إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
سَلمَى تَقُولُ وَبِتْ هُنَاكَ مُسَهَّدا |
وَأَعِدْ إِلَيَّ رَسَائِلًا عَطَّرتُها |
لَكَ مِن طُيُوبِي فِيكَ قَد ضَاعَتْ سُدى |
وَنَزِيفَ شِعرِي وَالأَنَاشِيدَ الَّتِي |
لَمَّا بِهَا غَنَّى الهُيَامُ غَدَتْ صَدى |
وَرَحِيقَ ثَغرِي وَالعَنَاقِيدَ الَّتِي |
قَد طَالَمَا دَلَّيتُ فَاغتِيلَتْ عِدى |
لَا تَقتَرِبْ مِنِّي فَحُبُّكَ ظَالِمِي |
أَسقِيهِ مِن عِشقِي فَيَسقِينِي الرَّدى |
لَا تَقتَرِبْ قَطَّعتَ وَردَ حَدِيقَتِي |
وَزَرَعتَها بِالشَّوكِ مِن بَعدِ النَّدى |
كُلُّ العُطُورِ نَثَرتُها لَكَ مِن يَدِي |
وَنَثَرتَنِي لَمَّا مَدَدتَ لِيَ اليَدا |
وَنَشِيدَ حُبِّ كُنتُ فِي ثَغرِ الهَوَى |
فَجَعَلتَنِي نَوحًا بِفِيهِ تَرَدَّدا |
فِي سَاحِلِي فِي لُجَّتِي تَلهُو هُنا |
وَهُنَاكَ تَلْهُو بِي شِرَاعًا فِي المَدى |
ثَوَّرتَ فِيَّ النَّارَ غَادِرْ جَنَّتِي |
عُبَّ الطّلا خَلًّا بِأَقدَاحِ الصَّدا |
وَرَجَمتَنِي قُزَحًا وَأَنتَ ضَلَالَتِي |
وَاليَومَ يَرجُمُكَ القِلَى بِيَدِ الهُدى |
دَعنِي وَدَعْ أَثوَابَ نَومِي كُلَّها |
مَزَّقتُها لَمَّا الغَرَامُ تَجَمَّدا |
وَوِسَادَتِي وَسَرِيرَ عِشقٍ ضَمَّنَا |
لَمَّا بِهِ العِشقُ القَدِيمُ تَبَدَّدا |
وَاخرُجْ كَمَا يَومًا دَخَلتَ بِعَالَمِي |
ظِلًّا عَلَى وَحلِ الرَّصِيفِ تَمَدَّدا |
فَدَنَوتُ قُلتُ: مَلِيكَتِي مَاذَا جَرَى؟ |
سَلمَى وَأَيُّ الحَاقِدِينَ تَمَرَّدا؟ |
وَضَمَمْتُها ضَمَّ الوَلِيدِ بِأَضلُعِي |
فَتَحَشرَجَتْ بِالدَّمْعِ مُذ دَمعِي بَدا |
وَتَفَلَّتَتْ مِنِّي تُدَافِعُنِي وَلَم |
أُدرِكْ سِوَى حُلمٍ هُنَاكَ تَجَعَّدا |
وَيَدَينِ تَمتَدَّانِ نَحوِي كُلَّما |
حَاوَلتُ مِنهَا القُربَ كَي أَتَبَعَّدا |
سَلمَى أَنَا لَكِ فِي الغَرَامِ حِكَايَةٌ |
أَزَلِيَّةٌ وَبِهَا الغَرَامُ تَسَرمَدا |
قُولِي بِرَبِّكِ مَا الَّذِي سَحَقَ الهَوَى |
مِن بَعدِ مَا غَنَّى لَنَا وَتَوَرَّدا؟ |
قَلبِي وَقَلبُكِ يَا سُلَيمَةُ أَقسَمَا |
أَن يَنبضَا عِشْقًا مَعًا فَتَوَحَّدا |
فَلِمَ الفِرَاقُ؟ وَمَا الَّذِي أَخطَأتُ فِي |
حَقِّ الهَوَى؟ حَتَّى أَعِيشَ مُشَرَّدا! |
مَاذَا فَعَلتُ؟ أَنَا وَأَنتِ أَنَا لِكَي |
أَلقَى الصُّدُودَ تَمَنُّعًا؟ أَو أُطرَدا؟ |
مَاذَا أَلَمَّ؟ لِكَي نَبِيتَ عَلَى النَّوَى؟ |
وَإِلَى فِرَاقِي مِا الَّذِي بِكِ قَد حَدا؟ |
قَالَتْ:هُنا وَفِّرْ كَلَامَكَ لَستُ مَن |
سَتَعُودُ لَو عِشْتَ الحَيَاةَ مُخَلَّدا |
فَتَرَنَّحَتْ أَفكَارِيَ القَتلَى عَلَى |
عَتَبَاتِها وَهَوَى الفُؤَادُ مُصَفَّدا |
وَتَضَرَّجَتْ بِالدَّمعِ مُقلَةُ مَحجِرِي |
وَتَكَبَّلَ الشَّوقُ المُقِيمُ وَأُخمِدا |
وَوَقَفْتُ مَصلُوبًا عَلَى وَتَدِ الشَّقَا |
فِي بَابِها بِالفَقْدِ بِتُّ مُهَدَّدا |
وَ نَظَرتُ لَكِن صَدَّعَتنِي بِالقِلَى |
وَمَضَيتُ بِالهَمِّ الثَّقِيلِ مُقَيَّدا |
وَالَّليلُ حَولِي مِثْلُ ذِئبٍ قَد عَوَى |
وَالغَيمُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ تَلَبَّدا |
وَالبَردُ يَضرِبُنِي بِسُوطِ جَلِيدِهِ |
وَأَنَا أَلُوكُ الصَّبرَ كَي أَتَجَلَّدا |
بَردٌ هُنا حَولِي وَقَلبِي فِي الَّلظَى |
وَوَرِيدُ عِشقِي فِي الثُّلُوجِ تَوَقَّدا |
أَمشِي عَلَى نَزفِ الجُرُوحِ بِمُهجَتِي |
إِذ رَاحَ مَن آسَى الجُرُوحَ وَضَمَّدا |
سَلمَى وَتَصفَعُنِي الحُرُوفُ بِصَمتِها |
خَبَرًا وَكُنتُ قُبَيلَ ذَلِكَ مُبتَدا |
سَلمَى وَرَبِّي لَو أُصَدِّقُ هَاجِسِي |
سَأَقُولُ: أَرغَى المَوتُ فِيَّ وَأَزبَدا |
لَولَا نِدَاؤُكِ فِي الظَّلَامِ مَحَبَّةً |
خَلفِي يَقُولُ: ارجِعْ فَأَنتَ المُفْتَدى |