إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في أرضكم |
لا يعيش سوى |
من يملك وجهين |
أو أكثر |
من يتقن مهنة البهلوان |
من يلعب على كل الحبال |
ويسهر |
مع أبناء الحرام |
حتى مطلع الفجر |
من يقول نعم |
لكل فاحشة ٍ |
ويمدح الحرام |
من يضاجع القانون |
كمحظية له |
فينجب الرشوة |
والأبواب الخلفية |
والشهادات المعطوبة |
والأدهي من هذا |
يسخر ممن يمشي على الصراط المستقيم |
ويظنه مجنوناً |
هل حقاً |
من يمشي على الصراط المستقيم |
في هذا البلد |
هو مجنون؟!! |
في أرضكم |
كم من عار ٍ |
تجعلونه وسامًا |
وتجيدون قلب الحقائق |
ثم ترجمونها بفرحةٍ بلهاء |
فكيف تأمن المعاني |
أن تعيش بينكم؟!! |
الفقير في أرضكم |
أقل من الكلب قيمة ً |
كم من كلب |
يعيش في فيلا الأسياد |
معززًا مكرماً!! |
من معه قرش |
يساوي ما معه من قرش |
هذا شرعكم |
الفقير تدوسون عليه |
بنعالكم |
وبقوانينكم المتخصصة |
في مص دمه |
كيف أعيش في أرض ٍ |
القضاة فيها قرود |
والباب العالي وحده |
من يملك غابات الموز؟!! |
العدل لا يستطيع أن يتكلم |
مسرور خلف رأسه |
تكلمي يا شهر زاد |
كي لا تموت البلاد |
ربما بالحكايات الأزلية |
ينصلح حال شهريار |
ربما يدرك الحكمة |
أو يسبقها |
ربما...... |
أم لا فائدة |
من شهريار وحاشيته |
لابد أن يكثروا من العبيد |
كي يخدموهم |
بالفعل |
أو بالكلام |
ولا تشتري العبد إلا والعصا معه |
هذا مبدؤهم |
القهر من يستطيع بأنامله |
أن يحلبوا البقرة |
التي تسمى الدولة |
ويظنون أن لاشيء فوفهم |
حتى الله |
يظنون أنه أصبح ملكهم |
ألم يقل أحدهم: |
لو جاءني الله |
لحبسته في زنزانة. |
كيف أعيش بينكم؟!! |
وأنا لا أجد هواء الحرية |
لا أجد لقمة ً |
إلا فتات موائد الكبار |
فتعودت أن أنظر إلى أسفل |
ربما لقمة منسية ٌ |
أعود بها لصغاري |
وأنتم تحضرون طعامكم ساخنًا |
من باريس |
في طائرة من أموال الشعب |
الذي تستغفلونه |
ليل نهار |
بخطبكم الرنانة |
لابد للزعيم أن يكون مفوهاً |
كي يجيد خداع الجماهير |
الجماهير تحب ذلك |
لن أعيش بينكم |
سأرحل |
إلى أرض بكر الوضوح |
لم يطمسها طامس |
من أنس ولا جان |
من سماسرة الدماء |
والسجون |
إني أتقيأ منهم يومياً |
حتى أصبحت معدتي |
تحتاج إلى منظار |
لا يدعي الخرس |
سوف أقدم مهرها |
من خطواتي العطشى |
للمعاني السامية |
وحقوق الإنسان |
أيتها الأرض البعيدة |
أيتها الأرض الحلم |
أنا قادم إليك |
تاركاً أرض الذنوب |
بعدما قتلوني |
تسعاً وتسعين مرة |
علموني |
كيف أموت |
ولم يعلموني كيف أحيا؟؟ |
فكيف أعيش |
في أرض التكالب والتذئب والتثعلب |
أريد أرضاً |
خالية من الأنياب |
والمكر الأسود |
والدسائس الذكية |
والدسائس الغبية |
أريد أرضاً |
تكون أمي حقيقة ً |
تنصفني |
وتسند ظهري |
وليس أماً |
في الأغاني فقط |
شعبت من السلام الوطني |
وأنا في داخلي |
لا أشعر بأي ثمرة سلام |
شبعت |
من أرضي التي يقولون عنها |
بأنها أرض العظام |
وأنا حافي القدمين |
أسكن |
في بيت من صفيح |
ويبصق في وجهي |
أمين شرطة |
لأنني لست |
ابن النظام |
سأرحل |
إلى أرض |
تقدر جهدي |
ولا تنسبه لمديري في العمل |
أو لرئيس القطاع |
إلى أرض ٍ |
تذمون فيها |
لأنها أفضل منكم |
عقدة النقص |
قد تصنع الخبل |
أرض الأنبياء |
لا تطبق شيئاً |
من مبادئهم |
إلا ما يصب في جيوب |
من يجيدون الخداع |
الخداع |
الخداع |
يا أرض الخداع |
الكل يخدع الكل |
وما من حقيقة بينكم |
أين تذهب أموالكم |
وأنتم تملكون |
سيلاً من الموارد |
انظر إلى كروش حكامنا |
ستعرف |
أين تذهب أموالنا |
ثم لا تنطقون |
وإلا ضربتم بالحذاء الملكي |
الناصع البياض |
في حضور مفتي الديار |
الذي لا يقتص |
إلا من فقراء الوطن |
سأرحل |
لعلني أفتح بلاداً |
في داخلي |
وأعيش فيها |
كطفل |
لا يخاف من البعبع |
لن أتذكركم أبداً |
كي أقطع صلتي |
بثدي التخلف |
الذي رضعت منه |
ثلاثين عاماً |
شكراً لكم |
أيها الكرام |
حقيبتي |
تنادي على ّ |