عقابيلُ داءٍ ما لهُنَّ مطبَّبُّ | |
|
| ووضعٌ تغشَّاهُ الخَنا والتذَبذُبُ |
|
ومملكةٌ رهنُ المشيئاتِ أمرُها | |
|
| وأنظمةٌ يُلهى بهنَّ ويُلْعَب |
|
وناهيكِ مِن وضعٍ يعيشُ بظّله | |
|
| كما يتَمنَّى مَن يخونُ ويكذِب |
|
وقرَّ على الضيمِ الشبابُ فلم يَثُرْ | |
|
| وأخلدَ لا يُسدي النصيحةَ أشيب |
|
كأنْ لم يكنْ في الرافدينِ مُغامرٌ | |
|
| وحتى كأنْ لم يبقَ فيه مجرِّب |
|
أعُقماً وأُمَّاتُ البلادِ ولودةٌ | |
|
| وإنَّكِ يا أُمَّ الفراتينِ أنجب |
|
وما أنكَّ يُزهى منكِ في الصِّيدِ أصيدٌّ | |
|
| ويَلْمَعُ في الغُلْبِ الميامينِ أغلب |
|
إذا قيلَ مِن أرضِ العراق تطَّلعَتْ | |
|
| عيونٌ له وانهالَ أهلٌ ومرحب |
|
يُحكِّمُ في الجُلَّى أغرُّ مُشَّهَرٌ | |
|
| ويحْتاجُ في البلوى عذيقٌ مرَجَّب |
|
فما لكِ لا بينَ السواعدِ ساعدٌ | |
|
| يُحَسُّ ولا بينَ المناكبِ مَنكِب |
|
تنادتْ بويلٍ في دياركِ بومة | |
|
| وأعلنَ نَحْساً في سماكِ مُذَنَّب |
|
وأُلْبِسْتِ من جَورٍ وهضمٍ ملابساً | |
|
| أخو العزِّ عنها وهو عريانُ يرغب |
|
تكاثرت الأقوالُ حَقاً وباطلاً | |
|
| وقالَ مقالَ الصدقِ جلْفٌ مُكذَّب |
|
وشُكِّكَ فيما تدَّعيه تظنِّياً | |
|
| ولو أنَّه شحمُ الفؤادِ المذَوَّب |
|
وباتَ سواءً من يثورُ فيغتلي | |
|
| حماساً ومن يلهو مُزاحاً فيلعب |
|
فما لكَ من أمرينِ بُدٌّ وإنما | |
|
|
سكوتٍ على جمرِ الغضا من فضائحٍ | |
|
| تُمَثَّلُ أو قولٍ عليه تُعذَّب |
|
تحفَّتْ أُباةٌ حين لم يُلْفَ مركبٌ | |
|
| نزيهٌ إلى قصدٍ من العيشِ يُركب |
|
فلا العلمُ مرجوٌّ ولا الفَهمُ نافعٌ | |
|
| ولا ضامنٌ عيشَ الأديبِ التأدُّب |
|
ومُدَّخَرٌ سوطُ العذابِ لناهضٍ | |
|
| ومُدَّخَرٌ للخاملِ الغِرّ مَنْصِب |
|
أقولُ لمرعوبٍ أضلَّ صوابَه | |
|
| تَردّي دساتيرٍ تُضِلُّ وتُرْعِب |
|
تداولَ هذا الحُكْمَ ناسٌ لوَ انَّهم | |
|
| أرادُوهُ طيفاً في منامٍ لخُيّبوا |
|
ودعْ عنكَ تفصيلاً لشَتَّى وسائلٍ | |
|
| بها مُلِّكُوا هذي الرقابَ وقرِّبوا |
|
فأيسَرُها أنْ قد أُطِيلَ امتهانُهم | |
|
| إلى أنْ أدَرُّوا ضَرعَها وتحَلَّبوا |
|
وأعجبُ ما قد خلَّفتْهُ حوادثٌ | |
|
| قليلٌ على أمثالهنَّ التَّعّجب |
|
سكونٌ تَغشَّى ثائرينَ عليهمُ | |
|
| يُعَوَّلُ أنْ خطبٌ تجرَّمَ أخْطب |
|
عتابٌ يحُزُّ النفسَ وقعاً وإنه | |
|
| لأنزهُ من صوبِ الغوادي وأطيب |
|
عليكُمْ لأنَّ القصدَ بالقولِ أنتمُ | |
|
| وليسَ على كلّ المسيئينَ يُعتب |
|
هَبوا أنَّ أقواماً أماتَ نفوسَهُم | |
|
| وألهاهُمُ غُنْمٌ شهيٌّ ومكسَب |
|
قصورٌ وأريافٌ يَلَذُّونَ ظِلَّها | |
|
| وجاهٌ وأموالٌ ومَوطيً ومَركب |
|
يخافونَ أنْ يَشْقوا بها فيؤاخَذو | |
|
| إذا كشفوا عمَّا يَروَن وأعربوا |
|
فما بالُ محروبينَ لم يحلُ مَطعمٌ | |
|
| لهُم، فيُلهيهمْ، ولم يصفُ مَشْرَب |
|
خَلِيَّينَ لا قُربى فيُ خْشَى انتقاصُها | |
|
| لديهمْ، ولا مالٌ يُبَزُّ فيُسْلَب |
|
سلاحُ البلادِ المرهفُ الحدِّ ماله | |
|
| نَبا منهُ في يومِ التَّصادُم مضرب؟ |
|
على أنَّني إذ أُسْعُ الأمرَ خِبْرَةً | |
|
| يلوحُ ليَ العذرُ الصحيح فأصْحِب |
|
همُ القومُ نِعم القومُ لكنْ عراهمُ | |
|
| ذهولٌ به تُصْبي الغَيارى وتُخلَب |
|
تَغوَّلَ منهم حزمَهُم إلْبُ دهرِهم | |
|
| عليهم وقد يُوهي القويَّ التألّب |
|
وكلّ شُجاعٍ عاونَ الدهرَ ضَّده | |
|
| مرّجيهمُ فهو المضامُ المغلَّب |
|
قليلونَ في حين ِ الرزايا كثيرةٌ | |
|
| وطيدونَ في حينِ الأساليبُ قُلَّب |
|
جريئونَ لكنْ للجراءةِ موضعٌ | |
|
| وعاقبةٌ، إنّ العواقبَ تُحْسَب |
|
يُلاقون أرزاءاً يَشُقّ احتمالُها | |
|
| وليس بميسورٍ عليها التَّغلّب |
|
فهاهم كمَنْ سُدَّ الطريقُ أمامَه | |
|
| وضلَّله داجٍ من الليلِ غَيْهَب |
|
على أنَّهم لا يهتدُونَ بكوكبٍ | |
|
| وقد يُرشِدُ الحَيرانَ في اللِّيل كوكب |
|
إلى الأممِ اللاَّتي استَتَمَّتْ وُثُوبَها | |
|
| تَشَكَّى اهتِضاماً أُمَّةٌ تَتوَّثب |
|
إذا خلصَتْ مِن عَثْرةٍ طوَّحتْ بها | |
|
| عَواثرُ مَن يُؤخذْ بها فهو مُحْرَب |
|
وإنْ فاتَها وحشٌ صَليبٌ فؤادُه | |
|
| تَعَرَّضَ وحشٌ منه أقسى وأصلَب |
|
يُعينُ سِياسياً عليها تفرُّقٌ | |
|
| وَينصُرُ رَجعيّاً عليها تَعصّب |
|
أُريدَ لها وجهٌ يُزيلُ قُطوَبها | |
|
| فزيدَ بها وجهٌ أغمُّ مُقطَِّب |
|
وَرِّبتما لاحتْ على السنِّ ضِحكةٌ | |
|
| له تَنفُثُ السمَّ الزعافَ وتَلصِب |
|
يُرى أبداً رَّيانَ بالحِقْدِ صَدرهُ | |
|
| كما شالَ لَّلْدغِ الذنابَينِ عَقرب |
|
وتلكَ من المُستَحْدثِ الحُكمِ عادةٌ | |
|
| يَرى فُرصةً منه اقتِداراً فيضرِب |
|
وما جِثتُ أهجوهُ فلمْ يبقَ مَوضعٌ | |
|
| نَزيهٌ له بالهجو يُؤتى فيُثْلَب |
|
ولكنه وصفٌ صَحيحٌ مُطابقٌ | |
|
| يجىءُ به رائي عَيانٍ مُجِرّب |
|
تُشَرَّدُ سُكَّانٌ لسُكنى طوارئ | |
|
| وتُؤَخذُ أرضٌ من ذويها فتوَهب |
|
وواللهِ لولا أنّ شَعباً مُغَلَّباً | |
|
| يُلَزُّ بَقرنيهِ كمِعزى ويحلَب |
|
لما عَبِثَتْ فيه أكُفٌّ جَذيمةٌ | |
|
| ولمْ يَعُلهُ هذا الهجينُ المهلَّب |
|
ولكن رَضوا من حُبّهمْ لبلادِهمْ | |
|
| بأنَّهمُ يَبكُونها حينَ تُنكَب |
|
فيا لكَ مِن وضعٍ تعاضلَ داؤهُ | |
|
| تُشاطُ له نَفْسُ الأبيِّ وتُلهب |
|
وللهِ تَبريحُ الغَيارى بحالةٍ | |
|
| كما يَشتهيها أشعبيُّ تُقَلَّب |
|
يُنَفَّذُ ما تَبغي وتَنهى عقائلٌ | |
|
| وتَعزِلُ فينا غانياتٌ وتَنصِب |
|
كأندلُسِ لَمَّا تَدَهْوَرَ مُلْكُها | |
|
| مُكَنّى جُزافاً عِندنَا ومُلَقَّب |
|
ورُبَّ وسامٍ فوقَ صدرٍ لو انَّهُ | |
|
| يُجازَى بحّقٍ كانَ بالنعلِ يُضرَب |
|
نشا ربُّهُ بينَ المخازي وراقهُ | |
|
| وِسامٌ عليها فهو بالخزيِ مُعْجَب |
|
أفي كلِّ يومٍ في العراقِ مؤمَّرٌ | |
|
| غريبٌ به لا الأمُّ منه ولا الأب |
|
ولم يُرَ ذا بَطْشٍ شَديدٍ وغِلظَةٍ | |
|
| على بَلَدٍ إلا البعيدُ المُجنَّب |
|
أكُلُّ بَغيضٍ يُثقِل الأرضَ ظِلُّهُ | |
|
| وتأباهُ يُجبى للعراقِ ويجْلَب |
|
وحُجَّتُهم أن كانَ فيما مضى لنا | |
|
| أبٌ، اسمهُ عندَ التواريخِ يَعْرُب |
|
عِديدُ الحَصى أنباؤهُ ولِكلِّهمْ | |
|
| مَجالٌ ومَلهىَ في العراقين طَيّب |
|
وقد أصبحوا أولى بنا من نُفُوسِنا | |
|
| لأنَّهمُ أرحامُنا حينَ نُنْسَب |
|
فأمَّا بَنُوه الأقربونَ فما لهمْ | |
|
| نصيبٌ به إلَّا مُشاشٌ وطَحْلب |
|
فيا أيُّها التاريخُ فارفُضْ مَهازِلاً | |
|
| سَتْرفُضها أقلامُنا حين تُكتَب |
|
وقُلْ إنَّني أُودعتُ شتَّى غَرائبٍ | |
|
| ولا مثلَ هذي فهي منهُنَّ أغرَب |
|