملي كتابًا
جَيّدًا مِن أَحَاسِنِ الترجماتِ
كان يحسُو الحروفَ كأسًا فكأسًا
هازجًا كالحَمائمِ السَّاجعاتِ
قال: يُدمِي نُبوغ هذا سُقوطي
مِن تَغَنِّيه تغتلي رأرآتي
وإِلى السَّقفِ والمَمَرَّاتِ أَلقَى
تَمتَماتٍ مَسمومةَ الذبذباتِ
سائلًا كُلَّ طُوبةٍ: كيف أَخلُو
بالثرى والسَّمَا وأَجتازُ ذاتي
وأُصَافِي في وَحدَتي أَصدقاءً
أَنبياءَ القلوبِ، زُهرَ السِّمَاتِ
وانتَحَى يَستعيرُ صَوتَ سِواهُ
مُستَسِرًّا عني وعن قارئاتي
ودَعَا صاحبي تَعالَ سَتَنجُو
قال أَخشَى ما بتُّ أَخشَى نَجَاتي
اِنصرفْ راشدًا، وفي الباب أَفضَى:
الدكاكينُ والكُوى من جُفاتي
وأَتَى بَعدَ لَيلَتَين ويَومٍ
دارَ بالدَّارِ مِن جَميعِ الجهاتِ
قال هِرٌّ: منَّا إِلينا تُوافي!
حَوَماني بالصَّحْبِ مِن تسلياتي
ومَشَى يَزدريهِ كُلُّ طريقٍ
إِذ يُحاكي تَخَلُّعَ الماجناتِ
يَدخلُ الباصَ كي يشدَّ إِليهِ
أَعينَ الراكبينَ والراكباتِ
قيل هذا دِرعُ الأَمير يُرابي
بالمُنى، بالمَنَاصِبِ العَالِياتِ
قلتُ: هذا اشتراهُ منهُ عليهِ
قال ثانٍ: أَضنى يديه انفِلاتي
قال شيخٌ: كلبٌ رقى كي يؤدِّي
جيّدًا خدمةَ الكلابِ العواتي
قال إِذ جئتُهُ: أَسَجَّلتَ وعدًا
لَستَ في دَفترِ السُّراةِ الغُراةِ
دَفترُ الزائرينَ ما أَنتَ فيهِ
قلتُ: ضَعني في دَفترِ الزائراتِ
وتلهَّى عني قليلًا وماجَتْ
حولَهُ زحمةُ الأُلى واللواتي
قال شيءٌ إِلى الأَمير، إِليهِ
وقميصي مُرعبَلٌ جلدَ شاةِ
مِن هنا أَو هُناكَ عَنكَ تُوارى
بالهَدَايا، وتَحتَ سَقفِ الزكاةِ
فَتَبدَّى ذاكَ الأَميرُ رَفيقًا
مُنذُ عِشرينَ في ضُحى الأُمنياتِ
كيف يَختارُ حاجبًا مثلَ هذا
رُبَّما زوَّقوهُ كالبايعاتِ
كِدتُ أَنسَى أَنَّ الحِجابةَ إِرثٌ
عَن مَرام الوريثِ، لا الوارثاتِ
خِلتُني في حِمَى الأَمير بأَني
صِرتُ إِيَّاهُ وهو أَزكى ثِقاتي
كَنَدِيم القريض والرَّاحُ يُنسِي
أَوَّلَ القَهرِ، آخرَ المُوجعاتِ
مُنذ لاقَيتُه دَخلتُ سماءً
في الثرى، تلك أَعجَبُ العاجباتِ
قال: ماذا حَمَلتَ؟ قلتُ: كتابًا
وتأبَّطتُ صُرَّةً لاقتياتي
ثُمَّ ماذا؟ أَسْكنتُ ميمونَ نِصفي
قُل ونِصفي لِمن؟ لتلك الحَصاةِ
قال ماذا تُجيدُ؟ طبخَ الأَهاجي
فوقَ نارِ الكواكبِ النيِّراتِ
أَيَّ طَبخٍ تُجيدُهُ غَيرَ هذا؟
أَهتدِي باثنَتين لِيدا وكاتي
وأَطلَّت لِيدا فقال: أَرِيْهِ
مدخلَ الأَهلِ، مَخرجَ الوافداتِ
وامنحِيهِ ما تَعلمِين وزِيْدي
لَقِّبِيهِ بقائدِ الماهراتِ
كنتُ أَدعُو هذي، وتلك وأُخرى
بَيتَ سِيدِي يَضحَكْن مِنْ لهْوَجَاتي
وأَشارَت مَن لَستُ أَدري وقالت:
بَيتُ سِيدِي أَنا، بلا خادماتِ
وتوارَتْ، وعُدتُ وَحدي حصيرًا
بين عفْوِيَّتي ووقع انبغاتي
تلك أَدنَى مكائدِ القَصرِ، دَعها
وتوسَّمْ براقعَ الكامناتِ
سِرْ إِلى الحَاجبِ الذي تَقتَضيهِ
موعدًا، قُل لهُ أَلَحَّتْ شُكاتي
ثُمَّ ماذا؟ وقُلْ لِنفسكَ عَشرًا:
اِحذَري أَن تُريهِ أَدنى هِنَاتي
خِلتُه شمَّ وِجْهتي مِن كتابي
أَو بدَت شَرجبيَّتي مِن لُغاتي
بَعدَ يَومَينِ خمسةٍ عُدْ إِلينا
واصطَحِب تِسعةً لِشيخِ القُضاةِ
قلتُ خُذها حَقيبتي قال: تَبدُو
غَيرَ حُبلى، كانت من المرضعاتِ
بَعدَ شَهرَينِ سَوفَ تنصَبُّ طيرًا
مِن أَبابيلَ، فَوقَ أَطغَى الطُّغاةِ
ظلَّ يطوي تعاميًا عَن مكاني
مِن ضَمِيرِ الأَميرِ والآمراتِ
أَهلُ وُدِّي أَدمَوا جَوادَ أَمِيري
سَجَّلونِي لَهُ كبيرَ الجُناةِ
فَدَعَانِي: ماذا تَرَى؟ نابَ أَفعى
أَنتَ أَقوَى قلبًا على الفاجئاتِ
قيل: شاهَدْتَ عامرًا حين أَلقى
مُديةً خَضَّبت بَنانَ الفتاةِ
فسَعَتْ أُمُّها وذَرَّت تُرابًا
حالَ بَينَ النظور والنَّاظراتِ
لَستُ أَدري مَن عامرٌ ليسَ عِندي
فِطنةٌ بالضَّمائرِ الخارباتِ
أَتُمَاري؟ أَلَستَ أَفقَهَ مِني
باسمِ كانَ، بأَوسطِ المَنْزِلاتِ؟
ورَأَى قَولَهُ هَشِيمًا أَمَامي
فَتَجلَّى براءتي مِن ثباتي
هَل أُنحِّيهِ، أَو أُبقِّيهِ يُؤذي
مَن تولَّوا أَمرِي، وكانُوا وُلاتي؟
ما الذي يَرتئي؟ رَمَى بي طريقًا
بَينَ مَجْلى عُرسِي ومَنْعَى وَفَاتي
وإِلى أَينَ؟، قلْ ومِن أَين أَغدُو
صفِّقي يا حَصَى على بسملاتي؟!
وعلى غير رِقْبَةٍ هَفَّ حولي
صَوتُ قَلبٍ كَأَولِ المُعجزاتِ
غَابَ ذا في الذي، وذاكَ بهذا
كَتَمَاهِي الكَمَانِ في الزغرداتِ
قَبلَ نِصفِ الطريقِ، عُدتَ ابتِداءً
قِيلَ: لَمَّا وُلِدتُ ماتَت حياتي
ولِذا أَبْتَني أَتمَّ وأَمْلَى
كي يَرَوا أَنني كَمِيُّ الكُمَاةِ
قال: أَمَّا أَنا فأَهلِي وصَحبي
بَهَتُوني بالأَمسِ أَقوَى انبهاتِ
أَمسَكوا شَاربي وقالُوا: ثَلاثٌ
هُنَّ مِن لحيَتي ومِن واجباتي
كُنَّ زَوجَاتِ تاجرَيْن ورَامٍ
لَقَّبوهُ بأَقنَصِ الشارداتِ
فاجَأَتهُنَّ في الغُرَيدا عَجوزٌ
زَعَمُوها إِمامةَ السَّاحراتِ
حوَّلَتْ ذِي وتِي غَزالًا وكَبشًا
تِلك دِيكًا مِن أَفصَحِ الصَّايتاتِ
حِينَ تَدنُو مِنهُنَّ يَنشقْنَ ريحًا
ونِدَاءً: أَخِي، أَخِي أَخَوَاتي
صِحتُ فانهَالَتِ العَجوزُ رَمادًا
ودَعَتنِي: زُرْ يا فَتَى آلِهاتي
أَركَبَتني أُخرَى قطاةً وشَدَّت
أَخوَاتِي على بَنات قطاتي
ورَجَعنا والصُّبحُ يَحدُو خُطانا
وتُغنِّي مَوَاكِبُ البشرياتِ
ولِهذا هَرَبتُ قبلَ اتّخاذي
مَعبدَ العاشقينَ والعاشقاتِ
مَن أُناديكَ؟ ما دَعَاني صَديقٌ
مُنذُ باعَت أُبوَّتي أُمَّهاتي
يا صَدِيقي: قُل لِي مَن ابتاعَ أُمِّي؟
مَن سَيَسبي غدًا صَبَايا بَناتي؟
أَتُرَاهُ ما زَالَ حيًّا، كهذا
يَختَفي أَشهرًا شُهورًا يُواتي
مَن دَعَتني؟ تلك التي لم تُجبها
قلتَ صُغرَى، وقلتُ إِحدَى لِدَاتي
كَم ترقَّبتني؟ ثَلاثينَ ليلًا
ما تَصَوَّرت لَيلةً شَيطناتي
كنتُ أَمشِي مِن فجّ عطَّان حينًا
وأَوَانًا أَختارُ تَكْسَ الحواتي
مَن دَعَتني مُضيفةً ما جَرَى لِي
هَرَّبَت حيَّةٌ بَسَاتِينَ قاتي
ومَغَاريسَ نَرجسي وكُرُومي
يا لُصُوصَ المَلا خُذُوا كارثاتي
وانهَبُوا مِن مَرَارَتي أَلفَ رَطلٍ
حَمْلَ باصَيْن مِن أَفاعَي دُهاتي
هل سَتَأتِي غَدًا؟! بَلِ الآنَ فورًا
أَمتطِي لَهفتِي، خُذِينِي وهَاتِي
لِلحِمَى نَلتقِي وفيهِ شَوَانا
قولُهُ: جئتُمَا أَوَانَ فَوَاتِي!
سَوفَ نَشدُو لَهُ وعَنهُ فيَرقَى
فوقَ أَصدَائِنا كَطُهرِ الصَّلاةِ
وعلى مَنكِبَيْ كِلَينَا بلادٌ
كالعصافير في الليالي الشواتي
سوف تَستَفسِرُ الأَوَاقِيتَ عنا:
مَن هُمَا يا شُرُوقُ يا أُمسِياتي!!
بجميع اللغاتِ قُولِي وقُولِي
بَعضُ أهلِي هُمَا، وأَزكَى نَبَاتي
مَن رَمَى بي، لَوحَيْن مِن عَظمِ أَهلِي
كُنتُ بيتَيْهِمَا فصَارَا مَبَاتِي!
يا سَوَافِي: ماذا تُسمِّين هَذا؟
مَوكِبي! أو صفيحةً مِن رُفَاتي!
إِنْ يَكُن هَانَ في السَّعيدةِ بَيتِي
فالمَجَرَّاتُ يا دُجَى أَبياتي
لا تُخاصم، فَلْسِفْ ضميرَ المُعادي
لا بقلبي، ولا بحبري، عِدَاتي
عبد الله البردوني

1996م لزم التنويه إلى أني عَدَّلتُ في كلمةٍ وَرَدَت في هذا البيت لوجود خطأ طباعي في نسخته الأصلية (1)_ يُماتي: يردِّد السؤال عن الزمن: متى، وإلى متى وهذا قياس على (يُغدغِدْ) أي يعدُّ كل يوم إلى الغد وهذا ما يسمَّى عند القدماء التسويف (2)_ هزّ أمّ السّليك: اشتهرت مرثاة أمّ السّليك ابنها (السّليك) العدّاء، وتساءلت عن أسباب موته: راح يبغي نجوة ** من هلاك فهلكْ ليت شعري ظلةٌ ** أي شيء قتلكْ وكانت القصيدة مبطَّنة بالشجى المرير، وعلى أقصر البحور، مجزوء الخفيف (أخت صخر): تمثيل بالخنساء التي اشتهرت برثاء أخويها صخر ومعاوية، وكان ما قالته عن صخر أجود وأشجى: وقائلة والنعش يسبق خطوها لتدركه، والهفَ نفسي على صخرِ (3)_ كردس: استعارة للأمسيات من الخيل التي يكردسها المحارب، أي يقسمها إلى كراديس، كل كردوس من أربعة خيول إلى ستة (4)_ البِدَات: من الخرافات الشعبية أن في منطقتين من اليمن نوعاً من النساء الثريات الحسان اشتهرن بسحر الرجال، وتُحوِّل الرجلَ إلى ثور أو حمار، ثم تتحوَّل هي بالصورة التي حوَّلت الرجلَ لكي يتسنَّى لهن ممارسة الجنس جهاراً نهاراً، ولم يصلن إلى إتقان هذا السحر إلا بتعلُّم من (المبدبِدْ) الذي يعيد المسحور والمسحورة إلى الصورة البشرية (5)_ المقات: جمع مِقَهْ، وهي المحبة والثقة بالمحبوب
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2016/11/14 05:15:00 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com