أَيُّها الشَّعبُ ؛ فِتنَةَ النَّصرِ حاذِرْ | |
|
| وَ تَجَهَّزْ لِكُلِّ عادٍ وَ غادِرْ |
|
كُنْ كَما أَنتَ دائِمَ الحِرصِ ؛ ثَبتًا | |
|
| خُطوَةُ الكِبرِ قَدْ تَرُدُّكَ عاثِرْ |
|
رُبَّما حُزتَ بِانتِصارِكَ فَخرًا | |
|
| إِنَّما خابَ مَنْ سَعَى كَي يُفاخِرْ |
|
وَ تَهَيَّا فَلِلزَّمانِ صُرُوفٌ | |
|
| لَيسَ يَرقَى لِهَولِها غَيرُ صابِرْ |
|
فَالعَدُوُّ المُطِلُّ نَحوَ حِمانا | |
|
| مُعرِقُ الغَدرِ ؛ خائِنُ العَهدِ ؛ فاجِرْ |
|
كُلَّما ازدَدتَ فُرقَةً زادَ بَأسًا | |
|
| فَحَذارَيكَ ؛ غَافِلُ العَقلِ خاسِرْ |
|
بِتْ سَهِيرًا ؛ فَكُلُّنا فِي شَخِيرٍ | |
|
| وَ عُيُونٍ تَنامُ مِلءَ المَحاجِرْ |
|
لَا تَهِنْ فَوقَ طاوِلَاتِ حِوارٍ | |
|
| أَو تَعِشْ فِي مُعاهَداتِهِ حائِرْ |
|
لَا تَشُقُّ الدُّرُوعَ إِلِّا رِماحٌ | |
|
| وَ صُدُورَ الغُزاةِ إِلِّا البَواتِرْ |
|
فَإِذا ما رَأَيتَ وَجهًا بَشُوشًا | |
|
| فَكَثِيرٌ مِنَ الوِدادِ مَظاهِرْ! |
|
وَ كَثِيرٌ مِنَ الخِيانَةِ تَغفُو | |
|
| بِعُرَى الحُبِّ فِي ظِلالِ الخَناجِرْ! |
|
عَرَبُ اليَومِ يا حَماسُ أَنِينٌ | |
|
| فِي صَدُورٍ تَحَشرَجَتْ بِخَراخِرْ |
|
زَفَراتٌ تَكَسَّرَتْ بِضُلُوعٍ | |
|
| وَ صُراخٌ عَلَى حُطامِ حَناجِرْ |
|
وَ سَرابٌ بِقِيعَةٍ ؛ وَ كَلامٌ | |
|
| فِي كَلامٍ ؛ وَ طَبلَةٌ ؛ وَ مَزاهِرْ |
|
وَ تَرَدٍّ ؛ وَ خِزيُ عارٍ ؛ وَ بُؤسٌ | |
|
| وَ قُيُودٌ تَلُوكُهُمْ فِي العَنابِرْ |
|
وَ قُدُورٌ عَلَى حَسِيسِ أَثافٍ | |
|
| وَ نِعاجٌ نَطِيحَةٌ ؛ وَ أَباعِرْ |
|
نَفَقَ العَزمُ ؛ وَ الرُّؤُوسُ تَدَلَّتْ | |
|
| حَذَرَ القَيدِ فِي سُجُونِ المَخافِرْ |
|
فَرَضِينا بِذَبحِ غَزَّةَ ؛ ظُلمًا | |
|
| بَينَ والٍ ؛ وَ أُدعِياتٍ ؛ وَ شاعِرْ |
|
عَمِيَتْ أَعيُنُ الزَّعاماتِ فَضلًا | |
|
| عَنْ عَمَى القَلبِ قَبلَها وَ البَصائِرْ |
|
فَتَناسَوا رَوابِطَ الدَّمِ ؛ عَمدًا | |
|
| وَ أَضاعُوها بَعدَ مَوتِ الضَّمائِرْ |
|
يَا بَنِي الشَّرقِ ؛ فِي المَعابِرِ غَوثٌ | |
|
| فَهَلُمُّوا لِفَتحِ كُلِّ المَعابِرْ |
|
وَ أَعِينُوا إِخوَةِ الدَّمِ لَا بِالْ | |
|
| أَكلِ وَ الشُّربِ إِنَّما بِالذَّخائِرْ |
|
إِخوَةٌ فِي قِطاعِ غَزَّةَ ماتُوا | |
|
| تَحتَ قَصفٍ بِوابِلِ النَّارِ ماطِرْ |
|
وَ تُرِيدُونَ نُصرَةَ الغَربِ؟ أَنتُمْ | |
|
| فِي خَيالٍ إِذَنْ وَ بِئسِ مُناصِرْ! |
|
كُلُّ صَمتِ عَلَى المَجازِرِ كُفرٌ | |
|
| وَ الخِياناتُ أُمَّهاتُ الكَبائِرْ |
|
كَعبَةُ اللَّهِ لَمْ تَفُقْ دَمَ طِفلٍ | |
|
| مُسلِمِ النَّفسِ فِي عِدادِ الشَّعائِرْ! |
|
فَأَجِيبُونِي: هَلْ دِماءُ بَنِي صَه | |
|
| يُونَ أَغلَى مَقِيسَةً بِالنَّظائِرْ؟ |
|
أَمْ هُمُ الأَنقِياءُ؟ وَ العُربُ خَلطٌ | |
|
| مِنْ مَزِيجِ الدِّماءِ بَينَ العَشائِرْ؟ |
|
نَضَبَ الصَّبرُ فِي مَفازَةِ رُوحِي | |
|
| وَ جَفَتنِي قَصائِدِي وَ الدَّفاتِرْ |
|
كَيفَ بِاللَّهِ تَستَطِيعُونَ؟ قُولُوا | |
|
| أَنْ تُقِيمُوا أَعراسَكُمْ فِي المَقابِرْ! |
|
رُبَّ حَربٍ ؛ تَدُورُ وَيكُمْ رَحاها | |
|
| فِي فِلِسطِينَ ؛ بَينَ حامٍ وَ قاهِرْ |
|
وَ صِغارٍ تَضَرَّجُوا وَ غُزاةٍ | |
|
| سَحَقُوهُمْ فَيا لَهَولُ المَناظِرْ! |
|
مِزَقُ اللَّحمِ بَعثَرَتها الشَّظايا | |
|
| وَ رُؤُوسٌ تَطايَرَتْ وَ ضَفائِرْ |
|
وَ جُرُوحٌ بِنَزفِها آهِ سَكرَى | |
|
| وَ خِطاباتٌ أَنكَرَتها المَنابِرْ |
|
وَيكَأَنِّي ؛ وَ يا لَعارِيَ ؛ أَرنُو | |
|
| لِغَدِ العُربِ رابِضًا فِي الحَظائِرْ! |
|
حَيثُ تَبكِي بُنَيَّةٌ بِدُمُوعٍ | |
|
| بَينَما المَوتُ فِي رَحَى الصَّمتِ دائِرْ |
|
وَ تُنادِي ؛ فَلا حَياةَ لِمَيتٍ! | |
|
| كَيفَ يَرقَى لِصَرخَةِ الطُّهرِ عاهِرْ؟ |
|
وَ تَشُقُّ الجُيُوبَ لَا أَبا لَكَ ذُلِّي | |
|
| مُنذُ أَبدَلتَ نَصلَتِي بِ: القَنادِرْ |
|
وَيَّ ؛ تَعدُو بِمِفرَشِي الآنَ خَيلٌ | |
|
| مِنْ جُنُونٍ تَدُوسُنِي بِحَوافِرْ |
|
يَعصِفُ الحِقدُ فِي وَرِيدِ هَياجِي | |
|
| فَأُمَنِّيهِ بِالشَّهادَةِ فاغِرْ |
|
آهِ ؛ آهِ ؛ الهَوانُ يَنبِشُ قَهرًا | |
|
| فِي ضَمِيرِي بِمِخلَبٍ وَ أَظافِرْ |
|
أَينَ مِنِّي كَتائِبُ الثَّأرِ؟ دُلُّو | |
|
| نِي ؛ أَثِبْ نَحوَها عَلَى مَتنِ ضامِرْ |
|
لَيسَ فِي العَيشِ فُسحَةٌ لِذَلِيلٍ | |
|
| فَاكتُبُوا فَوقَ ضَرحِ شِعرِيَ: ثائِرْ |
|