إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هبطت الطائرة في مطار لندن |
وطار قلبي ليعود فورا إليك ... |
هدأت محركاتها |
وانفجرت في داخلي محركات الشوق تهدر ... |
ولحظة وعيت كم أنا بعيدة |
أدركت ربما للمرة الأولى |
إلى أي مدى أحبك .. |
وتدحرج رأسي في ممرات المطار |
مثل كرة هوجاء |
يصطدم بكل الجدران .. |
قيل أن أرحل قلت لنفسي: |
لطيف وعذب أن اتذكرك وأن أشتاقك! |
قبل أن أرحل قلت لي: |
يكفينا أننا نقطن كوكبا واحدا |
ويشرق علينا قمر واحد .. |
أيها الشقي |
أي جنون كان أن أرحل |
فأنت لم تعد شوقا عذبا |
لقد نبتت لذكراك في نفسي |
أنياب ومخالب جارحة ... |
طويلة ليالي الفراق |
ممدودة على طول قارتين ... |
والتنهدات تعوم في الظلمة الشبحية |
مثل غريق شهقاته احتضار ... |
ها أنا اتسلق شجرة الذكرى .. |
واقتحم مدينة الحلم .. |
وأضرم الحرائق في روتين الشرعية |
لتحتلني رياحك ... |
وأنطح صخرة الوضوح والمنطق |
بخصب الشوق ... |
في اصبعي ما يزال أثر حرق لفافتك |
هاهو دليل محسوس على اننا كنا معا حقاً |
اعلق مشنقة كلمة حقاً |
حبنا فوق الأدلة المادية |
وسابق لها كالإيمان! .. |
الجمعة الحزينة |
وأنا العاشقة الحزينة |
وأنت مصلوب داخل جسدي |
وأمامي في المقهى عاشقان انكليزيان جداً |
وأمامهما صفحة الكلمات المتقاطعة! |
وكلما انتهيا من حل كلمة |
يقبلها ببرود كما ينظف أسنانه |
وبعينين مفتوحتين حتى آخرهما |
تتأملان التلفزيون خلفها!... |
يقبلها بلا نبض |
ثم يعودان إلى حل أحاجي الكلمات المتقاطعة بحماس |
لو مست شفتاك عنقي هكذا |
لانصهرت |
لخرج الضوء من اصابعي |
ولفاحت من جسدي |
رائحة البخور .. |
لو ... |
جلستي هزلية |
في القطار إلى اسكوتلندا ... |
وجهي عكس اتجاه السير |
وعيناي مثبتتان على الجنوب |
على الجبال التي نخلفها وراءنا |
بينما أنا امعن ابتعاداً عنك .. |
راحلة إلى الغد |
وجهي إلى الماضي |
عيناي على أيامنا الهاربة |
وظهري للمستقبل |
وقد استحلت صنما من الملح! |
الكاهن الذي تصادف وجوده إلى جانبي |
حذرني: ستصابين بدوار |
بدلي مقعدك |
أيها الكاهن: فات الأوان . فات الأوان . |
التقينا بعد الأوان |
وافترقنا قبل الأوان |
حتى موسم الهرب فات أوانه |
نحن موسم الحب المجنون |
المرفوض من مواسم الشرائع ... |
أتذكرك في نيو كاسل |
وأضواء المدينة الصناعية الصفر |
الحزينة في ليل بلا قلب |
تخثرني جلطة |
في عروق الليل ... |
لو ينفجر هذا الليل المحتقن |
لو تخرج ماكينات الدينة المرعبة |
عن قوانين الفيزياء |
فتبكي معي وتصنع حرير القز المبلل بالدموع |
شفافا كأغلال الشهوة ... |
موجع أن تنام في مدينة صناعية |
حين لا يكون قلبك مضخة |
حين يكون قلبك فراشة |
مغروزة بدبوس إلى جدار الفراق |
وعبثا تخفق أجنحتها |
وأرحل ومن أقصى الشمال أناديك |
والريح تسخر بي على شواطىء الأطلسي |
وأنا أعاني مخاض حبك |
والفجر كسر قارورته |
وظل الأطلسي مظلما وعدوانيا |
يتهدد بتدمير كل قوارب نجاة العشاق .. |
وكل محاولات القلب للعبور |
ذلك العربي الذي أسمى الأطلسي |
بحر الظلمات |
تراه كان عاشقا مثلي؟... |
آه لو تنكسر مرآة الشوق |
وتتفتت صورتك فيها ... |
ليستريح قلبي الصخرة |
من كلابات الذكرى |
التي تتسلقه في عتمة الليل |
برشاقة السجناء الهاربين ... |
آه لو يغمى على الذاكرة .. |
على شواطىء بحر الظلمات |