ها أنت تقتربين منّي يا هياكلُ في اختيال
|
تتأرجحين أمامَ عيني من جديد كالظلالْ
|
هلْ لي بأنْ أصطادكنَّ فيستجدّ لي الوصالْ
|
هل ما أزالُ أحسُّ قلبي مولعا يهوى الخيالْ
|
ها أنت ذي تتدافعين بلا فتور أو ملالْ
|
ليكنْ إذا ً؟ ولتحكمي ما شئتِ قد نفذ المقالْ
|
وكما ارتفعت من الغبار أقرُّ حكمكِ في امتثالْ
|
|
ويحسُّ صدري بالشبا بِ إذا دنا لكِ موكبُ
|
أنفاسه سحريّة ٌ من حوله تتصبّبُ
|
فيه من الماضي رؤى في مهجتي تتسرّبُ
|
وصدى لأحباب بأع ماق الثرى قد غُيّبوا
|
وأحسُّ بالود الجمي ل وبالهوى يتوثّب ُ
|
أسطورة رغم التقا دم والبلى لا تغرب ُ
|
فيعود لي الألم الم مضُّ كجمرة تتلهّبُ
|
وتهيج بي شكوى حيا ة ضلَّ فيها المركبُ
|
متذكرا خبرَ الألى خطف الفراقُ فخُيّبوا
|
في مستهلِّ سعادةٍ لمْ يصف ُمنها المشربُ
|
تلك النفوسُ المصغيا ت ُبلهفة لجميل لحْني
|
لَنْ تستطيع الآن أنْ ا تُصغي للحن إذ أغني
|
الأصدقاءُ تشتتوا وخبا صدى وتر مُرنِّ
|
شكوايَ أطلقها لجم هور غريب ليسَ منّي
|
إطراؤهُ لا يستثي رُ سوى معاناتي وحزني
|
أمّا الذي ما زال َيُس كرُ من نشيدي غاب عنّي
|
أمسى شريدا في المسا لك دونما مأوى ووكْن ِ
|
|
ويفيضُ ثديٌ من حني ن في شفاهي من جَديد ْ
|
من بعدما كُتب الفطا مُ عليَّ من زمن بعيد ْ
|
وتطلُّ أرواح رحلْ ن تَحوطُني مثل الوليد ْ
|
بحنانِها فيشدني شوق للقياها شديد ْ
|
وأودّ لو أنّي قدرْ ت سويعة أنْ أستعيد ْ
|
بسكونها الجديّ وج ه العالم الصافي السعيد ْ
|
ويصير أغنية تدوّي في الفضا همس النشيد ْ
|
والدمع تلْو الدمْع ِيجري مثلما ذاب الجليد ْ
|
وترق في قلبي المشا عرُ وهو أقسى من حديد ْ
|
ما في يدي أحسُّه ُ قد غاب في أفق بعيد ْ
|
أمّا الذي في الغيب فهْ ووقائع وأنا الشهيد ْ
|
|
|
المدير شاعر المسرح شخص مرح
|
|
أنتما يا خلاصة الخلاّن ِ يا معينيَّ في صروف ِالزمان ِ
|
خبّراني ماذا عسى تنويا ن ِ يا صديقي في حمى الألمان
|
كم تمنّيت أن أمتّع ذا الجم هور بالفن ساحر الألوان ِ
|
إنّه ينشد الحياة ويعطي لسواه حق البقاءِ المصان ِ
|
قد أقاموا في كل ركن عمودا ً وأعدّوا الألواح في إتقان ِ
|
كلُّ فرد من الحضور كما في ال عيد يصبو للحظة الإفتتان ِ
|
ها هم في مسرة وهناء ٍ يرفعون الأبصار َفي هيمان ِ
|
وأنا الجاذب النفوس بفنّي أقف الآن حائر الوجدان ِ
|
إن هذا الجمهورَلم يشهد ِالأف ضل في الفن من بعيدٍ ودان ِ
|
بيْد أني أراه ذا شَغَف قد ْ جد في الاطّلاع والعرفان ِ
|
خبّراني ماذا سنعمل كيما كل شئ يغدو جديد الكيان ِ
|
طازجأ يبعث السرور مشعّاً بتعابيره جلي المعاني
|
|
ويطيب لي أن أبصرَ الجمهورَ من دفعا كمثل السيل نحوَ المسرحِ ِ
|
وبمثل آلام المخاض يشق درْ با نحو باب الرحمة المستوضح ِ
|
|
عند انتصاف الشمس أوْ من قبلِ أنْ يجتاز مجرى الوقت ِحدَّ الرابعه ْ
|
وأمام شبَّاك التذاكر ينبري متصارعا أمواجه متدافعه ْ
|
|
وكما تزاحم ُ عند خبّاز زم ان القحط أفواجُ الجياعِ المتعبه ْ
|
يتهالك الجمهور كيْ يحظى بتذ كرة وهذا كلُّ ما قد طلبهْ
|
|
هذه معجزة يا صاحبي وهْي لا تحصلُ إلاّ عنْد شاعر ْ
|
فهلم الآن كي نصْنَعها من سوى شخْصُك في الناس ِيبادرْ
|
|
لا تحدّثني عن الجمهور ذا إنَّ روحي إنْ رأته تهربِ
|
إن هذا الموج يقتاد إلى سوْرة محْمومة ٍفَلْيُحْجبِ
|
لا.. بل اقتدني إلى درْب السما في مضيق هادئ لم يصخْب ِ
|
حيث لللشاعر يزهو مورقا ً فرح صاف نقيُّ المشْرب ِ
|
حيث يرفو الحب والود معا ً بركات القلب فيما يجتبي
|
|
آه ِ.. ما يصْدر عن أعماقنأ والذي يعلو الشفاه الراجفه ْ
|
خجلا من فشل حينا ومن ْ ظفر حينا يّشُد العاطفه
|
كل هذا فجأة تأكله ُ لحظة وحشيّة كالعاصفه ْ
|
|
وإذا ما نفذتْ ملقية بصداها في مطاويه السنون ُ
|
لاح في الغالب شكلا كاملا ً هكذا في موكب الدهر يكون
|
ما تراه لامعا يحيا سوى لحظات ثم يطويه السكون ُ
|
والذي كان صحيحا في حمى مُقْبل الأجيال حي ومصون ُ
|
|
|
يا ليت أُذ ْني لم تسْمَعْ بما سمعتْ ولم يَعُدْ مُقْبل الأجيال يَعنيها
|
وَلْيفتَرضْ؟ انّني حدّثت عن حقب ٍ لم تأت بَعدُ وصوّرت الذي فيها
|
فَمَنْ لعالمنا هذا يناوله ُ كأْس الدعابة إمتاعا وترفيها
|
وَهْوَ الذي يبتغيها وهْو مُعْتقدٌ بأنّه دونما شك مواتيها
|