إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
على أوجاعِ أحلامي، سكبتُ الحرفَ كالتّرياقْ |
ليحلو وجهُ أيّامي، ويبقى الحبُّ في الأعماقْ |
أجل أنثى أنا ودمي، لدفءِ حنانِهِ يشتاقْ |
وبي أنشودةُ الألمِ، صداها يعبُرُ الآفاقْ |
ويعبرُ بي .. |
أنا من أصلِ هذي الأرضِ ريفيّة |
وأمّي لم تكن يومًا مُؤدلجةً وعصرية |
تصُبُّ الشّايَ، تضحكُ حين ينظرُها أبي |
وتراهُ يبتسمُ |
وتفتحُ قلبَها للنّاسِ كلّ الناسِ |
كفّاها سماواتٌ لمن غيثُ الأمانِ بعيشِهِم |
حُرِموا ... |
وكان اللوزُ من يدِها لذيذًا طعمُه أشهَى |
وكان أبي يصاحبُني، فلم يأمُرْ ولم ينهَ |
ولكن كان يمسكُني من اليُمنى |
ويأخذُني إلى دنيا مبعثرة |
ويمضي بي .. |
أنا والليلُ والذكرى، وأيامي الخريفية |
ولونُ أصابعِ الكلماتِ في الرّوحِ الرّبيعية |
ظننتُ النّاسَ أهلَ اللهِ، صِبغتَهم طفولية |
ظننتُ طفولتي ستظلُّ لن ترحلْ |
ولم أعلمْ بأنّ القادمَ المجهولَ أحلامَ الهَنا |
يغفَلْ |
وبي أنثى تمرّد داخلي حسٌّ جنونيُّ |
له وقعٌ خرافيُّ |
يقولُ الصوتُ بي هيّا، فهذي النّاسُ غيرُ النّاسِ |
منطِقُها ظلامِيُّ |
وهذا الليلُ غيرُ الليلِ |
منطقه ضبابيّ |
وهذ القلب حين سعى سيحملُني |
فضوليُّ |
أنا واللّيلُ والذّكرى، وما زال الهوى بِكرا |
يغسّلُ أدمعي بالحلمِ، ينظِمُ أعيُني شِعرا |
فهل هذي مدينتُنا التي كانت |
تزفُّ الحبَّ والبشرى؟؟ |
فأين طفولتي بالأمسِ، قل يا واقعي القاسي |
بأنّ القهرَ سوفَ يظلُّ مثلَ الخمرِ في الكاسِ |
ليصفعَني .. |
ويقمعَني .. |
ويرفعَني .. سماواتٍ، ويوقِعَني على راسي |
ليفتِكَ بي .. |
سأعبرُ شاطئَ الأحلامِ، أجذبُ ليلةَ الأمسِ |
ومن روحي أكونها... |
لتُولدَ من رؤى الحِسِّ |
لتُشبهَني، وتكتُبَني، خلودًا طاهرَ الغرسِ |
وأضمنَ خلدَ هذا القلبِ |
بين جوانحِ النّفسِ |
سأرفعُ رايةَ الإنسانِ، مثلَ أبي ولن أحزنْ |
أوزّعُ للأنامِ الحبَّ مجّانًا بغيرِ ثمنْ |
أليس لأجلِ هذا الحلمِ نادى في الدّنا اللهُ |
أليست هذه الأفراحُ، أمنيةً لطفلٍ لم يزلْ |
يهوى الغدَ ال يرجوهُ يهواهُ |
متى الإنسانُ فينا سوفَ نلقاهُ؟؟ |
متى يحيا، متى يهبُ الجفاف بروحِنا |
ريّا؟؟ |
فإنّي لم أزل حيرى، أفتّشُ عنه |
في الأسماءِ |
في الأرقامِ |
في الساحاتِ |
فوقَ سطورِ ذاكرتي .. |
أفتّشُ عنه في القرآنِ في الإنجيلِ في التوراةِ |
في كلِّ الدياناتِ |
أنا امرأةٌ عرفتُ اللهَ نبضًا للمسرّاتِ |
أنا امرأةٌ غسلتُ الحلمَ كي يبقى ربيعيًا |
يضمّدُني، ويسعدُني |
لأجلِ حياة كلِّ النّاسِ أفتحُ راحتيَّ |
لكيْ يطيبَ المشهدُ الآتي |
كمثلِ أبي .. |
عرفتُ السرَّ يا أمّي .. |
سأفتحُ قلبيَ الورديَّ رغمَ مضاضةِ الألمِ |
نذرتُ الرّوحَ للإنسانِ، فدوىً للجمالِ دمي |
أنا امرأةٌ إذا عشِقت، جنونَ الوقتِ تقتحم |
جثا التّاريخُ في أدبٍ وقال أنا |
بغيرِكِ لم أكُن شيئًا |
فأنتِ خلقتني فخرًا من العدمِ |
عرفتُ السرَّ يا أمّي .. |
سأزرعُ عالمي بالحبِّ والأفراحْ .. |
وحزنَ عيونِ مَن عاشوا الأسى ينزاحْ |
بهذي الروحٍ بي ومشاعري ترتاحْ |
عرفتُ السرَّ يا أمّي |
أنا للحبِّ في هذي الحياةِ الضوءُ في المِصباحْ |
هناء للطبيعةِ جئتُ، إنسانيّتي المِفتاحْ |
وفاءٌ للحيارى للصغارِ، لمجمَلِ الأرواحْ |
أنا الليمونُ، والحنّونُ، والدّحنونُ، والتّفاحْ |
أنا يا أمُّ صوتُ اللهِ في أعماقِ هذي الأرضِ |
روحٌ تبسط الكفّينِ، روحٌ تفتحُ العينينِ |
بالأفراحْ .. |
فطِبْ يا تاجَ رأسي، والدي الغالي إلى الأبدِ .. |
على ذاتِ الهوى أحيا .. |
وأهطِلُ شمسَ حبٍّ في أرقِّ صباحْ |
أنا في الدربِ، صوتُ الحبِّ |
فوقَ نتوءِ أحلامي |
سكبتُ الحبَّ ترياقًا |
يجدّدُ في المدى |
الأفراحْ. |