عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > عمر هزاع > بَراءَةُ الذِّئب !!

سورية

مشاهدة
302

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بَراءَةُ الذِّئب !!

آفَةُ العَصرِ كَثرَةُ التَّصفِيقِ
فالزَمِ الصَّمتَ وَاستَمِعْ يا صَدِيقي
يا أَخا القَهرِ؛ إِنَّنا فِي زَمانٍ
تَتَباهَى حَمِيرُهُ بِالنَّهِيقِ
يَنعُمُ الجاهِلُونَ فِيهِ! وَيَشقَى
صاحِبُ العَقلِ وَالحِجا بِالحَرِيقِ!
وَيَرَى اللَّيلُ ظِلَّهُ حَيثُ تَعمَى
أَعيُنُ النَّجمِ كُلُّها فِي الطَّرِيقِ
عِندَما كانَ لِلقَصِيدِ بُرُوجٌ
جَلَسَ النَّاسُ حَولَها لِلغَبُوقِ
هَبَطَ الشِّعرُ فِي عَباءَةِ وَحيٍ
فاكتَسَى مِن فُرُوقِهِم بِالخُرُوقِ
فَأَذَلُّوهُ فِي إِمارَةِ شِعرٍ
خَصخَصُوها لِشاطِئِ التَّشوِيقِ
جَعَلُوها دَراهِمًا فَتَبارَى
كُلُّ مَن هَبَّ طامِعًا بِالبَرِيقِ
كُلُّ مَن غَرَّبَ الزَّمانُ عَلَيهِ
جاءَ يَختانُ أُمنِياتِ الشُّرُوقِ
كُلُّهُم فِي بُنُوَّةِ الشِّعرِ عاقٌ
وَالأَبُ الشِّعرُ صاغِرٌ بِالعُقُوقِ
كُلُّهُم خانَ عَهدَهُ فَتَعَدَّى
عِندَما باعَ نَفسَهُ كالرَّقِيقِ
كُلُّهُم فِي ضَياعِهِ شُرَكاءٌ
رَغمَ ما فِي صِلاتِهِم مِن حُقُوقِ
كُلُّهُم مِن دِمائِهِ أَبرِياءٌ!
مِثلَما الذِّئبُ مِن دَمِ الصِّدِّيقِ!
رَبَطُوهُ فَأَوثَقُوهُ فَأَلقُو
هُ إِلَى صَفصَفِ الهَوانِ السَّحِيقِ
أَيُّها الشِّعرُ؛ قَد أَذَلَّكَ قَومٌ
أَرذَلُ النَّاسِ فاتَّعِظْ؛ يا شَقِيقي
لُجنَةٌ فِي سَفاهَةِ النَّقدِ صَدَّتْ
بَطَلَ الغَوصِ! وَاحتَفَتْ بِالغَرِيقِ
وَاستَهانَتْ بِنُونِنا حَيثُ قالَتْ:
يُونُسٌ فِي قَرارَةِ البِطرِيقِ
كُلُّ بَغلٍ بِدِرهِمٍ صارَ فَحلًا
يَتَسَلَّى بِنُدرَةِ التَّعلِيقِ
فابنُ رَشدانَ أَرهَقَ الشِّعرَ جَهلًا
وَتَمادَى بِرَتقِهِ لِلفُتُوقِ
وَالخُرَيسانُ كالذِي ابتاعَ قُوتًا
مِن دَمِ الشِّعرِ خُبزُهُ لا الدَّقِيقِ
أَيُّها النَّابِغانِ؛ سُوقُ عُكاظٍ
بِكُما صارَ بِركَةً لِلنَّقِيقِ
مَن وَقَد باتَ لِلبَهائِمِ نَقدٌ!
يَسأَلُ اليَومَ عَن يَدِ التَّوثِيقِ؟
لِأَبِي ظَبيَ مَعْ شَدِيدِ اعتِذارِي
سُؤلُ مَن سارَ نَحوَها كالعَشِيقِ:
أَتَصُدِّينَ مَن أَتاكِ نَقِيًّا؟
وَتَشُدِّينَ راحَةَ الزِّندِيقِ؟
وَتَمُدِّينَ لِلذِي صانَ سَيفًا؟
وَالذِي خانَ مَنجِمًا مِن عَقِيقِ؟
أَتُوازِينَ بِ: امرِئِ القَيسِ؟ بَمبا!
وَبِ: شَوقِي؟ رَطانَةَ المَعتُوقِ!
أَيَّ مِقلاعَ يَحمِلانِ؟ وَفِينا
شُعَراءٌ قَذائِفُ المِنجَنِيقِ!
كَيفَ وَسَّعتِ لِلجُناةِ طَرِيقًا؟
وَلَنا بِتِّ حارِسًا بِالمَضِيقِ؟
وَتَغَزَّلتِ بِالحِمارِ فَأَمسَى
يَهزَأُ اليَومَ بِالغَزالِ الرَّشِيقِ؟
إِيهِ وَاللَّهِ قَد طَعَنتِ قُلُوبًا
دُونَ عِلمٍ لِتَنعُمِي بِالشَّهِيقِ
وَتَوَسَّمتِ مِن ضَعِيفِ جَناحٍ
بَعثَهُ مِثلَ طائِرِ الفِينِيقِ
رُبَّ فَذٍّ؛ مُذَهَّبِ الشِّعرِ؛ مِثلِي
عَبقَرِيٍّ؛ بِكُلِّ مَجدٍ خَلِيقِ
لَيسَ يَحتاجُ أَن يَكُونَ أَمِيرًا
فِي بَلاطٍ مُزَيَّفِ التَّنمِيقِ
رَفَعَ الصَّوتَ فازدَرَى كُلَّ وَجهٍ
لِفَمِ البَصقِ مُستَحِقٍّ صَفِيقِ
يا أَبا ظَبيَ؛ وَالعِتابُ نَزِيفٌ
لِدَمِ الشِّعرِ أَهرِقِي وَأَرِيقِي
وَاعلَمِي أَنَّ ما فَعَلتِ بِطِيبٍ
هَدَمَ الأَصلَ فِي التُّراثِ العَرِيقِ
عمر هزاع
بواسطة: عمر هزاع
التعديل بواسطة: د. عمر هزاع
الإضافة: الأحد 2016/10/23 04:59:16 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com