إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أيكم يذكر خضرهْ؟ |
صرخ الحادي الذي أشرفَ من علياء صخره |
أفلتت من جانب السفح كما تنفرُ مهره |
هالنا الحادي كما بان لنا في روعهِ أول مره |
صوته ينزف شلالاً وفي عينيه جمره |
صارخاً من بعد أن شعّثَ شعره: |
أيكم يذكر لون اللوز في العينين؟ |
والتفاح في الخدين |
إذ ما لوّحت وجنته شمس الظهيره؟ |
وعلى الظهرالذي ينشدُّ مثل السهم |
تنسابُ كما الموج ضفيره |
وصرخنا: |
كلنا نعرف خضره |
منذ أن كنا صغارا كعصافير الربيعْ |
ننشد الدفء ونشتاق إلى السحر البديع |
ولأطيافِ الفراشات التي تسبح ما بين الحقول |
ولأمواج من الزهر استفاقت في ذهول |
ولآذار تمطى وانتشى يزهو على كل الشهور |
وخرير الجدول النشوان قيثارٌ بآذان الفصول |
يومها كانت لنا في القلب خضره |
حلوةً ريانة ًناعمةأجمل زهرة |
طاقة من نرجس قد ضاع عطره |
كلنا نعرف خضره |
خضرة الزيتون في العينين والوجه اخضراني |
خضرة الكعبين إذ تدعو لها الأفواه |
يجعل قدمك خضرا |
فتخضُّر الأماني |
ثم يشدو طائر الخُضَّر مزهوا بإزجاء السلامْ |
والقلوب الخُضرُ من فرحتها رفت كأسراب اليمام |
وأكفٌ لوحت نشوى وهالات ابتسام |
خضرة قد عمت الدنيا |
ونادى هاتف: أنّ على الأرض السلام |
بعدها في ليلة لطَّخ خديها سخام |
فزّع الحادي النيام |
مجهشا قد راعنا يحنو على الوجه الرغام |
مزق الحادي أمام الحشد صدره |
حسرة في صوته النازف تقفو إثر حسره |
ومن العينين فاضت عبرة في إثر عبره |
قد سبا الأعداء خضره |
وتهادى الورق الأخضر مصفراً |
وما غطاه دهرا كشف الغاصب ستره |
وتعرت توتة الحي |
فما أبقت لها ما يستر الليلة عوره |
فُضِحت يا سادتي الأشراف خضرة |
هُتك العرض، وما نَزّ دم الأحرار قطره |
غرقت في العار والأوحال خضره |
يبست أرض وصارت بلقعًا |
والعارض المدرار إذ يمطرنا قد جف ضرعه |
ومضى الذاهب والآتي |
سراعا أفلوا لم يحصد الزارع زرعه |
لا ولم يُنسأ لذي عمر بعمره |
شاخت الدنيا وظلت عذبة الأطياف خضره |
خضرةُ الوشم على الجبهةِ |
والعينين في غوريهما توقد جمره |
بسمة زينت الثغر |
وفوق الخد من حرقتها تنهلُّ عَبره |