إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سَلمَى |
كنتِ أحقَّ امْرَأةٍ بالطوفان |
بينَ خيالٍ روحَانيٍّ إثْرَ طقوسٍ روْحَانِيّة |
أوَّلُكِ قطْعَةُ شعْرٍ لكنْ آخرُكِ ألفيّة |
تَخْتَصِرينَ أساطيرَ الماضي |
عنْ حبِّ ابنِ السلطانِ لجَاريَةٍ لأبيهِ السلطان |
كمْ كنتِ آيةَ إبداعٍ رُبَّانيِّة |
لمْ أقرأْ مثلَكِ حينَ قرأتُ جميعَ نسَاءِ الدنيا |
في لغةِ العَيْنِ وفي لغةِ الفنجَان |
أنتِ أخذْتِ كلَّ خصَالِ الحُسْنِ |
وأصبحتِ مُلهِمَةَ الشُّعَرَاءِ الأولى |
بلْ مُلهِمَةَ الطوفان |
منكِ تعودُ لنا فينوسُ |
وتبتسمُ الموناليزا |
يا مَنْ أعْنِيكِ بكلِّ اسْمٍ |
ويليقُ بكِ سَلمَى |
أوّاهُ كمْ تقتُ لكِ |
وقصائدِكِ الشعريّة |
وخواطرِكِ النثريّة |
وقرائتِكِ لكتابٍ في الركنِ الهادي |
وطقوسِكِ بينَ أغاني فيْرُوزَ |
وقهوتِكِ التركيّة |
أوّاهُ كمْ تقتُ لكِ |
وتمرُّدِكِ التلقائيِّ |
وجرأتِكِ |
وبرائتِكِ العفويّة |
ولكمْ قلتِ: أنتَ الفارسُ مَنْ تأتي بحصانٍ |
تحمِلُني في ليلةِ بردٍ ماطرةٍ |
توصِلُني لحدودٍ أخرى |
فاقتْ أفقَ الكرةِ الأرضيّة |
قلتُ: مهلاً ما هذا؟! |
قلتِ: لا أدري؟! |
لكنْ هيَ أحْلامٌ وَرْدِيّة |
أُعَاهِدُكِ أنْ تبقي أقربَ لي مِنّي |
وتبقى غيرُكِ أبعدَ عنّي حسبةَ أعوامٍ ضوئيّة |
سأعشَقكِ جَسَدَاً |
روحَاً |
فِكراً |
وسأعشَقكِ سِرَّاً |
جَهْراً |
أنتِ بَريقُ اللؤلؤِ والمُرْجَان |
وصفاءُ السّنْدُسِ والكتَّان |
وأريجُ الزِّنْبَقِ والرَّيْحَان |
أنتِ ملحمةٌ في هذا العَصْرِ |
فكلُّ الشُّعراءِ بوصفِكِ أمِّيِّوُن |
لا يعرفُ سرَّكِ غيري |
حتى أسكنتكِ بالعشقِ مدينةَ أفلاطون |
سأعشَقكِ صَحْواً |
سُكْراً |
يا أوَّلَ أنثى في تاريخي |
أعشقُها شعْراً |
أعشقُها نثْراً |
يا آخرَ أنثى في تاريخي |
كمْ كنتُ أمْيَّاً في الماضي |
لا أعرفُ في العَرَبيَّةِ إلا بعضَ الكلِمَات |
وتعَلَّمتُ الآنَ الفصْحَى |
حتى ضَبْطَ الإعْرَابِ وَوَضْعَ الحَرَكات |
وتثقَّفْتُ في الأدَبِ العَرَبيِّ |
من عصرِ النابغةِ الذبياني لعصرِ السَّيَّابِ |
وفي الأدَبِ اليُوناني |
وفي الأدَبِ الرُّومَاني |
فقرأتُ لهوميروسَ |
ملحمةَ الإلياذةِ والأوديسةِ |
حتى قرأتُ عن الآثارِ |
ببابلَ بلْ في كلِّ الأقطارِ |
قرأتُ بكلِّ أساطيرِ الأغْريقِ |
قرأتُ عن الرِّخِّ الأسْطوْرةِ والفِيْنِيقِ |
دخلتُ ميادينَ الأمَمِ الأوْلى |
عن تأْسِيسِ الأنْدَلُسِ |
في العَهْدِ الأمَوَيِّ |
إلى أن أسقطَها فِرْنَانْدُو |
وعن بغدادٍ حينَ أتاها هُولاكُو |
وعن مصرٍ وفرَاعِنَةِ العَهْدِ الخالي |
كرَمْسِيسَ وَحَتْشَبْسُوت |
كمْ أنتِ مُلهِمَةٌ |
زيدينِي إلهَاماً زيدينِي |
وأزيدُكِ إبداعاً في الشعْرِ |
وفي النثْرِ |
أعانِقُكِ طيْرَاً |
وأرَاكِ بارِعَةَ الطيَرَان |
وأسكنُكِ قلبْاً |
وأرَاكِ بارِعَةَ الخَفَقَان |
ما أحْلاكِ |
ما أحْلاكِ |
إنْ غابَ العقلُ خلالَ الهذَيَان |
يا عَبَقَ الفلِّ ولحْنَ الكرَوَان |
يا مَنْ نأيُكِ يقْتُلُني لكنْ وَصْلُكِ يُحْييني |
أشعرُ بالبَرْدِ فهيّا غطّيني |
أشعرُ بالخوفِ فهيّا ضمّيني |
أنتِ وطَنَي بلْ أوْطَاني |
فمَنْ ينْفِيني؟! |
سأحُبُّكِ جِدَّاً |
وأكونُ لكِ قيساً |
لتكوني ليْلى |
هاتي يديْكِ |
نُحَلِّقُ فوقَ الدنيا |
نصنعُ من بعضِ السُّحبِ أكاليلاً |
نوقدَ من عينِ الشمسِ قناديلاً |
نكتبَ من بعضِ النجْمَاتِ عِبَارةَ حبٍّ رُّباني |
هذيَ هيَ سَلمَى |
بلْ سَلمَايَ |
قصيدةُ شعْرٍ وجْدانيٍّ |
بخيالٍ روْحَاني |
ليقرأَها الناسُ وأنتِ قولي: |
هذا لفايَ الطوفاني |