آفَةُ العَصرِ كَثرَةُ التَّصفِيقِ | |
|
| فالزَمِ الصَّمتَ وَاستَمِعْ يا صَدِيقي |
|
يا أَخا القَهرِ؛ إِنَّنا فِي زَمانٍ | |
|
| تَتَباهَى حَمِيرُهُ بِالنَّهِيقِ |
|
يَنعُمُ الجاهِلُونَ فِيهِ! وَيَشقَى | |
|
| صاحِبُ العَقلِ وَالحِجا بِالحَرِيقِ! |
|
وَيَرَى اللَّيلُ ظِلَّهُ حَيثُ تَعمَى | |
|
| أَعيُنُ النَّجمِ كُلُّها فِي الطَّرِيقِ |
|
عِندَما كانَ لِلقَصِيدِ بُرُوجٌ | |
|
| جَلَسَ النَّاسُ حَولَها لِلغَبُوقِ |
|
هَبَطَ الشِّعرُ فِي عَباءَةِ وَحيٍ | |
|
| فاكتَسَى مِن فُرُوقِهِم بِالخُرُوقِ |
|
فَأَذَلُّوهُ فِي إِمارَةِ شِعرٍ | |
|
| خَصخَصُوها لِشاطِئِ التَّشوِيقِ |
|
جَعَلُوها دَراهِمًا فَتَبارَى | |
|
| كُلُّ مَن هَبَّ طامِعًا بِالبَرِيقِ |
|
كُلُّ مَن غَرَّبَ الزَّمانُ عَلَيهِ | |
|
| جاءَ يَختانُ أُمنِياتِ الشُّرُوقِ |
|
كُلُّهُم فِي بُنُوَّةِ الشِّعرِ عاقٌ | |
|
| وَالأَبُ الشِّعرُ صاغِرٌ بِالعُقُوقِ |
|
كُلُّهُم خانَ عَهدَهُ فَتَعَدَّى | |
|
| عِندَما باعَ نَفسَهُ كالرَّقِيقِ |
|
كُلُّهُم فِي ضَياعِهِ شُرَكاءٌ | |
|
| رَغمَ ما فِي صِلاتِهِم مِن حُقُوقِ |
|
كُلُّهُم مِن دِمائِهِ أَبرِياءٌ! | |
|
| مِثلَما الذِّئبُ مِن دَمِ الصِّدِّيقِ! |
|
رَبَطُوهُ فَأَوثَقُوهُ فَأَلقُو | |
|
| هُ إِلَى صَفصَفِ الهَوانِ السَّحِيقِ |
|
أَيُّها الشِّعرُ؛ قَد أَذَلَّكَ قَومٌ | |
|
| أَرذَلُ النَّاسِ فاتَّعِظْ؛ يا شَقِيقي |
|
لُجنَةٌ فِي سَفاهَةِ النَّقدِ صَدَّتْ | |
|
| بَطَلَ الغَوصِ! وَاحتَفَتْ بِالغَرِيقِ |
|
وَاستَهانَتْ بِنُونِنا حَيثُ قالَتْ: | |
|
| يُونُسٌ فِي قَرارَةِ البِطرِيقِ |
|
كُلُّ بَغلٍ بِدِرهِمٍ صارَ فَحلًا | |
|
| يَتَسَلَّى بِنُدرَةِ التَّعلِيقِ |
|
فابنُ رَشدانَ أَرهَقَ الشِّعرَ جَهلًا | |
|
| وَتَمادَى بِرَتقِهِ لِلفُتُوقِ |
|
وَالخُرَيسانُ كالذِي ابتاعَ قُوتًا | |
|
| مِن دَمِ الشِّعرِ خُبزُهُ لا الدَّقِيقِ |
|
أَيُّها النَّابِغانِ؛ سُوقُ عُكاظٍ | |
|
| بِكُما صارَ بِركَةً لِلنَّقِيقِ |
|
مَن وَقَد باتَ لِلبَهائِمِ نَقدٌ! | |
|
| يَسأَلُ اليَومَ عَن يَدِ التَّوثِيقِ؟ |
|
لِأَبِي ظَبيَ مَعْ شَدِيدِ اعتِذارِي | |
|
| سُؤلُ مَن سارَ نَحوَها كالعَشِيقِ: |
|
أَتَصُدِّينَ مَن أَتاكِ نَقِيًّا؟ | |
|
| وَتَشُدِّينَ راحَةَ الزِّندِيقِ؟ |
|
وَتَمُدِّينَ لِلذِي صانَ سَيفًا؟ | |
|
| وَالذِي خانَ مَنجِمًا مِن عَقِيقِ؟ |
|
أَتُوازِينَ بِ: امرِئِ القَيسِ؟ بَمبا! | |
|
| وَبِ: شَوقِي؟ رَطانَةَ المَعتُوقِ! |
|
أَيَّ مِقلاعَ يَحمِلانِ؟ وَفِينا | |
|
| شُعَراءٌ قَذائِفُ المِنجَنِيقِ! |
|
كَيفَ وَسَّعتِ لِلجُناةِ طَرِيقًا؟ | |
|
| وَلَنا بِتِّ حارِسًا بِالمَضِيقِ؟ |
|
وَتَغَزَّلتِ بِالحِمارِ فَأَمسَى | |
|
| يَهزَأُ اليَومَ بِالغَزالِ الرَّشِيقِ؟ |
|
إِيهِ وَاللَّهِ قَد طَعَنتِ قُلُوبًا | |
|
| دُونَ عِلمٍ لِتَنعُمِي بِالشَّهِيقِ |
|
وَتَوَسَّمتِ مِن ضَعِيفِ جَناحٍ | |
|
| بَعثَهُ مِثلَ طائِرِ الفِينِيقِ |
|
رُبَّ فَذٍّ؛ مُذَهَّبِ الشِّعرِ؛ مِثلِي | |
|
| عَبقَرِيٍّ؛ بِكُلِّ مَجدٍ خَلِيقِ |
|
لَيسَ يَحتاجُ أَن يَكُونَ أَمِيرًا | |
|
| فِي بَلاطٍ مُزَيَّفِ التَّنمِيقِ |
|
رَفَعَ الصَّوتَ فازدَرَى كُلَّ وَجهٍ | |
|
| لِفَمِ البَصقِ مُستَحِقٍّ صَفِيقِ |
|
يا أَبا ظَبيَ؛ وَالعِتابُ نَزِيفٌ | |
|
| لِدَمِ الشِّعرِ أَهرِقِي وَأَرِيقِي |
|
وَاعلَمِي أَنَّ ما فَعَلتِ بِطِيبٍ | |
|
| هَدَمَ الأَصلَ فِي التُّراثِ العَرِيقِ |
|