إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هذي الرسالة سوف تذروها الرياحْ |
وتُحيلُها إربًا ممزقةً ونهباً مُستباحْ |
لن تعبر الجسر الذي عينيك ضفتهُ |
وضفتُهُ الصباح |
فالباب يوصد بيننا |
والريح تُعولُ في الدروبْ |
والليلُ، والطرقاتُ تأكلُ عابريها |
والبحار تمورُ، والطوفان يبتلع السفينْ |
ويجيء صوتك عبر صمت الليلِ |
كالنغمِ الإلهيّ الحنونْ |
كحكاية ٍ خضراء تورقُ في بلادي |
في شفاه الظامئين |
في لثغةِ الأطفال |
في وَهَج الحناجر والعيونْ |
وتظل تكبرُ |
رغم هول الريح والأرض اليبابِ |
وحشرجاتِ رحى السنين |
لابد من يافا وإن طال السفر |
ويجيء صوتكِ |
في صفير الريح في حزن القمرْ |
قلبي على ولدي، وقلبك يا بُنيّ َعلى الحجر |
مطرا، فتشربهُ شراييني |
فتورق في شراييني الجراح |
وتظل ُ تقطر بالحنين |
تمورُ، تعزفُ كالوترْ |
وأنا يصير الشوقُ في قلبي وفي عيني إبَرْ |
وأنا أحنُّ إليكِ |
يحرقني الحنين كأن بابا من سَقَر |
فُتحت مصارعهُ عليَّ |
وراح يُلهبني شَرَرْ |
هذي الرسالة لن تطيرَ إليكِ يحملها البريدْ |
ويجيء يقرعُ ذات يومٍ بابنا الهرم العتيد |
ليقول إن رسالة جاءت من البلد البعيد |
فالدربُ ناءٍ بينا |
والبيدُ تقفو إثرَ بيد |
والموت والطوفان والدمُ والحريقْ |
والنهرُ يفغرُ فاهُ كالزمن السحيق |
حيث الجنود يرابطونْ |
والموت للأشواقِ والذكرى وباقات الحنينْ |
هذي الرسالة أنتِ يا أمي الحبيبة لن تريها |
وأخي محمدُ لن يفكَ حروفها يوماً |
ولن، لن تسمعيها |
لن تزرعي عينيكِ بين سطورها |
وتحدقي، فلعل طيفاً لابنكِ النائي الغريبِ يلوح فيها |
لكنني والشوقُ يوسعُ مهجتي ألماً وهما |
سأظل أنقشُ رسمكِ المعبودَ |
في زنديَّ وشما |
وأخط ألف رسالةٍ قد عُمّدت دمعاً ودما |
وأنا حملتكِ في خيالي |
صورةً نطَقت ورسما |
وأنا أحُسكِ في شفاهي |
كلما خَطبٌ أَلَمّا |
وأنا أُولولُ مثل طفلٍ في دروب الليلِ |
يُفزعهُ الظلامُ إذا ادلهما |
ويفرُّ، لا يلوي على شيءٍ |
يُغمغمُ آهِ يمّا |
أمي الحنونةُ |
والرسالةُ في الختامِ لديّ أسئلة صغيره |
كيف الأحبةُ والجوار، وكيف أخبار العشيره |
ودلالُ آهِ أذوبُ يلفحني الحنينُ |
كأنهُ وهْجُ الظهيره |
شوقاً لعينيها وطلعتها الأميره |
وأودُ لو اني أطيرُ |
أجيءُ عبر الليلِ تحملني مواكبهُ اللعينهْ |
فأقبل الخدين والعينين منها والضفيره |
لكنني، وكما يقول الناس في الأمثال في ألَمٍ وحيرهْ |
العين مبصرةٌ |
ولكن اليد َ البتراءَ والهفي قصيره. |