يَا لَيْلُ مَا لِلْوَقْتِ فِيكَ تَجَمَّدا | |
|
| لَزِمَتْ عَقَارِبُهُ الوُقُوفَ تَهَجُّدا |
|
هَطَلَتْ عَلَى مِحْرَابِهِنَّ سَكِينَةٌ | |
|
| لَمَّا بَسَطْتَ عَلَى امْتِدَادِكَ مَعْبَدا |
|
مَا هَزَّ خَشْعَتَهُنَّ رَجْفُ خَوَاطِرٍ | |
|
| وَلْهَى وَهَمٌّ كَالدُّخَانِ تمَدَّدا |
|
وَوَجِيبُ حُلْمٍ حَوْلَهُنّ مُحَوِّمٍ | |
|
| يَتَوَسَّلُ اللَّحَظَاتَ كيْ يَتَجَسَّدا |
|
سَوّفنَ فِي الْوِتْرِ ارْتِيَاحًا لِلدُّجَى | |
|
| مَاذَا إِذَا الصُّبحُ الْجَرِيءُ تَوَقَّدا |
|
مَاذَا إِذَا قَرَعَ السَّنا أَجْرَاسَهُ | |
|
| وَالْكَوْنُ مِنْ ثَوْبِ السُّكُونِ تَجَرَّدَا |
|
مَاذَا إِذَا ضَاقَ الظَّلامُ بحِمْلِهِ | |
|
| فَانْشَقَّ عَنْ أَفْلَاكِهِ وَتَمَرَّدَا |
|
يَا لَيْلُ قُلْ شَيْئًا فَصَمْتُكَ غَيْهَبٌ | |
|
| أمِنَ الحَنِينُ لَهُ فَهَامَ وعَرْبَدا |
|
وَانْقَادَ لَا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ إِلَى | |
|
| قَلْبٍ أَضَاعَ طَرِيقَهُ فَتَشَرَّدَا |
|
قُلْ لِلصَّباحِ إِذَا تَثَاقَلَ خَطْوُهُ | |
|
| عَجّلْ فَلَيْسَ عَلَيْكَ أَنْ تَتَوَدَّدَا |
|
أَشْرِقْ وَحَسْبُ لِنَنْتَهِي مِنْ تِيهِنا | |
|
| وَنُضِيفُ لِلْأيَّامِ يَوْمًا أرْبَدا |
|
يَا لَيْلُ كَمْ أَهْذِي وَأَنْتَ مُكَابِرٌ | |
|
| لَمْ تَكْتَنِفْ قَلْباً وَلَمْ تَمْنَحْ يَدَا |
|
وَأُطَارِدُ الْفَجْرَ الْمُدَلَّ بِنَفْسِهِ | |
|
| فِإذَا دَنَوْتُ إِلِيْهِ تَاهَ وأَبْعَدَا |
|
وَأَنَا عَلَى الضِّدَيْنِ ظِلٌ عَابِرٌ | |
|
| وَحِكَايةٌ عَجْلَى تَتِمُّ لتُسرَدَا |
|
فَلْتَقْفِزَانِي لَسْتُ أَحْفَلُ طَالَمَا | |
|
| لَمْ أَرْجُ بَيْنَكُمَا حِصَانًا أسْوَدَا |
|
أَوْ تَمْكُثَا مُتَعَانِقَينِ لتَعْبُرَا | |
|
| عُمْرًا رَمَاديَّ الْمَلَامِحِ سَرْمَدَا |
|
سَأَقُصُّ رِحْلَتَهُ عَلَيْكَ بِدَايَةً | |
|
| مُنْذُ اقْتَضَتْ أَقْدَارُهُ أنْ يُولَدَا |
|
يَا لَيْلُ نِمْتَ وَقِصَّتِي يقْظَى وَفِي | |
|
| أَنْفَاسِهَا تُطْوَى دَوَالِيبُ الصَّدَى |
|
من أين ألتمسُ السَّوادَ لريشةٍ | |
|
| هوجاءَ ما لِمِدَادِها أن يَنْفَدَا |
|
سَأَكُفُّ عَنْ هَذْرِي الْمُبَاحِ وَرُبَّمَا | |
|
| أرْجأتُ بَوْحًا دَافقًا مُتَمَرِّدَا |
|
لِأُعِيدَ نَسْجَ رِوَايَتِي وَلِسَانُها | |
|
| يَا شَهْرَيَارِي إنّ مَوْعِدَنَا غَدَا |
|