قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ | |
|
| هَل مِن بُناتِكَ مَجلِسٌ أَو نادِ |
|
نَشكو وَنَفزَعُ فيهِ بَينَ عُيونِهِم | |
|
| إِنَّ الأُبُوَّةَ مَفزِعُ الأَولادِ |
|
وَنَبُثُّهُم عَبَثَ الهَوى بِتُراثِهِم | |
|
| مِن كُلِّ مُلقٍ لِلهَوى بِقِيادِ |
|
وَنُبينُ كَيفَ تَفَرَّقَ الإِخوانُ في | |
|
| وَقتِ البَلاءِ تَفَرُّقَ الأَضدادِ |
|
إِنَّ المَغالِطَ في الحَقيقَةِ نَفسَهُ | |
|
| باغٍ عَلى النَفسِ الضَعيفَةِ عادِ |
|
قُل لِلأَعاجيبِ الثَلاثِ مَقالَةً | |
|
| مِن هاتِفٍ بِمَكانِهِنَّ وَشادِ |
|
لِلَّهِ أَنتِ فَما رَأَيتُ عَلى الصَفا | |
|
| هَذا الجَلالَ وَلا عَلى الأَوتادِ |
|
لَكِ كَالمَعابِدِ رَوعَةٌ قُدسِيَّةٌ | |
|
| وَعَلَيكِ روحانِيَّةُ العُبّادِ |
|
أُسِّستِ مِن أَحلامِهِم بِقَواعِدٍ | |
|
| وَرُفِعتِ مِن أَخلاقِهِم بِعِمادِ |
|
تِلكَ الرِمالُ بِجانِبَيكِ بَقِيَّةٌ | |
|
| مِن نِعمَةٍ وَسَماحَةٍ وَرَمادِ |
|
إِن نَحنُ أَكرَمنا النَزيلَ حِيالَها | |
|
| فَالضَيفُ عِندَكِ مَوضِعُ الإِرفادِ |
|
هَذا الأَمينُ بِحائِطَيكِ مُطَوِّفاً | |
|
| مُتَقَدِّمَ الحُجّاجِ وَالوُفّادِ |
|
إِن يَعدُهُ مِنكِ الخُلودُ فَشَعرُهُ | |
|
| باقٍ وَلَيسَ بَيانُهُ لِنَفادِ |
|
إيهِ أَمينُ لَمَستَ كُلَّ مُحَجَّبٍ | |
|
| في الحُسنِ مِن أَثَرِ العُقولِ وَبادي |
|
قُم قَبِّلِ الأَحجارَ وَالأَيدي الَّتي | |
|
| أَخَذَت لَها عَهداً مِنَ الآبادِ |
|
وَخُذِ النُبوغَ عَنِ الكِنانَةِ إِنَّها | |
|
| مَهدُ الشُموسِ وَمَسقَطُ الآرادِ |
|
أُمُّ القِرى إِن لَم تَكُن أُمَّ القُرى | |
|
| وَمَثابَةُ الأَعيانِ وَالأَفرادِ |
|
مازالَ يَغشى الشَرقَ مِن لَمَحاتِها | |
|
| في كُلِّ مُظلِمَةٍ شُعاعٌ هادي |
|
رَفَعوا لَكَ الرَيحانَ كَاِسمِكَ طَيِّباً | |
|
| إِنَّ العَمارَ تَحِيَّةُ الأَمجادِ |
|
وَتَخَيَّروا لِلمِهرَجانِ مَكانَهُ | |
|
| وَجَعَلتُ مَوضِعَ الاِحتِفاءِ فُؤادي |
|
سَلَفَ الزَمانُ عَلى المَوَدَّةِ بَينَنا | |
|
| سَنَواتُ صَحوٍ بَل سَناتُ رُقادِ |
|
وَإِذا جَمَعتَ الطَيِّباتِ رَدَدتَها | |
|
| لِعَتيقِ خَمرٍ أَو قَديمِ وِدادِ |
|
يا نَجمَ سورِيّا وَلَستَ بِأَوَّلٍ | |
|
| ماذا نَمَت مِن نَيِّرٍ وَقّادِ |
|
أُطلُع عَلى يَمَنٍ بِيُمنِكَ في غَدٍ | |
|
| وَتَجَلَّ بَعدَ غَدٍ عَلى بَغدادِ |
|
وَأَجِل خَيالَكَ في طُلولِ مَمالِكٍ | |
|
| مِمّا تَجوبُ وَفي رُسومِ بِلادِ |
|
وَسَلِ القُبورَ وَلا أَقولُ سَلِ القُرى | |
|
| هَل مِن رَبيعَةَ حاضِرٌ أَو بادي |
|
سَتَرى الدِيارَ مِنِ اِختِلافِ أُمورِها | |
|
| نَطَقَ البَعيرُ بِها وَعَيَّ الحادي |
|
قَضَّيتَ أَيّامَ الشَبابِ بِعالَمٍ | |
|
| لَبِسَ السِنينَ قَشيبَةَ الأَبرادِ |
|
وَلَدَ البَدائِعَ وَالرَوائِعَ كُلَّها | |
|
| وَعَدَتهُ أَن يَلِدَ البَيانَ عُوادي |
|
لَم يَختَرِع شَيطانَ حَسّانٍ وَلَم | |
|
| تُخرِج مَصانِعُهُ لِسانَ زِيادِ |
|
اللَهُ كَرَّمَ بِالبَيانِ عِصابَةً | |
|
| في العالَمينَ عَزيزَةَ الميلادِ |
|
هوميرُ أَحدَثُ مِن قُرونٍ بَعدَهُ | |
|
| شِعراً وَإِن لَم تَخلُ مِن آحادِ |
|
وَالشِعرُ في حَيثُ النُفوسِ تَلَذُّهُ | |
|
| لا في الجَديدِ وَلا القَديمِ العادي |
|
حَقُّ العَشيرَةِ في نُبوغِكَ أَوَّلٌ | |
|
| فَاِنظُر لَعَلَّكَ بِالعَشيرَةِ بادي |
|
لَم يَكفِهِم شَطرُ النُبوغِ فَزُدهُمُ | |
|
| إِن كُنتَ بِالشَطرَينِ غَيرَ جَوادِ |
|
أَو دَع لِسانَكَ وَاللُغاتِ فَرُبَّما | |
|
| غَنّى الأَصيلُ بِمَنطِقِ الأَجدادِ |
|
إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً | |
|
| جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ |
|