أَقْبَلْتِ مِنْ تَعَبِ الْأَيَّامِ يَا أَمَلًا | |
|
| كَادَ الْفُؤَادُ بِهِ يَفْنَى وَ يَنْفَطِرُ |
|
أَقْبَلْتِ،لَمْ تُخْبِرِي الْأَيَّامَ عَنْ سَفَرٍ | |
|
| مَا مِثْلُهُ فِي حَيَاةِ الْمُشْتَهَى سَفَرُ |
|
أَقْبَلْتِ،لَمْ تَعْبَئِي بِالشَّمْسِ إِذْ سَطَعَتْ | |
|
| وَ لَا رَنَا لِسَنَا أَحْلَامِكِ السَّهَرُ |
|
أَنْتِ السَّنَا،فَأُفُولُ الزَّهْرِ وَاقِفَةٌ | |
|
| تَرْجُوكِ أَنْ تَقِفِي،وَ الْأَيْكُ،وَ الشَّجَرُ |
|
أَنْتِ ابْتِسَامُ صَبَاحِ الْعِيدِ،أَنْتِ مُنًى | |
|
| بِهَا يَجِيئُ صَبَاحُ الْعِيدِ يَنْتَشِرُ |
|
السِّحْرُ يَمْرَحُ فِي عَيْنَيْكِ مُمْتَلِئًا | |
|
| بِالزَّهْوِ،لاَ عَاصِفٌ فِيهِ،وَ لاَ مَطَرُ |
|
فَأَشْرِقِي فِي حَيَاتِي مَرَّةً فَلَقَدْ | |
|
| بَاتَتْ حَيَاتِي،وَ مَا فِي لَيْلِهَا قَمَرُ |
|
قُولِي: إِذَا تَاهَ بِي شَوْقٌ،وَ غَرَّبَنِي | |
|
| فِي مُقْلَتَيْكِ،أَكَانَتْ تَنْفَعُ الْذِّكَرُ ..؟ |
|
إِذَا نَأَى خَاطِرٌ بِي ثُمَّ أَرْهَقَنِي | |
|
| أَكَانَ يَنْفَعُ فِي زَلَّاتِهِ الْحَذَرُ..؟ |
|
وَ الشَّوْقُ تَذْرِفُهُ عَيْنَايَ مِنْ زَمَنٍ | |
|
| كَأَنَّمَا هُوَ لَا يُبْقِي وَ لَا يَذَرُ. |
|
مَا عَادَ لِي غَيْرُ أَحْزَانِي أُقَدِّمُهَا | |
|
| إِلَيْكِ،يَسْكُبُهَا مِنْ لَوْعَتِي النَّظَرُ |
|
مَا عَادَ لِي غَيْرُ حُلْمٍ فِي حَدَائِقِهِ | |
|
| أَشْقَى،وَ فِي رَوْضِهِ يَنْأَى بِيَ الزَّهَرُ |
|
حَتَّى الْكَلَامُ تَلَاشَى فِي فَمِي،فَلِمَنْ | |
|
| أُهَيِّئُ الْعُمْرَ،إِنْ لَمْ يُسْعِفِ الْعُمُرُ؟ |
|
عَطْشَانُ لِلْحُبِّ،قَدْ أَجْدَبْتَ يَا أَمَلِي | |
|
| هَلْ فِي الْحَيَاةِ نَعِيمٌ شَكْلُهُ سَقَرُ؟ |
|
وَ الْيَوْمَ كُلُّ ابْتِسَامَاتِي مُزَمْجِرَةٌ | |
|
| النَّارُ تَعْصِفُ فِي الْأَحْشَاءِ،تَسْتَعِرُ |
|
مَا عَادَ لِي غَيْرُ أَشْوَاقِي أُعَانِقُهَا | |
|
| وَ الطِّفْلُ دَاخِلَ نَفْسِي صَابِئٌ أَشِرُ |
|
فَلَوْ تَطُلِّينَ يَوْمًا مِنْ سَمَائِكِ،لَوْ | |
|
| تَأْتِينَ،كَيْ يَسْتَفِيقَ الْفَجْرُ وَ السَّحَرُ |
|
وَ كَيْ تَكُونَ قُلُوبُ الزَّهْرِ نَاعِمَةً | |
|
| وَ كَيْ يُعَانِقَ نَبْضَ الْمَوْجَةِ الْحَجَرُ |
|
تَرَكْتِنِي،وَ أَنَا النَّهْرُ الصَّمُوتُ،يَدِي | |
|
| تَدَفَّقَتْ،وَ مِيَاهِي سَاقَهَا الْقَدَرُ |
|
وَ ضِفَّتَايَ تَسَابِيحٌ،وَ أُغْنِيَةٌ | |
|
| وَ مَنْبَعِي أَنْتِ،وَ الْأَشْوَاقُ،وَ الْفِكَرُ |
|
إِنِّي انْصَبَبْتُ كَشَلَّالٍ،فَلَا جَبَلٌ | |
|
| يَقْوَى عَلَيَّ،وَ لَا سَفْحٌ،وَ مُنْحَدَرُ |
|
إِنِّي انْصَبَبْتُ عَلَى حُلْمٍ تَرَكْتُ غَدِي | |
|
| لَهُ،وَ إِنِّيَ لِلْإِصْبَاحِ أَنْتَظِرُ |
|
وَ لَمْ يَلُحْ بَعْدُ نُورٌ أَسْتَضِيءُ بِهِ | |
|
| وَ لَا بَصِيصٌ مِنَ الْآمَالِ يَنْحَسِرُ |
|
كَأَنَّنِي أَنَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ لَمْ | |
|
| أَعْرِفْ صَبَاحًا،وَ لَمْ يَعْرِفْنِيَ السَّمَرُ |
|
مُوَلَّهًا...مُنْذُ كَمْ..؟لَا أَرْتَدِي فَرَحًا | |
|
| مُسَافِرًا...مُنْذُ كَمْ..؟لَا يَنْتَهِي السَّفَرُ |
|
وَ الْحُلْمُ تَأْشِيرَتِي لِلْآهِ،نَافِذَتِي | |
|
| مِنْهَا أُطِلُّ عَلَى الذِّكْرَى،وَ أَعْتَبِرُ |
|
مَاذَا سَيَبْقَى مِنَ الرِّيحِ الشَّرِيدَةِ،إِنْ | |
|
| بَابًا فَتَحْتِ لَهَا،وَ اسْتَطْرَدَ الْمَطَرُ..؟ |
|
مَاذَا سَيَبْقَى مِنَ الْقَلْبِ الْغَرِيبِ،إِذَا | |
|
| رَآكِ،أَوْ لَاحَ مِنْ بَسْمَاتِكِ الْقَمَرُ..؟ |
|
مَاذَا سَيَبْقَى مِنَ النَّهْرِ الصَّمُوتِ،إِذَا | |
|
| أَحَبَّ،أَوْ أَيْنَعَتْ مِنْ حَوْلِهِ الثُّمُرُ..؟ |
|
الْكُلُّ حِينَئِذٍ يَأْتِيكِ مُنْصَغِرًا | |
|
| الْكُلُّ حِينَئِذٍ يَأْتِيكِ يَعْتَذِرُ |
|
إِنِّي أُحِبُّكِ،مَا لِي غَيْرُ حُبِّكِ،هَلْ | |
|
| فِي الْحُبِّ وَازِرَةٌ أُخْرَى،وَ لَا تَزِرُ..؟ |
|
كَيْفَ اكْتَشَفْتُكِ..؟كَيْفَ انْسَبْتِ فِي جَسَدِي | |
|
| مَاءً بِهِ كَوْثَرُ الْآمَالِ يَنْهَمِرُ..؟ |
|
كَيْفَ ائْتَلَقْتِ،فَأَلَّبْتِ الْقَصَائِدَ فِي | |
|
| لَيْلِي عَلَيَّ،وَ لَمْ يُنْصِفْنِيَ السَّهَرُ..؟ |
|
كَأَنَّنِي رَهْنُ إِشْرَاقِي،إِذَا انْتَبَذَتْ | |
|
| يَدِي مَكَانًا قَصِيًّا لَاحَ لِيَ الْأَثَرُ |
|
وَ لَمْ أَسِرْ،فَجِهَاتِي كُلُّهَا شَرَرٌ | |
|
| وَ لَمْ أَصِلْ،فَدُرُوبِي كُلُّهَا حُفَرُ |
|
كَأَنَّ فَجْرَكِ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ لِي | |
|
| كَأَنَّ فَجْرِي،إِذَا مَا غِبْتِ يَنْتَحِرُ |
|
هَلِ انْتَظَرْتُكِ طُولَ الْعُمْرِ سَيِّدَتِي؟ | |
|
| هَلْ قُلْتُ: إِنِّي أُقَضِّي الْعُمْرَ أَنْتَظِرُ ..؟ |
|
وَ أَنْتِ شَمْسِي الَّتِي فِي الْقَلْبِ مَشْرِقُهَا | |
|
| أَيْنَ الْغُرُوبُ..؟ وَ أَيْنَ الْأَنْجُمُ الْأُخَرُ ..؟ |
|