عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > المُغَازل الأبديُّ

سورية

مشاهدة
260

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

المُغَازل الأبديُّ

إلى أن أموت أغازل حقلي
‏ ‏ وأشجارَهُ من كُمَثْرى ونخلِ
‏ ‏أقاوم زحْفَ التشاؤم نحوي
‏ ‏ وأنشر غيث التفاؤل حولي
‏ ‏أغازل عينَ المهاة وأجثو
‏ ‏ إلى حُسْنها كجُثُوِّ المُصَلّي
‏ ‏وأهتف: مِن حقِّ بعض الشعوب
‏ ‏ هوايةُ خيل وتقديسُ عِجْلِ
‏ ‏وما أجملَ الموت بعد حياة
‏ ‏ قضاها امرؤٌ في عبادة فُلِّ..
‏ ‏لأنَّ اختيارَ عروشِ الجَمال
‏ ‏ بديلَ النعوش رجاحةُ عَقْلِ..
‏ ‏أغازل كلَّ الوجود لأني
‏ ‏ مُحِبٌّ له لستُ صاحبَ غِلِّ
‏ ‏أراقب كلَّ انبثاقٍ جديدٍ
‏ ‏ لِبُرعمِ وردٍ وزَخَّة طَلِّ
‏ ‏أشاهد بُوْماً جميلاً يحاكي
‏ ‏ عبوس اْبنِ آدمَ ساعة تِبْلِ
‏ ‏وأرمقُ يخضورَ زيتونتينِ
‏ ‏ بعين المُطِلِّ على طُهْرِ طفْلِ
‏ ‏وأشكر شمسا تضيىء إليَّ
‏ ‏ وأشكر ليلا يُعلّل ليلي
‏ ‏أنا النحلُ أرشفُ حسْنَ الوجود
‏ ‏ بعيني وقلبي وكفّي ورجْلي
‏ ‏وأسقي الرحيق بشعري ونثري
‏ ‏ جزيل العطاء لمن جاع مثلي
‏ ‏فما مهرةٌ وُلدَتْ أو طيورٌ
‏ ‏ سوى عُوْمِلتْ بالحنان كنسلي
‏ ‏وتشمخ كالسَّرو نفسي إباءً
‏ ‏ ويهبط بي الذلُّ أسفلَ نعلي
‏ ‏أسوحُ يميناً يسارا شمالاً
‏ ‏ جنوباً وأُشْبِعُ بركانَ مَيْلي
‏ ‏تعلمتُ من كل طير رفيفاً
‏ ‏ رهيفاً لصقل قصيدي المُجَلِّي
‏ ‏تعلمتُ من شجْرةِ الأكِدِنْيا
‏ ‏ أمدُّ كفوفي لربّي المُعَلّي
‏ ‏تعلمتُ من كل حرب سلاماً
‏ ‏ ومن كل باخلةٍ منحَ كلّي
‏ ‏كما جاد رب السماء عليَّ
‏ ‏ رجوتُ يجود على كل كهلِ
‏ ‏أرى الطير تغزو حقولي وتغذو
‏ ‏ مآكلَ باتت تشابه أكلي
‏ ‏أشاهد بعض الزنابق تغفو
‏ ‏ تعانق موتاً بَهِيَّ التجلّي
‏ ‏إذا الدِّيكُ قد زلَّ من بعد شيْبٍ
‏ ‏ فإنه مثلي يزِلُّ كزَلَّي
‏أؤبِّنُهُ مثلَ أغلى خليل
‏ ‏ يحيط جنازتَه سربُ نحْلِ..
‏رأيت الرَّدَى يتَخَفَّى ويبدو
‏ ‏ بأعماق واد وفي رأسِ تَلِّ
‏إذا شاخ جسمي وروحي وعقلي
‏ ‏ فما شاخ قلبي الغريرُ كطفلِ
‏سيصبح موتي كأني غمام
‏ ‏ يسيلُ وطَيرٌ هوى مثل نصْلِ
‏ ‏غداً أُتَوَفَّى كشمس المغيبِ
‏ ‏ وأعزف في الليل ألحانَ ويْلِي
‏ ‏ولن أُتوَفَّى سوى كملاك
‏ ‏ عطوفٍ غفورٍ لحكمٍ مُذِلِّ
‏ ‏وتضرع كل الخليقة ترجو
‏ ‏ بآخرة معها لمَّ شملي
‏ ‏كأني الهواء لصدر الأنامِ
‏ ‏ ولم يشهدوا شكل حبٍّ كشكلي
‏ ‏تحب الطبيعة أن لا ترانِي
‏ ‏ أموت مريضَ الأسَى أو بِسِلِّ
‏ ‏فما أجمل الموت بعد حياة
‏ ‏ قضاها امرؤٌ في سموٍّ وبَذْل..
‏ ‏ألا الموت قمة هذي الحياة
‏ ‏ فأهلاً به يوم يأتي ويُبْلي
‏ ‏يُمازجُ جسمَ الطبيعة جِسمي
وينتِجُ للشعر أجملَ نسْلِ‎
خالد مصباح مظلوم
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: السبت 2016/10/29 06:16:21 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com